كشف مصدر عسكري خاص في الجيش الثاني الميداني، لموقع "عربي بوست"، أن لواءين جديدين توفيا، الإثنين 23 مارس/آذار 2020، متأثرين بإصابتهما بفيروس كورونا، بعد ساعات من إعلان المجلس العسكري وفاة كلٍّ من اللواء خالد شلتوت مدير إدارة المياه في الجيش، واللواء أركان حرب شفيع عبدالحليم داود مدير إدارة المشروعات الكبرى بالهيئة الهندسية.
وأوضح المصدر لـ"عربي بوست" أن اللواءين المتوفيين حديثاً هما: اللواء أركان حرب محمود أحمد شاهين رئيس أركان إدارة المهندسين العسكريين، ولواء اركان حرب حسن عبدالشافي مدير ادارة المهندسين العسكريين.
ولم تعلن القاهرة رسمياً حتى الآن عن وفاة اللواءين.
وكانت مصادر خاصة لـ"عربي بوست" قد أكدت وجود إصابات بفيروس كورونا الجديد بين عددٍ من قيادات الجيش المصري، بينهم ثلاثة من القادة الأربعة الذين أعلن المجلس العسكري وفاة اثنين منهم خلال الساعات القليلة الماضية.
الفيروس ينتقل من القيادات إلى المجندين
يبدو أن الإصابة بفيروس كورونا لم تقف عند الإصابة داخل القيادات في الجيش المصري، ولكنها بدأت تنتشر بين المجندين، فقد كشف مصدر عسكري خاص -يحتفظ "عربي بوست" على ذكر اسمه- عن أن 4 مجندين في إحدى كتائب الجيش الثاني الميداني بمحافظة الإسماعيلية، أصيبوا أيضاً بالفيروس.
وقال المصدر إن "المجندين ظهرت عليهم أعراض المرض، مثل ارتفاع درجة الحرارة، وهزال وصعوبة تنفس، فتم نقلهم إلى مستشفى الحميات بالسويس الذي قام بدوره بتحويلهم إلى مستشفى القبة العسكري، للاشتباه في إصابتهم بفيروس كورونا، ما دفع الأطباء إلى إخضاعهم لفحص الفيروس بواسطة معامل الجيش، التي أكدت إصابتهم بالفيروس".
قيادات أخرى مشتبه فيها
وكانت وثيقة حصل عليها "عربي بوست"، وضمّت ثلاثة من القيادات الأربعة التي أعلن وفاتها مؤخراً، قد ذكرت أيضاً قائمة من المصابين والمشتبه فيهم، ووصل عددهم إلى 11 قيادياً وضابطاً، معظمهم يعمل في الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة المصرية.
ودخل هؤلاء إلى المستشفى العسكري أيام 5 و7 و9 و10 مارس/آذار لإجراء الاختبارات، لكن لم توضح الوثيقة النتيجة، ولم يستطع "عربي بوست" التأكد مما إذا كان أيٌّ من هؤلاء أصيب بالفعل بفيروس كورونا بعد إجراء الاختبارات المعملية.
ومن بين هؤلاء الضباط المشتبه في إصابتهم كلٌّ من: اللواء خالد مبارك حسين من المكتب الاستشاري للهيئة الهندسية، والعميد أسامة محمد عبدالحميد من إدارة المشروعات الكبرى، والعقيد محمد جمال الدين محمد من الهيئة الهندسية.
كما ضمّت القائمة عدداً من المشتبه فيهم لمخالطتهم المصابين، وتتوزع أماكن عملهم بين المجمع الطبي للقوات المسلحة بالمعادي، ومستشفى الجلاء العسكري، وإدارة المشروعات الكبرى.
يأتي هذا الأمر في الوقت الذي ما زالت فيه السلطات المصرية تتعامل بمنتهى السرية وعدم الشفافية في إعلان حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
ومن بين ما تخفيه السلطات المصرية الحقيقة حول ما إذا كانت هناك إصابات بين صفوف الجيش المصري أم لا، رغم أن دولاً كبرى أعلنت بكل شفافية عن إصابات بين جنودها وقيادات جيشها.
إجراءات صارمة لدى القوات المسلحة
وكان "عربي بوست" قد كشف نقلاً عن مصادر متطابقة، أن طلاب الكلية الحربية في مصر يخضعون للحجر الصحي منذ 10 أيام بعد ظهور 5 حالات اشتباه لطلبة داخلها، فيما بدأت رئاسة أركان الجيش المصري في اتخاذ إجراءات وقائية للحد من انتشار فيروس كورونا داخل المؤسسة العسكرية المصرية.
أحد أولياء أمور الطلبة المتواجدين داخل الكلية الحربية قال لـ"عربي بوست" (نتحفظ على ذكر اسمه لحماية سلامته الشخصية) إن القوات المسلحة فرضت حجراً صحياً على الكلية بشكل كامل بعد الاشتباه في وجود 5 حالات بدت عليهم أعراض فيروس كورونا، وهو ما أكده أيضاً مصدر عسكري آخر.
وتتخذ القوات المسلحة المصرية إجراءات صارمة للحد من انتشار الوباء في صفوف القوات المسلحة، إذ قال مصدر عسكري بإحدى وحدات الجيش المصري لـ"عربي بوست" إنه تم إصدار تعليمات سرية للغاية من رئيس هيئة الأركان بالقوات المسلحة المصرية، لاتخاذ إجراءات للحد من انتشار كورونا داخل صفوف القوات المسلحة.