ناشد المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير تشانغ جيون، الخميس 30 يناير/كانون الثاني 2020 المجتمع الدولي، التضامن مع بلاده في مواجهتها لفيروس كورونا المستجد الذي انتشر في الصين منذ فترة. وحثَّ جيون من مقر الأمم المتحدة، العالم بأَسره على التأهب لمحاربة الفيروس، خاصةً بعد تسجيل ارتفاع حاد في حالات الوفيات والإصابات.
ماذا قال؟ جيون قال إن بلاده تمر حالياً بمرحلة مهمة للغاية في التصدي للفيروس، محذراً دول العالم من "رد الفعل المفرط" بخصوص مسألة التجارة والرحلات إلى الصين.
كما أشار إلى أنه بالإمكان التغلب على ذلك الفيروس، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الوضع الراهن متأزم، وأنهم قطعوا شوطاً في السيطرة على المرض.
أضاف: "نحن نمر بمرحلة مهمة للغاية في محاربة الفيروس، والدعم الدولي في هذا الظرف الراهن أمر بالغ الأهمية. نقدِّر مخاوف الدول، لكن يجب ألا تكون ردود فعلهم مفْرطة، لا سيما فيما يتعلق بالتجارة، والسفر إلى الصين".
آخر الأرقام: في آخر تطورات الفيروس، أعلنت لجنة الصحة الوطنية بالصين، الجمعة 31 يناير/كانون الثاني، أن عدد الوفيات الناجم عن الوباء ارتفع في يوم واحد فقط إلى 213، في حين بلغ عدد الإصابات المؤكدة 9692، بعد تأكيد 1982 حالة إصابة جديدة.
إلى أين وصل كورونا؟ سُجِّلت أول حالتي إصابة بالفيروس في إيطاليا، بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، الخميس 30 يناير/كانون الثاني 2020، عن تسجيل البلاد أول حالتي إصابة بالفيروس القاتل الجديد. وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي، إنه "تأكَّدت لدينا إصابة حالتين بفيروس كورونا"، مشيراً إلى أن "الحديث يدور حول إصابة سياح من الصين وصلوا إلى إيطاليا مؤخراً".
أما ألمانيا التي أعلنت في وقت سابق، عن وصول الوباء إلى ولاية بافاريا جنوب شرقي ألمانيا، فكشفت وزارة الصحة الألمانية عن ارتفاع حالات الإصابة إلى 5.
في حين أعلنت الولايات المتحدة عن تسجيل أول حالة انتقال للفيروس من شخص إلى شخص آخر، وبحسب مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن المصاب الجديد هو زوج سيدة من شيكاغو كانت قد أصيبت بالفيروس بعدما عادت، الشهر الماضي، من مدينة ووهان الصينية حيث بدأ تفشّي الفيروس هناك.
وبعيداً عن أمريكا، رصدت السلطات الفلبينية أول حالة إصابة بالفيروس، وأعلنت وزارة الصحة أن مواطنة صينية (38 عاماً)، من مدينة "ووهان"، أصيبت بالوباء بعدما قدمت إلى البلاد من هونغ كونغ، بتاريخ 21 يناير/كانون الثاني 2020، بحسب قناة "سي إن إن الفلبين"، نقلاً عن بيان.
حظر السفر إلى الصين: كما حذرت الولايات المتحدة مواطنيها من السفر إلى الصين، وذلك بعد إعلان بكين عن ارتفاع عدد الوفيات بفيروس كورونا الجديد إلى أكثر من 200 حالة، وإعلان منظمة الصحة حالة طوارئ صحية عالمية، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية على موقعها الإلكتروني: "لا تسافروا إلى الصين، بسبب فيروس كورونا الجديد الذي ظهر في (مدينة) ووهان".
بريطانيا بدورها حذَّرت رعاياها من السفر إلى الصين إلا في حالات الضرورة، على خلفية انتشار الفيروس القاتل، وأوصت الوزارة في بيان، الرعايا البريطانيين بعدم السفر إلى الصين إلا في حالات الضرورة؛ من جراء استمرار الفيروس القاتل في الانتشار داخل البلاد.
من جانبها أوصت تركيا مواطنيها بعدم السفر إلى الصين "ما لم تكن هناك ضرورة"، بسبب انتشار فيروس "كورونا" الجديد.
وقالت الوزارة في بيان، إن "فيروس كورونا الجديد المتفشي في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي الصينية والذي يسبب الالتهاب الرئوي، بلغ مستوى تهديد الصحة العامة على الصعيد الوطني للبلاد".
طوارئ عالمية: كما أعلنت منظمة الصحة العالمية، الخميس 30 يناير/كانون الثاني 2020، أنَّ تفشي فيروس كورونا في الصين يشكِّل الآن حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً.
حسب ما أوردته وكالة "رويترز"، أعلن تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، القرار بعد اجتماع لجنة الطوارئ بالمنظمة، وهي لجنة خبراء مستقلة، وسط أدلة متزايدة على انتشار الفيروس في نحو 20 دولة.
في المؤتمر الصحفي، وصف غيبريسوس فيروس كورونا بأنه "انتشار غير مسبوق" تمت مواجهته بـ "رد غير مسبوق". وأشاد بـ "الإجراءات الاستثنائية" التي اتخذتها الصين للحيلولة دون انتشار الفيروس.
عودة إلى الوراء: فيروس كورونا الجديد ظهر في ديسمبر/كانون الأول الماضي، في سوق بولاية ووهان الصينية (وسط)، لينتشر في 3 بلدان آسيوية أخرى؛ هي اليابان وتايلاند وكوريا الجنوبية.
ويتشابه فيروس كورونا في أعراضه مع مرض الالتهاب الرئوي، وتشمل أعراضه الحمى ومشاكل التنفس، ويشبه نظيره الذي يتسبب بالمتلازمة التنفسية الحادة "سارس".
وأثار ظهور فيروس كورونا الجديد بالصين حالةً من الرعب سادت العالم أجمع، خاصة بعد مطالبة منظمة الصحة العالمية بالاستعداد لحالات إصابة بالفيروس.