بعد أن دفعت الصحة العالمية لإيقاف استعمال “الكلوروكين” في علاج كورونا.. مجلة طبية تتراجع وتعتذر

عربي بوست
تم النشر: 2020/06/03 الساعة 21:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/03 الساعة 21:30 بتوقيت غرينتش
طُوِّرَ دواء Remdesivir في منتصف العقد الماضي لمكافحة مرض إيبولا/ istock

شككت مجلة "ذي لانسيت" الطبية العريقة، في  دراسة نشرتها عن الهيدروكسي كلوروكين ومرض كوفيد-19 بعد أن تعرضت لانتقادات كثيرة، إذ أقرت المجلة في تنبيه رسمي، بأن أسئلة علمية كثيرة تحيط بالدراسة، كما حذَّرت القراء من أنه تم لفت انتباهها إلى تساؤلات علمية جدية بشأن هذه الدراسة.

وفق تقرير لوكالة "فرانس برس"، الأربعاء 3 يونيو/حزيران 2020، فإن هذه المجلة نشرت، الثلاثاء، هذا التنبيه على شكل "تعبير عن قلق"، وهي عبارة رسمية تستخدمها المجلات العلمية للإشارة إلى أن الدراسة تنطوي على مشكلة محتملة.

وفق التقرير نفسه، فإن هذا التعبير ليست له عواقب وخيمة مثل سحب الدراسة أو البحث كلياً، إلا أنه يلقي شكوكاً عليها.

ماذا قالت الدراسة؟ خلصت هذه الدراسة إلى أن الهيدروكسي كلوروكين غير مفيد لمرضى كوفيد-19 الذين أُدخلوا المستشفيات، بل إنه قد يكون مضراً.

كان لهذه الدراسة صدى عالميا وعواقب لافتة دفعت منظمة الصحة العالمية إلى تعليق التجارب السريرية على الهيدروكسي كلوروكين في مكافحة كوفيد-19. كما قررت فرنسا حظر هذا العلاج.

نُشرت الدراسة في 22 مايو/أيار بمجلة ذي لانسيت، وهي تستند إلى بيانات من 96 ألف مريض أُدخلوا المستشفى بين ديسمبر/كانون اﻷول وأبريل/نيسان في 671 مستشفى. وهي قارنت بين حالة الذين تلقوا العلاج ووضع المرضى الذين لم يحصلوا عليه.

بعد نشرها، أعرب كثير من الباحثين عن شكوكهم حيالها، من بينهم علماء يشككون بالأساس في فاعلية الهيدروكسي كلوروكين بمكافحة كوفيد-19.

المنهجية المعتمدة: في رسالة مفتوحة نُشرت في 28 مايو/أيار، شدد عشرات العلماء من أنحاء العالم على أن التحليل الدقيق لدراسة ذي لانسيت يثير قلقاً مرتبطاً بالمنهجية المعتمدة وصدقية البيانات.

وضع هؤلاء قائمة طويلة بالنقاط التي تطرح مشكلات، من التفاوت في الجرعات المعطاة ببعض الدول إلى مسائل أخلاقية حول جمع البيانات مروراً برفض الكشف عن البيانات الخام.

هذه البيانات صادرة عن "سورجيسفير" التي تقدم نفسها على أنها شركة تحليل للبيانات الصحية مقرها في الولايات المتحدة.

تقول ذي لانسيت في بيانها، إن تدقيقاً مستقلاً حول مصدر البيانات وصحتها طُلب من المعدين غير المرتبطين بـ"سورجيسفير"، وهو يجري الآن ويتوقع أن تصدر النتائج قريباً جداً.

جيمس واتسون، أحد المبادرين إلى الرسالة المفتوحة، علق في تغريدة قائلاً: "هذا لا يكفي، نحتاج إلى تقييم فعلي مستقل".

كما قال الأستاذ الجامعي ستيفن إيفانز، من كلية لندن للطب المداري: "تحوم شكوك حول صدقية دراسة ذي لانسيت". ويبدو أن كثيراً من صناع القرار السياسيين اعتمدوا كثيراً على هذه الدراسة.

قبل الجدل بشأن هذه الدراسة، كانت أعمال أخرى على نطاق أضيق توصلت إلى النتيجة نفسها من دون أن تتعرض المنهجية المعتمدة في إطارها لانتقادات.

حملة شرسة: تعرضت دراسة ذي لانسيت أيضاً لحملة لاذعة من المدافعين عن الهيدروكسي كلوروكين، في مقدمة هؤلاء الباحث الفرنسي دييديه راولت.

وقد غرد هذا الخبير، الأربعاء، قائلاً: "القصر الورقي ينهار"، في إشارة إلى التحذير الصادر عن ذي لانسيت بشأن الدراسة التي سبق أن وصفها الخبير، بالفاشلة.

كما دافع معدو الدراسة، الطبيب منديب مهرا وزملاؤه، عنها.

فيما قال سابان ديساي، صاحب "سورجيسفير"، لوكالة فرانس برس، في 29 مايو/أيار الماضي: "نحن فخورون بالمساهمة في الأبحاث حول كوفيد-19 في مرحلة عدم اليقين هذه".

إلا أن ثمة تساؤلات كثيرة حول هذه الشركة. فقد نشرت مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف مديسين" العريقة، الثلاثاء، تعبيراً عن قلق أيضاً بشأن دراسة للفريق نفسه أُعدت بناء على قواعد بيانات "سورجيسفير".

الخبير الفرنسي البروفيسور جيلبير دوراي يرى أنَّ نشر هذه التنبيهات من قِبل المجلتين مؤشر على أنهما بصدد سحب الدراستين، ورأى أن ذلك سيشكل كارثة، لأن المجلتين تعتبران مرجعاً في المجال العلمي.

كما أكد في تغريدة، أن هذا الوضع يثبت أن الزمن العلمي يجب أن يكون منفصلاً عن الزمن الإعلامي. فالطابع المُلح للجائحة لا يبرر صدور دراسات سيئة.

تحميل المزيد