تتجه العلاقات الأمريكية الصينية للتحسن فيما يخص فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بعد أزمة بين البلدين، إذ امتدح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصين، الجمعة 27 مارس/آذار، وقال إنه بحث هاتفياً مستجدات كورونا "على نطاق واسع" مع نظيره الصيني شي جين بينغ، وإن بكين تصرفت بطريقة منفتحة وشفافة بشأن الوباء.
فيما أعلنت الصين عن استعدادها لمساعدة أمريكا وتعزيز التعاون معها بشأن الفيروس، وذلك عقب ساعات من تصدر الولايات المتحدة دول العالم في إصابات الفيروس بأكثر من 85 ألف حالة إصابة. ويعتبر ذلك تغيراً واضحاً في مسار العلاقات بين البلدين التي تأزمت على خلفية وصف ترامب لكورونا بالفيروس الصيني لنحو 4 مرات، واتهام بكين بإخفاء معلومات حول الفيروس، وهو الأمر الذي سبب سخطاً وامتعاضاً صينياً.
احترام أمريكي للصين: ترامب أكد أن الصين تصرفت بطريقة منفتحة وشفافة بشأن الوباء، وكتب عبر تويتر: "كان الاتصال مع الرئيس الصيني جيداً للغاية، مرت الصين بالكثير، وأصبحت على دراية كبيرة بالفيروس، نحن نعمل معاً بشكل وثيق.. الكثير من الاحترام"، وأضاف: "فيروس كورونا يدمر أجزاء كبيرة من كوكبنا".
الصين تعلن استعدادها لمساعدة أمريكا: من جانبها، قالت وكالة أنباء شينخوا الصينية (حكومية) إن الرئيسين تحدثا عبر الهاتف، دون توضيح مَن أجرى الاتصال، ونقلت عن الرئيس الصيني قوله إن بلاده على استعداد للعمل مع الولايات المتحدة والأطراف الأخرى لمكافحة الفيروس.
شدد "شي" على أن الصين تتقاسم المعلومات بشأن كورونا "بطريقة منفتحة وشفافة" مع منظمة الصحة العالمية والدول بما فيها الولايات المتحدة منذ بداية تفشي الفيروس، في إشارة إلى اتهامات ترامب بهذا الخصوص.
فيما عاد الرئيس الصيني التأكيد على أن بلاده لم تتوان عن تقديم معلومات مثل التسلسل الجيني للفيروس، وتتقاسم أيضاً الخبرات حول الوقاية من كورونا واحتوائه وعلاجه دون تحفظ، وتقدم أكبر قدر ممكن من الدعم والمساعدة للدول المحتاجة، وأكد أن "الأوبئة لا تعرف حدوداً أو أعراقاً، وهي عدو مشترك للبشرية".
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الصينية إن الرئيس شي جين بينغ أبلغ نظيره الأمريكي أنه يأمل أن تتخذ الولايات المتحدة خطوات ملموسة لتحسين العلاقات الثنائية، وأن التعاون بين البلدين هو الخيار الصحيح الوحيد.
حرب كلامية بين أمريكا والصين: جاءت هذه الدعوة وسط حرب كلامية تدور منذ فترة طويلة بين بكين وواشنطن بشأن قضايا متعددة، من بينها فيروس كورونا الذي ظهر في الصين أواخر العام الماضي وانتشر في شتى أنحاء العالم.
إذ اتهم ترامب ومسؤولون أمريكيون كبار آخرون الصين بانعدام الشفافية بشأن الفيروس الذي أودى بحياة أكثر من 24 ألف شخص على مستوى العالم، مما أثار غضب بكين.
انتشار الفيروس عالمياً: حتى منتصف ليلة الخميس/الجمعة، أصاب كورونا قرابة 530 ألف شخص حول العالم، توفي منهم ما يزيد على 23 ألفاً و700، فيما تعافى أكثر من 122 ألفاً. وقد تصدرت الولايات المتحدة دول العالم وبينها الصين، من حيث عدد الإصابات، بعد ارتفاع الحصيلة، الجمعة، إلى نحو 85612 مصاباً، متجاوزاً الصين بأكثر من 5 آلاف إصابة.
انتشار الفيروس أجبر دولاً عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وفرض حظر تجول، وتعطيل الدراسة، وإلغاء فعاليات عدة، ومنع التجمعات العامة، وإغلاق المساجد والكنائس.