كشف موقع Axios الأمريكي أن إسرائيل والولايات المتحدة تتناقشان منذ فترة حول صفقة تعترف فيها الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، على أن يتخذ المغرب في المقابل خطواتٍ لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وذلك وفقاً لمصادر إسرائيلية وأمريكية. في حين لم يصدر أي تعليق من الرباط عمّا نشره الموقع الأمريكي.
أهمية الأمر: الموقع الأمريكي في التقرير الذي نشره الإثنين، 3 فبراير/شباط 2020، قال إنه من شأن هذا أن يمثل إنجازاً دبلوماسياً كبيراً لملك المغرب، محمد السادس، ودفعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو –الذي سيحظى بزيارة علنية رفيعة للمغرب- في فتراتٍ سياسية محفوفة بالمخاطر.
كما يمكن أن تعزز الخطوة هدف إدارة ترامب المتمثل في تقريب إسرائيل والدول العربية من بعضها، لكنَّها كذلك ستكون جدلية للغاية، وتتعارض مع الإجماع الدولي.
كما أن فئة كبيرة من المغاربة يرفضون حتى فكرة مناقشة احتمال تطبيع المملكة للعلاقات مع إسرائيل.
الصورة الأكبر: الصحراء الغربية هي منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة ومتنازع عليها، كانت تخضع سابقاً للاحتلال الإسباني، لكنَّ المغرب يطالب بسيادته عليها، إذ إن الملف بيد الأمم المتحدة.
المغرب يقترح منح الأقاليم الجنوبية حكماً ذاتياً، وهو المقترح الذي يحظى بدعم الكثير من الدول، بينما تريد جبهة البوليساريو الانفصالية، المدعومة من الجزائر، تنظيم استفتاء لتقرير المصير.
الخلفية: الموقع الأمريكي قال إنالاتصالات بين نتنياهو والمغاربة بدأت تتخذ طابعاً أكثر جدية بعد لقاءٍ سري مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر/أيلول 2018.
كان اللقاء نتيجة لقناة اتصال خلفية تأسست بين بوريطة ومستشار نتنياهو للأمن القومي، مئير بن شبات، بمساعدة من رجل الأعمال ياريف الباز.
يُعَد الباز، وهو يهودي مغربي، أحد تجار التجزئة الرئيسيين في مجال المواد الغذائية بالمغرب، وزميلاً مقرباً لجاريد كوشنر. وفي مايو/أيار 2019، التقى الباز كوشنر في المغرب، وصحبه هو وكامل "فريق السلام" بالبيت الأبيض في زيارة إلى المقبرة اليهودية القديمة بالدار البيضاء.
قناة الاتصال الخلفية: تأسّست خلف ظهر مدير الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين، المسؤول عن دبلوماسية إسرائيل السرية في العالم العربي.
غضب كوهين حين اكتُشِف الأمر، لكنَّ نتنياهو أبلغ بن شبات بالمضي قدماً على أي حال. ووفقاً لمصادر إسرائيلية، أراد بن شبات استخدام علاقة إسرائيل الوثيقة مع إدارة ترامب لتحقيق اختراق في العلاقات مع المغرب.
تواصل بن شبات مع مسؤولي إدارة ترامب واقترح دعم الولايات المتحدة للموقف المغربي في مسألة أمن قومي حساسة: الصحراء الغربية من المغرب. وقال مسؤولون إسرائيليون إنَّ مقترح الصفقة الثلاثية نُقِلَ إلى المغاربة.
حاول نتنياهو الدفع بالصفقة قبل انتخابات أبريل/نيسان 2019 في إسرائيل، لكنَّها تأجلت حين تسرَّبت تفاصيل زيارة بن شبات إلى المغرب للصحافة العربية.
حاول مجدداً قبل انتخابات سبتمبر/أيلول 2019، لكنَّ مستشار الأمن القومي الأمريكي آنذاك، جون بولتون، وهو معارض شرس للسيادة المغربية على الصحراء، أخمد الفكرة.
طُرِحَت الفكرة مجدداً في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، قبل زيارة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إلى المغرب. لكن لم ينتج شيء بخصوص الأمر، حين كان بومبيو في الرباط.