قال مسعفون ومصادر أمنية إن ثمانية أشخاص على الأقل قُتلوا في اشتباكات بمدينة النجف في جنوبي العراق، الأربعاء 5 فبراير/شباط 2020، عقب اجتياح أنصار رجل الدين مقتدى الصدر لمخيم احتجاج مناهض للحكومة. وأضافت المصادر أن 20 شخصاً على الأقل أُصيبوا بجراح في أحداث العنف.
بينما قالت وسائل إعلام عراقية، إنه تم تسجيل 53 إصابة بين المتظاهرين، بعضها خطرة، في الأحداث الجارية وسط محافظة النجف.
الرصاص الحي في مواجهة المحتجين بالنجف
كما ذكر موقع قناة "السومرية نيوز" المحلية، أنه "تم فتح الرصاص الحي في ساحة الصدرين بالنجف، وتم تسجيل خمس إصابات مختلفة"، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
فيما تناقل ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق إضرام النار بخيام المعتصمين في ساحة الصدرين وسط محافظة النجف.
وأطلق الناشطون والمتظاهرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حملات رفض واستنكار ضد تحول أصحاب القبعات الزرقاء من حامين إلى قامعين بالعصي، والتعذيب، بعد تمرير مرشح التسوية، محمد توفيق علاوي، لرئاسة الحكومة، الذي كلف من قبل رئيس الجمهورية، برهم صالح، وسط رفض شعبي واسع في عموم محافظات الوسط، والجنوب، وساحة التحرير، حيث خرجت مسيرات احتجاج حاشدة ترفض علاوي.
اتهام "القبعات الزرق" بحرق خيام المتظاهرين
كما طالب متظاهرو النجف، الأربعاء، القوات الأمنية بالتدخل العاجل إثر محاولة القبعات الزرق السيطرة على ساحات الاحتجاج وحرق خيام الاعتصام، مؤكدين: "مظاهراتنا سلمية، ولم نعتدِ على أي من المرافق العامة، ولم نقطع الطرق".
إذ قال أحد المتظاهرين إن القبعات الزرق، وجماعة سرايا السلام، هم الذين تهجموا على المتظاهرين وقاموا بإحراق خيامنا، مضيفاً "نطالب السيستاني أن يجد حلاً لما يحصل".
بينما قال متظاهر آخر: "هذا المكان خاص بالتظاهر، فلم نعتد على أي من المرافق العامة، ولم نقم بقطع أي شارع"، مضيفاً: "اليوم شهدت التظاهرات عمليات قمع ورمي بالرصاص الحي على المتظاهرين وإحراق الخيام، ويوجد شهداء وجرحى"، مناشداً "أين قائد الشرطة ومحافظ النجف؟".
تخلّلت الاحتجاجات غير المسبوقة في العراق أعمال عنف خلّفت أكثر من 600 قتيل، وفقاً لمنظمة العفو الدولية، حيث يطالب المحتجون برحيل ومحاسبة النخبة السياسية التي يتهمونها بالفساد، ويصرون على تشكيل حكومة مستقلة عن الأحزاب السياسية، ولا تخضع لأية ارتباطات خارجية.
بينما تصاعدت الاحتجاجات خلال اليومين الماضيين بين متظاهرين غاضبين من ترشيح علاوي وأنصار الصدر. ورشح علاوي البالغ 65 عاماً، السبت الأول من فبراير/شباط، بعد شهرين من جمود سياسي حول المرشح البديل عن رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، الذي قدم استقالته في ديسمبر/كانون الأول.