قرر ميخائيل إغناتييف، حاكم جمهورية تشوفاشيا، الواقعة على بُعد 640 كم تقريباً شرق موسكو، مقاضاة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بسبب إعفائه من مهامه، في القضية التي يُعتقد أنها ستُمثّل سابقةً قانونية ضد الرئيس القائم، وذلك بعد أن تمت إقالته في يناير /كانون الثاني من منصبه، عقب سلسلة من الحوادث المثيرة للجدل.
زلّات متعددة: وفق صحيفة Newsweek الأمريكية، الخميس 28 مايو/أيار 2020، فإن اسم ميخائيل إغناتييف تصدَّر عناوين الأخبار حين وجَّه تعليقات مُهينة للصحفيين خلال حدثٍ إعلامي محلي.
إغناتييف اتهمهم بكتابة الأخبار السلبية فقط، وأشار إلى ضرورة تحديد هوية مُنتقدي السلطات و"القضاء عليهم"، مردِّداً تعبيراً شهيراً استخدمه بوتين عام 2000 إبان وصف ما يجب فعله في إرهابيي الشيشان.
في واقعةٍ أخرى، انتشر مقطع فيديو لإغناتييف وهو يلعب بمجموعة من مفاتيح سيارات الإطفاء فوق رأس رجل الإطفاء، الذي اضطر إلى القفز في الهواء من أجل الحصول عليها، كان ذلك قبل نحو عام من الآن، في تشيبوكساري عاصمة تشوفاشيا.
لكن إدارته قالت لاحقاً، إنها كانت "مُزحةً ودّية"، كما اعتذر عن تعليقاته المُوجّهة للصحفيين، قائلاً إن تصريحه جرى اجتزاؤه وتحريفه. لكن الجدل واصل ملاحقته طوال فترة حكمه، في ظل إهانة عدد من المسؤولين المحليين للمواطنين.
قرار الطرد: في أعقاب الجدل، قررت رئاسة المجلس العام لحزب روسيا الموحدة الحاكم طرد إغناتييف في الـ28 من يناير/كانون الثاني.
دفاع الرجل يدّعي أنّ فصله لم يكُن قانونياً، وستبدأ جلسات الاستماع داخل المحكمة العليا الروسية في الـ30 من يونيو/حزيران. وصرَّحت إدارة الخدمة الصحفية في المحكمة لوكالة أنباء Interfax الروسية، بأنها رفضت طلب إغناتييف الحصول على معاش اجتماعي إضافي بموجب وظيفته السابقة.
كما نقل موقع أخبار مصرف Royal Bank of Canada، أن إجراءات بوتين القانونية تُواجه كثيراً من التحديات عادةً، ولكن يبدو أن هذه هي المرة الأولى التي تجري فيها مقاضاة الرئيس على يد محافظٍ أقاله.
إذ قال المحامي روسلان كوبليف للموقع: "لا يُكبِّدون أنفسهم عناء رفع تلك الدعاوى القانونية عادةً، لأنّهم يُدركون أنّ الأمور يُمكن أن تسوء أكثر".
سابقة بعقد "الملك": في حين تحدَّث خبير السياسة الإقليمية فيتالي إيفانوف عن قضيتين مماثلتين في التسعينيات ضد الرئيس الأسبق بوريس يلتسين، لم نشهد أي قضايا من هذا النوع منذ تولي بوتين السلطة للمرة الأولى عام 2000.
"حتى الآن، لم يجرؤ المحافظون السابقون على مقاضاة (الملك). ولكن يبدو أن إغناتييف ليس لديه ما يخسره على الإطلاق".
في هذه الأثناء، انتشرت تقارير تفيد بخضوع إغناتييف للعلاج من الالتهاب الرئوي داخل مستشفى سان بطرسبرغ منذ أوائل مايو/أيار.
كما يُقال إن حالته خطيرة لدرجةٍ استوجبت توصيله بوحدة مجازة قلبية رئوية؛ للحفاظ على حياته.