انتقدت السفيرة الأمريكية السابقة في أوكرانيا، ماري يوفانوفيتش، التي لعبت دوراً رئيسياً في محاكمة عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السياسة الخارجية الأمريكية، ووصفتها بأنها "غير أخلاقية"، وتقوم على التهديدات.
جاء ذلك في كلمة ألقتها يوفانوفيتش -التي استدعاها ترامب فجأة في مايو/أيار الماضي وأقالها- في جامعة جورج تاون، الخميس 13 فبراير/شباط 2020، حيث تسلمت جائزة من معهد الدراسات الدبلوماسية في الجامعة.
الخارجية الأمريكية في أزمة: السفيرة الأمريكية السابقة في أوكرانيا ماري يوفانوفيتش قالت وفق تقرير لـفرانس 24: "في الوقت الحالي وزارة الخارجية في أزمة، القادة الكبار يفتقرون إلى رؤية في السياسات، وكذلك للوضوح الأخلاقي ومهارات القيادة".
- أضافت: "صراحة، إن سياسةً خارجيةً غير أخلاقية تستند إلى مبدأ "دعهم يخمنون"، وتشتمل على التهديدات والخوف والإرباك المتعلق بالثقة، لا يمكن أن تنجح على المدى الطويل".
- يذكر أنه في العام الماضي انتقد ترامب يوفانوفيتش في مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، شكلت محور التحقيق في اتهامه باستغلال السلطة ومحاكمته بهدف عزله.
فيما وجّه له مجلس النواب الاتهام بسبب ضغطه على أوكرانيا لبدء تحقيق بشأن خصمه الديمقراطي جو بايدن.
شهادة السفيرة السابقة: في أكتوبر/تشرين الأول 2019، قدمت يوفانوفيتش شهادة أمام الكونغرس، وقالت إنها تم سحبها من أوكرانيا على أساس "مزاعم زائفة لا أساس لها من قبل أشخاص ذوي دوافع مشكوك فيها".
- ذكرت يوفانوفيتش أنها تعرّضت لحملة تشهير شارك في تدبيرها رودي جولياني، محامي ترامب الشخصي.
- حيث وجهت انتقادات لمسؤولي وزارة الخارجية، وبينهم وزير الخارجية مايك بومبيو، بسبب عجزهم عن الوقوف في وجه القوى التي "رهنت على ما يبدو سياستنا في أوكرانيا"، وعدم دعمها في مواجهة الهجمات "الخاطئة بشكل خطير".
العلاقة مع الكونغرس: في كلمتها دعت يوفانوفيتش وزارة الخارجية إلى تعزيز علاقتها بالكونغرس، وتقديم مزيد من التدريب والمرونة للدبلوماسيين، والتعامل بجدية مع مواجهة المعلومات المضللة.
إلى ذلك فقد أكدت أن "الحقيقة مهمة".
في سياق متصل، حصلت يوفانوفيتش على جائزة "ترينور"، التي تقول الجامعة إنها تقدمها لـ "شخصية أمريكية أو أجنبية بارزة، لتميُّزها في القيام بعملها الدبلوماسي".
بين من حصلوا على الجائزة وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت، والأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان.
انتقادات أخرى لترامب: لم تكن السفيرة الأمريكية السابقة في أوكرانيا ماري يوفانوفيتش الوحيدة التي وجهت انتقادات إلى البيت الأبيض، لكن هذا هو كبير موظفي البيت الأبيض السابق جون كيلي، الذي كشف أيضاً عن عدد من المواضيع التي اختلف فيها مع الرئيس دونالد ترامب، بينها ملفات العزل وكوريا الشمالية والهجرة.
- وجه كيلي، الذي شغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض حتى يناير/كانون الثاني 2019، انتقاداً شديداً لبعض قرارات وتصريحات ترامب. وجاء ذلك في حوار الأربعاء 12 فبراير/شباط 2020، مع طلاب في جامعة درو في نيوجيرسي، نقلته مجلة "ذي أتلانتك".
يمثل كبير الموظفين في البيت الأبيض منصباً شديد الأهمية في الرئاسة الأمريكية، إذ يعتبر الذراع اليمنى للرئيس، وكثيراً ما يكون المنسق الفعلي لأنشطة الإدارة.
توابع عزل ترامب: وقد سئل كيلي عن عزل اللفتنانت كولونيل ألكسندر فيندمان من مجلس الأمن القومي، عقب إدلائه بشهادته في إطار التحقيق حول عزل الرئيس ترامب.
اعتبر كيلي، وفق تقرير لـفرانس 24، أنه "فعل بالضبط ما تعلمه طوال مسيرته المهنية (…) أن يُعلم مسؤوليه بما سمعه"، بعد أن رأى شيئاً "مريباً"، في إشارة إلى الاتصال الهاتفي بين ترامب والرئيس الأوكراني. وقد كان فيندمان مسؤولاً عن السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا في مجلس الأمن القومي.
- أما عن زعيم كوريا الشمالية الذي التقاه ترامب ثلاث مرات، فقال إنه "لن يتخلى أبداً عن أسلحته النووية".
أضاف: "لقد حاول الرئيس (…) لكن الأمر لم ينجح. أنا بطبعي متفائل معظم الوقت، لكنني واقعي أيضاً، لم أعتقد قطّ أن كيم سيفعل شيئاً بخلاف التلاعب بنا، وقد قام بذلك على نحو فعّال".
أزمة المهاجرين في أمريكا: أجاب كيلي عن سؤال حول المهاجرين القادمين إلى أمريكا، إذ اعتبر أن "أغلبهم أناس جيدون (…) ليسوا جميعاً مغتصبين وقتلة".
رغم أنه كان يعرف بدفاعه عن سياسة هجرة متشددة، اعتبر كيلي أنه "ليس من الصائب تصويرهم بهذا الشكل، لقد اختلفت مع الرئيس (حول ذلك) عدة مرات".