هل ينقل موتى كورونا العدوى للأحياء؟ “الصحة العالمية” تحسم الجدل بعد واقعة مصر 

حسمت منظمة الصحة العالمية الجدل عن احتمال أن ينقل الموتى بفيروس كورونا العدوى إلى الأحياء الذين يقومون بدفنهم، ونشرت دليلاً أكدت فيه عدم وجود دليل على نقل الموتى للفيروس، وذلك بعد حدوث حالات رفض في عدد من الأماكن لدفن المتوفين جراء كورونا.

عربي بوست
تم النشر: 2020/04/13 الساعة 08:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/13 الساعة 13:15 بتوقيت غرينتش
منظمة الصحة العالمية تؤكد عدم نقل المتوفى بكورونا العدوى للأحياء - رويترز

حسمت منظمة الصحة العالمية الجدل عن احتمال أن ينقل الموتى بفيروس كورونا العدوى إلى الأحياء الذين يقومون بدفنهم، ونشرت دليلاً أكدت فيه عدم وجود دليل على نقل الموتى للفيروس، وذلك بعد حدوث حالات رفض في عدد من الأماكن لدفن المتوفين جراء كورونا.

يتزامن توضيح منظمة الصحة مع حادثة وقعت في قرية شبرا البهو فريك بمصر، حيث رفض بعض الأهالي دفن متوفاة بكورونا، وهي طبيبة سابقة، اعتقاداً منهم أنها قد تنقل العدوى إليهم، في مشهد تكرر من قبلُ بالعراق، وذلك قبل أن تتدخل قوات الأمن المصرية لإتمام مراسم الدفن. 

المنظمة فصّلت في دليلها الإرشادي إجابات عن أكثر الأسئلة التي تؤرق البشر من خلال تعاملهم مع جثث الموتى، لا سيما بالنسبة للمسلمين الذين يُعد لزاماً عليهم دفن الجثة تحت التراب، وليس حرقها كما هو متبع في بلدان أخرى.

لا مخاطر على الأحياء: تقول المنظمة إنه من المفاهيم الشائعة المغلوطة أن الأشخاص الذين يتوفون بمرض معدٍ ينبغي إحراق جثثهم كما هو الحال في فيروس كورونا، مشيرةً إلى أن إحراق الجثث هو خيار يتعلق بالطقوس والعادات، والموارد المُتاحة. 

تؤكد المنظمة أن فيروس كورونا، وفق البيانات الحالية، ينتقل عن طريق الأدوات المعدية، المخالطة اللصيقة، بالإضافة إلى إمكانية انتقاله عن طريق البراز، وتشير إلى أنه باستثناء حالات الحمى النزيفية (مثل تلك الناتجة عن فيروسي إيبولا والكوليرا) فإن جثث الموتى ليست معدية عموماً. 

لذا تؤكد المنظمة في دليلها أنه لا توجد "حتى اليوم أي بينة على إصابة أشخاص بالعدوى نتيجة التعرض لجثة شخص متوفى بسبب كورونا، سواء توفوا في مرافق الرعاية الصحية، أو المنازل أو في أماكن أخرى". 

نصائح مُهمة: لكن منظمة الصحة العالمية شددت في ذات الوقت على ضرورة اتباع العديد من إجراءات السلامة خلال التعامل مع جثة المتوفى بفيروس كورونا، وقدمت عدة نصائح في هذا الصدد: 

– ينبغي الحرص طوال الوقت على صون واحترام كرامة الميت وتقاليده، وطقوسه الدينية، ورغبات أسرته، كما ينبغي تفادي العجلة في التخلص من جثة الميت بسبب كورونا. 

– ينبغي إيلاء الأولوية القصوى لسلامة وعافية أي شخص یقوم بتجھیز الجثث، وقبل الشروع في تجھیز الجثة، ينبغي أن یضمن القائمون على ذلك تنظیف الیدین على النحو اللازم وتوفير معدات الحماية الشخصية الضروریة.

– ضرورة استخدام معدات الحماية الشخصية المناسبة (من قبل عاملي الرعاية الصحية والمشارح وفريق الدفن) حسب مقدار التفاعل مع جثة المتوفى، بما في ذلك الرداء الطبي والقفازات.

– تحضير الجثة لنقلها بما في ذلك إزالة كل الأسلاك، والقناطير، والأنابيب الأخرى، وضمان احتواء أي سوائل تفرزها الجثة من الفوهات، بالإضافة إلى تقليل تحريك الجثة إلى أدنى حد ممكن، وتغليفها بالقماش.

تشير منظمة الصحة إلى أنه ليس هنالك من داعٍ لتعقيم الجثة قبل نقلها إلى المشرحة، كما أنه ليس من الضروري استخدام حقائب الجثث، رغم إمكانية استخدامها لأسباب أخرى مثل التسرب المفرط لإفرازات الجسم. 

ماذا عن مراسم دفن الجثة؟ تجيب منظمة الصحة العالمية بأنه ينبغي أخذ الاحتياطات عند التعامل مع الجثة، وقالت إنه یحق لأفراد الأسرة والأصدقاء إلقاء نظرة على الجثة بعد تحضيرها للدفن وفقاً للأعراف المتبعة، ولكن ينبغي عدم لمسها أو تقبيلها.

كذلك شددت المنظمة على ضرورة غسل اليدين بالماء والصابون بعد ذلك، كما يتوجب على الأشخاص المكلفين بحمل الجثة وإنزالها في القبر، ارتداء قفازات وغسل أيديهم بعد الانتهاء من إجراءات الدفن.

أما عن مراسم الدفن التي يتولاها أفراد الأسرة أو الوفاة في المنزل فتقدم المنظمة نصائح عدة: 

– أي شخص يتولى تحضير الجثة (من قبيل غسلها أو تنظيفها، أو تكفينها، أو تهذيب الشعر) فينبغي عليه ارتداء القفازات قبل ملامسة الجثة بأي شكل من الأشكال.

– عند القيام بأي نشاط ينطوي على انبعاث إفرازات جسدية، ينبغي حماية العينين والفم، بارتداء واقي الوجه أو نظارات واقية وكمامة طبية)، وأي ملابس يرتديها الشخص أثناء تجهيز الجثة ينبغي نزعها وغسلها فور انتهاء الدفن.

– ينبغي ألا يشارك الأطفال وكبار السن في تجهيز الجثة، كذلك الأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية، وأمراض القلب أو السكري، كما ينبغي تقليل عدد المشاركين في تحضير الجثة إلى أدنى حد ممكن. 

هل نتخلص من متعلقات موتى كورونا؟ تقول منظمة الصحة إنه لا داعي لإحراق المتعلقات الشخصية للمتوفى، أو التخلص منها، لكن ينبغي تنظيفها ثم تعقيمها بمحلول يحتوي على الإيثانول بنسبة 70٪، وذلك بعد ارتداء القفازات. 

كذلك دعت إلى ضرورة غسل ملابس المتوفى ومتعلقاته الأخرى القماشیة بماء ساخن تتراوح حرارته بین 60 و90 درجة مئویة وصابون غسل الملابس.

أما في حال عدم توفر غسالة آلية، تقول المنظمة إنه يمكن نقع الملابس في حوض كبير يحتوي على الماء الحار والصابون وتحريك بعضها مع تجنب الرذاذ، وبعد الانتهاء ينبغي تفريغ الحوض ونقع الألبسة في محلول الكلور بنسبة 0.05٪، لمدة 30 دقيقة. 

وأخيراً ينبغي غسل الملابس بماء نظيف وتركها لتجف تحت أشعة الشمس.

تحميل المزيد