أعلنت قوات حكومة الوفاق الليبية المُعترف بها دولياً، السبت 18 أبريل/نيسان 2020، عن إطلاق عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة ترهونة الاستراتيجية، الواقعة جنوب العاصمة طرابلس.
معركة مُهمة: مصدر عسكري تابع لحكومة الوفاق قال في تصريح لوكالة الأناضول إن "قواتهم بدأت عملية تحرير ترهونة"، التي تعتبر غرفة عمليات رئيسية لقوات الليبي المتقاعد خليفة حفتر غربي ليبيا.
أضاف المصدر -الذي لم تذكر الوكالة اسمه- أن "القوات الحكومية تحرز تقدماً باتجاه ترهونة من عدة محاور، أبرزها منطقة القربولي شرق طرابلس ومدينة مسلاتة جنوبها".
تكتسب مدينة ترهونة أهمية كبيرة لكونها تُعتبر رأس حَربة لقوات حفتر في المناطق الجنوبية للعاصمة طرابلس، كما أنها تضم اللواء التاسع، أحد أبرز الفرق العسكرية الداعمة لحفتر.
كانت أكبر خطورة شكَّلها اللواء التاسع ترهونة، أنه على عكس قوات حفتر القادمة من الشرق يعرف عناصره جيداً أرض المعركة، وجزء من أحياء وسكان طرابلس امتداد لترهونة ذاتها، لذلك فأغلب التقدمات التي أحرزها حفتر جنوبي طرابلس كانت بفضل اللواء التاسع، خاصة في بداية المعركة، وقبل دخول مرتزقة فاغنر الروسية.
تشير الوقائع الميدانية إلى أن قوات حفتر في ترهونة ستواجه صعوبة في الصمود، فنظراً لوجود المدينة في منطقة تحيط بها جبال، وتفتقد لمطار أو منفذ بحري، فهي مضطرة للاعتماد بشكل كبير على الإمدادات البرية القادمة عبر بني وليد، خاصة بعد توقف الإمدادات القادمة من طرابلس ومصراتة وغريان.
كان رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، قد قال الثلاثاء 14 أبريل/نيسان 2020، إن قوات الوفاق "ستحتفل قبيل شهر رمضان المبارك (نهاية الأسبوع الجاري) بتحرير ترهونة وعديد من المناطق، وفقاً للخطط العسكرية".
هزائم متتالية: تأتي العملية العسكرية على ترهونة بعدما منيت قوات حفتر، الأسبوع الماضي، بسلسلة من الهزائم المتتالية والسريعة، عندما بادرت قوات حكومة الوفاق، الثلاثاء 13 أبريل/نيسان، بالهجوم بشكل مباغت على مناطق سيطرة حفتر في الساحل الغربي لليبيا، والذي يبعد أكثر من 100 كم غرب مدينة طرابلس.
تعد هذه هي المرة الأولى التي تبادر فيها حكومة الوفاق بالهجوم منذ هجوم القوات التابعة لها في يوليو/تموز 2019 على مدينة غريان، أكبر مدن جبل نفوسة، والتي أنهت خلاله تواجد قوات حفتر داخل المدينة.
وفق المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق الوطني، العقيد محمد قنونو، فقد بسطت القوات سيطرتها على مدن صرمان وصبراتة والعجيلات ومليتة وزلطن ورقدالين والجميل والعسة، على مساحة قدرها 3 آلاف كيلومتر مربع.
يعود السبب الرئيسي في هذا التقدم إلى هيّمنة سلاح الجو التابع للحكومة الليبية، على سماء المعركة في المنطقة الغربية للبلاد، منذ إطلاق قوات الوفاق عملية عاصفة السلام، في 25 مارس/آذار 2020، بعد أن كانت الغلبة وبشكل واضح لطيران اللواء المتقاعد خليفة حفتر وحلفائه الدوليين، طيلة أشهر.
كما أن هذا التحول الميداني لقوات الجيش التابعة لحكومة الوفاق الوطني جاء في أعقاب اتفاقية الدفاع المشترك التي عقدتها طرابلس مع الحكومة التركية أعقبها هدنة طالبت بها دول الاتحاد الأوروبي والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا آن ذاك غسان سلامة.
هدنة هشة: تأتي هذه التطورات العسكرية بعدما أعلنت قوات حفتر في 21 مارس/آذار 2020، عن الموافقة على هدنة للتركيز على جهود مكافحة كورونا، لكنها واصلت هجوماً بدأته في 4 أبريل/نيسان 2019، للسيطرة على العاصمة طرابلس، مقر حكومة الوفاق الوطني.
رداً على انتهاكات الهدنة، أطلقت حكومة الوفاق في 26 مارس/آذار 2020، عملية "عاصفة السلام" العسكرية ضد قوات حفتر.