أثار احتجاجٌ كبير في بروكلين صدمةً عبر الشبكات الاجتماعية حين انتشر مقطع فيديو لسيارتين من شرطة نيويورك تصطدمان بمجموعةٍ من المحتجين. وكان الاحتجاج واحداً من عشرات الاحتجاجات التي عمّت البلاد في أعقاب مقتل جورج فلويد، وفق تقرير شبكة CBS News الأمريكية.
مقطع الفيديو الذي انتشر ليل السبت-الأحد 31 مايو/أيار 2020، أظهر عشرات المحتجين مجتمعين بشارع يحملون حواجز صغيرة، ويبدو أنهم أوقفوا حركة سيارات الدفع الرباعي التابعة لشرطة نيويورك. وتظهر حقيبة تُلقى على السيارة بالتزامن مع إلقاء المتظاهرين أشياء مختلفة على السيارة. وبعد لحظات، اقتربت سيارة شرطة أخرى واصطدمت بجزءٍ من المتظاهرين، لتُصيب خمسة أشخاص على الأقل. ومع تقدُّمها، تحرّكت السيارة الأولى لتصطدم بالأشخاص الواقفين أمامها، قبل أن يسقط عديد من الأشخاص على الأرض.
مصدرٌ في الشرطة قال لشبكة CBS News الأمريكية، إن السيارات في الفيديو "حُوصِرَت"، وإن الحشود كانت تُلقي الطوب والحجارة على السيارات، فضلاً عن إضرام النار في حقيبة فوق سقف إحدى السيارات. وأضاف المصدر أن الضباط لم "يصطدموا" بالمحتجين، بل كانوا يحاولون "التقدُّم والهرب".
في مؤتمرٍ صحفي مسائي، تطرّق عمدة نيويورك، بيل دي بلاسيو، إلى مسألة الفيديو، وقال إن الفيديو "يُثير الاستياء"، لكن "من غير اللائق بالنسبة للمتظاهرين أن يُحاصروا سيارة شرطة ويُهدّدوا الضباط. الأمر خطأ في ظاهره، لكن لن ألوم الضباط الذين حاولوا التعامل مع هذا الموقف المستحيل… وإذا تعرّض ضابط شرطة لهذا الموقف، فعليه أن يخرج منه. الفيديو يُثير الاستياء، وأتمنى لو لم يفعل الضباط ذلك، ولكنني أُدرِك أيضاً أنهم لم يبدأوا الموقف".
لم تتوافر معلومات إضافية عند السؤال عن السيارة الثانية التي اقتربت من الحشد واصطدمت بالناس بوضوح. ويبدو أن الحقيبة التي أُلقيت على سقف السيارة في الفيديو لم تكُن مشتعلة.
في أعقاب انتشار الفيديو طالبت ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، نائبة الكونغرس، دي بلاسيو بتقديم الضباط المعنيّين إلى العدالة وعدم رفض القضية في "المراجعات الداخلية".
إذ كتبت على تويتر: "قاد ضباط شرطة نيويورك سيارة الدفع الرباعي واصطدموا بحشدٍ من البشر. كان من الممكن أن يقتلوهم، ولا نعلم أعداد المصابين. لا يحق لأحدٍ أن يدهس حشداً من البشر بسيارة دفعٍ رباعي. نحن بحاجة إلى وقفٍ فعلي وفوري للتصعيد، ونحن بحاجةٍ إلى ذلك الآن. لا مجال للانزلاق في مستنقع الفوضى العنيفة. نرجو من الجميع الحفاظ على سلامتهم".
مساء الجمعة، أظهر فيديو متداول على تويتر، ضابط شرطة يدفع امرأةً بعنف لدرجة أنّها اصطدمت بالرصيف بقوة على بعد أمتار. وقالت المرأة لاحقاً -في فيديو على تويتر- إنّها كانت ترتدي قناعاً على وجهها حين حدثت الواقعة، ولم تبصق على وجه الضابط كما افترض البعض في التعليقات.
وفي فيديو آخر، يظهر الضابط نفسه وهو يبدأ في دفعها حين سألت عن السبب الذي يتطلّب ابتعادها عن الطريق في أثناء اقترابهم.
وقالت: "طلب مني الابتعاد عن الشارع، ثم دفعني بعيداً عن الطريق فوراً".
كما نشرت فيديو لها وهي تتحدّث عن الموقف من سريرٍ في المستشفى على ما يبدو، وقالت: "لم أتعدَّ على ضابط الشرطة هذا مطلقاً. لم أدخل حتى في مساحته الشخصية".
