أصبحت مصففة الشعر شيونغ خوان أكثر انشغالاً هذه الأيام من أي وقت مضى بعد تخفيف القيود في الآونة الأخيرة بمدينة ووهان الصينية التي كانت المركز لتفشِّي فيروس كورونا المستجد.
تقضي شيونغ (39 عاماً) أيامها الآن متجولة على دراجتها ذات المحرك الكهربائي لتعرض خدماتها على السكان المحليين الذين كانوا مثلها حبيسي الجدران داخل المنازل بعد أن أمرت السلطات بفرض إجراءات العزل الشامل في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة أوائل يناير/كانون الثاني.
تحدث أحد الزبائن، ذكر لقبه فحسب وهو رين، عن شعره الذي نما لفترة أطول مما يلزم منذ آخر مرة قصَّه فيها في ديسمبر/كانون الأول. وقال: "كان تحمُّله أمراً صعباً للغاية".
أضاف بينما كانت شيونغ تقص شعره بعناية مستخدمة مقص الحلاقة: "هذا هو النعيم".
شيونغ كانت تعمل في صالون لتصفيف الشعر، لكن الصالون، مثله مثل مئات الآلاف من الشركات والأعمال في جميع أنحاء الصين، تعيّن عليه الإغلاق وفق التدابير الحكومية لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي أصاب 81470 شخصاً حتى الأحد 29 مارس/آذار 2020، وأودى بحياة 3304 في البر الرئيسي للصين، معظمهم في ووهان.
بقيت شيونغ في المنزل لرعاية طفليها، لكنها بدأت مغامرة الخروج قبل 3 أسابيع. فالدخل الإضافي شيء مرغوب بعد التوقف عن العمل لفترة طويلة.
تضيف بينما كانت في ساحة مفتوحة بمنطقة سكنية حيث وضعت كرسياً من البلاستيك ليجلس عليه الزبائن: "في اليوم الواحد.. إذا كانت فترة الذروة.. ربما أعمل من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة 6 مساء لقص شعر 70 شخصاً".
وتسمح مصففة الشعر لزبائنها بإلقاء نظرة على أنفسهم ليروا كيف صار مظهرهم النهائي بعد الحلاقة عبر كاميرا هاتفها الآيفون.
"ما زلت خائفة بعض الشيء"
يدفع الزبون 30 يواناً (4.23 دولار)، وهو مبلغ أقل بكثير من قيمة القصات المعتادة في الصالون، والتي تصل إلى 156 يواناً. وتقص شعر الرجال فحسب لأنه يستغرق وقتاً أقل من 15 دقيقة.
ترتدي شيونغ سترة الوقاية من المواد الخطرة، وتخفي أصابعها داخل القفازات، وتطهر المقص بين كل زبون وآخر. وعادة ما تعثر على الزبائن عبر التحدث إلى الناس أو مجرد ركوب الدراجة والتجول بالمكان، وتقص شعر زبائنها أحياناً على جانب الطريق بسبب القيود التي لا تزال بعض المجمعات السكنية تفرضها على الزوار.
من المتوقع إعادة فتح الصالون الذي تعمل فيه في الوقت المناسب بعد تخفيف القيود بشكل أكبر.
رداً على سؤال حول خطر التقاط العدوى، قالت: "بالطبع ما زلت خائفة بعض الشيء. لكن المجتمع يحتاجنا لذا يجب أن أساعد بالقليل الممكن بالنسبة لي".
يأتى تخفيف القيود فى ووهان، التي ظهر فيها الفيروس لأول مرة فى ديسمبر/كانون الأول، مع الانخفاض الكبير في عدد الحالات المحلية الجديدة بالصين، على الرغم من انتقال المرض منذ ذلك الحين إلى 203 دول أخرى، مما أدى إلى فرض إجراءات العزل العام بهذه الدول.