بعد فرار 700 ألف سوري من القصف نحو الحدود التركية.. مبعوث أممي يحذر من أزمة دولية

قال المبعوث الأمريكي الخاص بشأن سوريا جيمس جيفري، الخميس 30 يناير/كانون الثاني 2020، إن الهجوم الذي يشنه النظام السوري على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة شمال غربي البلاد دفع نحو 700 ألف شخص للفرار صوب الحدود مع تركيا، مما يزيد خطر حدوث أزمة دولية.

عربي بوست
تم النشر: 2020/01/31 الساعة 06:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/31 الساعة 06:22 بتوقيت غرينتش
فرار السوريين من القصف على إدلب/رويترز

قال المبعوث الأمريكي الخاص بشأن سوريا جيمس جيفري، الخميس 30 يناير/كانون الثاني 2020، إن الهجوم الذي يشنه النظام السوري على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة شمال غربي البلاد دفع نحو 700 ألف شخص للفرار صوب الحدود مع تركيا، مما يزيد خطر حدوث أزمة دولية.

ماذا قال؟ جيفري صرح، في مؤتمر صحفي، بأن الطائرات السورية والروسية نفذت 200 ضربة جوية في منطقة إدلب ضد المدنيين خلال الأيام الثلاثة الماضية، وأن العديد من نقاط المراقبة التركية "أصبحت معزولة" نتيجة تقدم القوات الحكومية، مضيفاً أن الهجوم "دفع نحو 700 ألف شخص كانوا نازحين بالفعل للتحرك مجدداً صوب حدود تركيا، وهو ما سيثير عندئذ أزمة دولية".

ما الذي يحدث في إدلب؟ موجة النزوح الكبيرة هذه جاءت في الوقت الذي حاول فيه نظام الأسد السيطرة على معرة النعمان ثاني أكبر مدن محافظة إدلب، والتي باتت شبه خالية من السكان، بعد أسابيع من الاشتباكات والقصف العنيف. قوات النظام تمكنت، منذ مساء الجمعة 24 يناير/كانون الثاني 2020، من السيطرة على 18 قرية وبلدة شرق وشمال شرق معرة النعمان، وقال المرصد السوري إن المدينة "أصبحت شبه محاصرة"، لافتاً إلى أن "القصف لا يتوقف عن استهداف المدينة".

لماذا يهاجم النظام إدلب؟ تمثل محافظة إدلب آخر أكبر معقل للمعارضة السورية، ويرى مراقبون أن قوات النظام تسعى، من خلال هجماتها، إلى استعادة السيطرة تدريجياً على الجزء الذي يمر في إدلب وغرب حلب عبر طريق دولي استراتيجي، لتبسط سيطرتها عليه كاملاً.

كذلك يريد النظام وحلفاؤه السيطرة على المحافظة، لكونها قريبة إلى حد ما من مكان تواجد القوات الروسية في محافظتي اللاذقية وطرطوس، حيث تعرضت قاعدة حميميم إلى هجمات مرات عدة بالطائرات المسيّرة، واتهمت موسكو فصائل من المعارضة بالمسؤولية عن الهجمات. 

عودة إلى الوراء: ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2019، اضطر 502 ألف سوري إلى ترك ديارهم بسبب القصف العنيف، حيث زادت حركة النزوح مع تواصل قصف النظام وحلفائه على المنطقة، كما أسفرت الهجمات عن نزوح أكثر من مليون مدني إلى مناطق هادئة نسبياً، أو قريبة من الحدود التركية.

وفي مايو/أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" في إدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.

رغم تفاهمات لاحقة تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وآخرها في يناير/كانون الثاني الجاري، فإن قوات النظام وداعميه تواصل شن هجماتها على المنطقة؛ ما أدى إلى مقتل أكثر من 1600 مدني، ونزوح أكثر من مليون آخرين إلى مناطق هادئة نسبياً أو قريبة من الحدود التركية، منذ 17 سبتمبر/أيلول 2018. 

تحميل المزيد