أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت بأعداد كبيرة فجر الجمعة 31 يناير/كانون الثاني 2020، المسجد الأقصى المبارك، وهاجمت المصلين أثناء خروجهم من صلاة الفجر، لمنع أي مظاهر احتجاج بعد صلاة الفجر في أول جمعة، بعد رؤية إعلان ترامب لما يسميه "الحل النهائي" للقضية الفلسطينية.
عقب انتهاء المصلين من أداء الفجر، اقتحمت قوات من شرطة الاحتلال الباحات، وشرعت بإطلاق القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية باتجاه المصلين لتفريقهم وإخلاء المسجد الأقصى.
فيما ذكرت وسائل إعلام محلية نقلاً عن مصادر طبية بأن أكثر من 10 مصلين أصيبوا بالرصاص المطاطي في ساحات الأقصى، أحدهم أصيب في رأسه، ومن جهة أخرى دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات كبيرة واستنفرت قواتها في شارع المجاهدين.
قوات الاحتلال الإسرائيلي حاولت كذلك عرقلة وصول المصلين، ومنعت حافلات نقل المصلين إلى الأقصى، كما اقتحمت المسجد بعد الصلاة واعتدت على المصلين، الذين رددوا هتافات التكبير وهتافات "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"
كما شهدت مساجد الضفة المحتلة المركزية مشاركة حاشدة في صلاة الفجر.
"صفقة القرن"
مساء الثلاثاء 28 يناير/كانون الثاني 2020، أعلن ترامب، في مؤتمر صحفي بواشنطن، "صفقة القرن" المزعومة، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو. وتضمن اقتراحه إقامة دولة فلسطينية "متصلة" في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل.
بنود خطة ترامب
من شأن خطة ترامب أن تتضمن 6 بنود رئيسية، كما أوضحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو في كلمته التي تلت خطاب ترامب، حيث شارك الرئيس الأمريكي في الإعلان عن الخطة في وقت غاب عنها الجانب الفلسطيني.
وهذه البنود هي:
أولاً: اعتراف الفلسطينيين بأن إسرائيل دولة يهودية.
ثانياً: إسرائيل ستحافظ على السيطرة الأمنية غرب نهر الأردن، وهذا يُعطي إسرائيل حدوداً شرقية دائمة معترفاً بها.
ثالثاً: دعوة حماس لنزع سلاحها، وغزة تكون منزوعة السلاح.
رابعاً: مشكلة اللاجئين الفلسطينيين تُحل خارج إسرائيل.
خامساً: القدس تبقى عاصمةً موحَّدة تحت السيادة الإسرائيلية.
سادساً: الخطة لا تُخرج أي شخص إسرائيلي أو فلسطيني من منزله، بل تقترح حلولاً مبتكرة، بحيث يرتبط الإسرائيليون بإسرائيل، والفلسطينيون يرتبطون ببعضهم.
ماذا عن الأقصى؟
تنص "صفقة القرن" على أن تخضع جميع الأماكن المقدسة في القدس لنفس أنظمة الحكم الموجودة اليوم، وعلى وجه الخصوص يجب أن يستمر الوضع القائم في جبل الهيكل / الحرم الشريف (المسجد الأقصى) دون انقطاع.
– يجب أن تظل الأماكن المقدسة في القدس مفتوحة، ومتاحة للمصلين المسالمين والسياح من جميع الديانات؛ وينبغي السماح للأشخاص من جميع الأديان بالصلاة في الحرم القدسي الشريف/ الحرم الشريف، (المسجد الأقصى) بطريقة تحترم دينهم احتراماً تاماً، مع مراعاة أوقات صلاة كل دين وعطلاته، فضلاً عن العوامل الدينية الأخرى.
الرد الفلسطيني
في أول رد فعل لمحمود عباس على إعلان ترامب خطة السلام، طالب برصّ الصفوف وتوحيدها، وتعميق روابط الوحدة الوطنية، وإعطاء الأولوية على جبهة الاحتلال، وإسقاط مخطط تصفية المشروع الوطني الفلسطيني.
أضاف: "استراتيجيتنا ترتكز على استمرار كفاحنا الذي لم ينقطع لإنهاء الاحتلال، وتجسيد استقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف"، موضحاً: "سوف نبدأ فوراً باتخاذ كل الإجراءات التي تتطلب تغيير الدور الوظيفي للسلطة الوطنية الفلسطينية، تنفيذاً لقرارات المجلسين الوطني والمركزي".
تابع: "لن نركع، ولن نستسلم، ونحن صامدون وصابرون ومثابرون وقابضون على الجمر، وشامخون في وجه الاحتلال والطغيان.. ونحن لها".
شدد على أن "المؤامرات وصفقات العصر ومخططات تصفية القضية الفلسطينية إلى فشل وزوال، ولن تخلق حقاً، ولن تُنشئ التزاماً".