عبرت طائرة إسرائيلية فوق الأجواء السودانية، بعد أقل من أسبوعين على لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، واتفاقهما على العمل من أجل تطبيع العلاقات.
لماذا الحدث مهم؟ هذه هي المرة الأولى التي تعبر فيها طائرة إسرائيلية الأجواء السودانية، ما يؤشر إلى توجه لدى مجلس السيادة السوداني ببدء العلاقات مع إسرائيل، لاسيما أن إسرائيل أشارت إلى أن السماح للطائرات الإسرائيلية بعبور أجواء السودان يمثل بداية التعاون بين الجانبين، كما أن نتنياهو قال عقب لقائه مع البرهان إن "تل أبيب حصلت على إذن من السودان بالسماح للطائرات المدنية الإسرائيلية بالتحليق في سمائه".
المشهد عن قرب: صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، قالت الأحد 16 فبراير/شباط 2020، إن طائرة نفاثة إسرائيلية (M-ABGG)، أقلعت بداية الأسبوع الماضي من إسرائيل، متوجهة إلى مطار كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو، وعادت نهاية الأسبوع إلى مطار بن غوريون الإسرائيلي، بعدما مرت عبر الأجواء السودانية.
تشير بيانات بث الطائرة، إلى أنها أقلعت من إسرائيل إلى الكونغو، في مسار مرّ فوق قناة السويس، وإريتريا، وإثيوبيا، وكينيا، وأوغندا، واستغرق نحو 7 ساعات.
في طريق العودة، حلقت الطائرة الإسرائيلية في الأجواء السودانية، بمسار مرّ عبر الكونغو، وإفريقيا الوسطى، والسودان، ومصر، وهو المسار الذي استغرق 5 ساعات ونصف الساعة.
بحسب الصحيفة الإسرائيلية أيضاً، فإن الطائرة لم تكن برقم تصريح إسرائيلي، لكن قاعدتها المسجلة هي في مطار بن غوريون.
سياق الحدث: تشير "يديعوت أحرونوت" إلى أن البرهان أبلغ نتنياهو خلال لقائهما في مدينة عنتيبي الأوغندية، في 3 فبراير/شباط 2020، أن بلاده ستسمح بمرور الطائرات الإسرائيلية في أجوائها، باستثناء طائرات شركة "العال" (الناقل الوطني الإسرائيلي).
في المقابل، فإن إسرائيل ستعمل على مساعدة السودان في إزالته من قائمة "الإرهاب"، وكانت القناة 13 الإسرائيلية قالت نقلاً عن مسؤول إسرائيلي -لم تذكر اسمه- إن السودان "طلب من إسرائيل مساعدته في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، وحثّ إدارة ترامب على التخلي عن تسمية الإرهاب".
أضافت القناة أن نتنياهو وافق على القيام بذلك، وبعد ذلك أثار القضية مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عندما كان بواشنطن، أثناء الإعلان عن الخطة الأمريكية لما تسميه "الحل النهائي" للقضية الفلسطينية، المعروفة باسم "صفقة القرن"، يوم 28 يناير/كانون الثاني 2020.
أشارت وسائل إعلام إسرائيلية أيضاً إلى أن الإمارات هي من رتّبت لقاء نتنياهو والبرهان، بعلم من السعودية ومصر.
تحوُّل في الموقف: جاء لقاء البرهان ونتنياهو رغم مشاركة السودان في قرار الجامعة العربية الرافض لـ "صفقة القرن".
يمثل هذا اللقاء تحولاً كبيراً في موقف السودان من إسرائيل، لا سيما أن الخرطوم كانت قد استضافت قمة الجامعة العربية بعد حرب يونيو/حزيران عام 1967، التي اشتُهرت بإعلان "اللاءات الثلاثة": "لا للسلام مع إسرائيل، لا للاعتراف بإسرائيل، ولا للمفاوضات معها".
يشير موقع "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يسعون منذ فترة طويلة إلى تحسين العلاقات مع الخرطوم، مشيرين إلى أهميتها في المنطقة، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي.