قال مصدران في الحكومة الأفغانية ودبلوماسي غربي، الأربعاء 12 فبراير/شباط 2020، إن من الممكن توقيع اتفاق سلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في فبراير/شباط، إذا قلصت الحركة الهجمات بوضوح، وإن الاتفاق يمكن أن يفضي إلى سحب قوات أمريكية من أفغانستان.
جاء الإطار الزمني الذي حددته المصادر بعد يوم من قول الرئيس الأفغاني أشرف غني إن هناك انفراجة محتملة في المحادثات بين أمريكا وطالبان في قطر.
بعد أن وصلت المحادثات إلى طريق مسدود، لأسباب منها مطلب أمريكي بموافقة الحركة على تقليص الهجمات بشدة، في إطار أي اتفاق على انسحاب القوات الأمريكية.
إذ قال سهيل شاهين، المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان في العاصمة القطرية الدوحة، إنه تم إحراز تقدم، لكنه رفض ذكر المزيد من التفاصيل. وقال مسؤول أفغاني ثالث إن الولايات المتحدة وافقت من حيث المبدأ على إبرام اتفاق، لكنها لن توقعه حتى تظهر طالبان أنها خفضت العنف. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن اتفاقاً قد يبرم هذا الشهر.
من جهته، قال دبلوماسي غربي في كابول إن المفاوضين الأمريكيين يعملون على خطة تقضي بموافقة طالبان على خفض العنف لعشرة أيام على الأقل، دون أي انتهاك كبير. وأضاف المصدر مشترطاً عدم الكشف عن اسمه "بعد تلك الأيام العشرة يمكن للجانبين إجراء محادثات وترتيب خطط لحوار بين الأفغان".
تستضيف الدوحة المحادثات بين الطرفين المتناحرين منذ 2018 على الرغم من استمرار القتال في أفغانستان الذي أدى إلى مقتل المئات من المدنيين والجنود مع بسط طالبان سيطرتها على أراض هناك.
سحب القوات الأمريكية من أفغانستان
يوجد في الوقت الحالي نحو 13 ألف جندي أمريكي وآلاف الجنود الآخرين من حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، بعد 18 عاماً من غزو نفذه تحالف تقوده الولايات المتحدة عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، التي نفذها تنظيم القاعدة في واشنطن ونيويورك.
إذ قال الدبلوماسي إن الولايات المتحدة تسعى لخفض عدد القوات إلى نحو تسعة آلاف. وقال مسؤولون أفغان إن أنباء إبرام اتفاق محتمل لخفض العنف تأتي في ظل استمرار هجمات طالبان التي تسيطر على نحو 40% من البلاد.
فيما قال قيادي بطالبان اشترط عدم ذكر اسمه "سنوقف كل الهجمات في مقابل التزام الولايات المتحدة بوقف كل عملياتها ضدنا في أفغانستان".
كما سلم رجال دين في طالبان رسالة قوية هذا الشهر إلى الولايات المتحدة عبر فريق التفاوض التابع لهم، وطلبوا منهم إبرام اتفاق سلام قبل بدء "موسم القتال" في الربيع.
بينما قال قيادي آخر في طالبان "أضاعت (الولايات المتحدة) الكثير من وقتنا وطاقتنا تحت مسمى محادثات السلام. على القيادة أن تقرر إن كانت ستبرمه (الاتفاق) أم ستوقف عملية السلام للأبد وتهتم بساحة القتال". وقال مسؤول أفغاني رفيع المستوى معني بشؤون الدفاع إن كابول مستعدة لمواصلة القتال إذا فشلت المحادثات.