بعد مفاوضات.. بوتين يعفو عن إسرائيلية كانت مسجونة في روسيا بـ«تهريب المخدرات»

عفا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إسرائيلية-أمريكية كان حكِم عليها في روسيا بالسجن سبع سنوات ونصف السنة بتهمة "تهريب مخدرات"، وذلك عشية زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى روسيا وإثر أسابيع من المفاوضات بين البلدين، تم بعضها أثناء زيارة بوتين لإسرائيل خلال مشاركته في إحياء ذكرى مرور 75 عاماً على تحرير معسكر الاعتقال النازي أوشفيتز.

عربي بوست
تم النشر: 2020/01/30 الساعة 06:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/30 الساعة 07:53 بتوقيت غرينتش
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو/رويترز

عفا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إسرائيلية-أمريكية كان حكِم عليها في روسيا بالسجن سبع سنوات ونصف السنة بتهمة "تهريب مخدرات"، وذلك عشية زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى روسيا وإثر أسابيع من المفاوضات بين البلدين، تم بعضها أثناء زيارة بوتين لإسرائيل خلال مشاركته في إحياء ذكرى مرور 75 عاماً على تحرير معسكر الاعتقال النازي أوشفيتز.

بعد مفاوضات.. بوتين يعفو عن إسرائيلية كانت مسجونة في روسيا بـ
الإسرائيلية نعمة يساكر التي سجنت في روسيا/الشبكات الاجتماعية

وقد جاء القرار في وقتٍ كانت موسكو ترفض فيه العفو عنها، وسط حديث الصحف الإسرائيلية عن ثمن ستدفعه تل أبيب لروسيا لقاء تحريرها نعمة يساكر، وسيُغطي 3 نطاقات: الخطابات، والمبادرات، والممتلكات، لكن القرار خرج للرأي العام على أنه جاء مدفوعاً بـ "المبادئ الإنسانية".

"المبادئ الإنسانية" لبوتين: وقّع بوتين مرسوم العفو عن نعمة يساكر، المولودة عام 1993 والتي أدينت في 11 أكتوبر/تشرين الأوّل 2019، معتبراً أنه جاء مدفوعاً بـ"المبادئ الإنسانية"، على أن يُصبح ساري المفعول في يوم التّوقيع عليه، أي الخميس 30 يناير/كانون الثاني 2020.

مطالبات إسرائيلية بالإفراج: كانت إسرائيل قد طالبت روسيا بالإفراج عن يساكر، بعد وعود نتنياهو الذي يقوم بحملة للانتخابات التشريعيّة المقبلة في 2 مارس/آذار ببذل قصارى جهده للإفراج عنها. فيما قال الكرملين، في وقت سابق، إنه من غير الممكن أن تنال عفواً رئاسياً إلا بعد أن تتقدم بطلب رسمي، وبالفعل تقدمت في 26 يناير/كانون الثاني بطلب العفو عنها، رغم رفضها في البداية طلب العفو أو تدخل نتنياهو باعتبار أنها "ليست مجرمة".

فيما أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إلى أنّ نعمة ستعود إلى إسرائيل على متن طائرة نتنياهو. وربما هذا يعضد فكرة الدعايا الانتخابية لنتنياهو، خاصة أنه التقى بوالدة نعمة سابقاً وقدم لها وعوداً بإعادة ابنتها، التي شكرته بدورها بعد إعلان خبر الإفراج عنها، وفق وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب).

مفاوضات البلدين: جاء العفو عن الشابّة بالتزامن مع اجتماع مرتقب لنتنياهو مع بوتين، الخميس 30 يناير/كانون الثاني، كي يُقدّم له تفاصيل الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط. وقد أشار نتنياهو لهذا بنفسه في خطاب شكر بوتين لإفراجه عن يساكر، إذ قال: "أشكر صديقي الرئيس بوتين على العفو عن نعمة. أنتظر غداً اجتماعنا الذي سنناقش خلاله خطة (السلام) الأمريكية وآخر التطورات في المنطقة".

الثمن في 3 نطاقات: رفض روسيا الإفراج عن الشابة في البداية اعتبر أنه رسالة لإسرائيل بأن إغلاق هذا الملف لن يكون بهذه البساطة. وعودة إلى ثمن ذلك الذي يغطي 3 نطاقات، فقد نقلت شبكة Arutz Sheva الإسرائيلية عن دبلوماسي إسرائيلي أنها كالتالي: 

  • الخطابات: يُفترض أن يتحدث بوتين مع نتنياهو في خطاباته الرسمية عن أهمية الدور الذي لعبه الجيش الأحمر وروسيا في الحرب ضد النازيين. 
  • الممتلكات: يهتم بوتين بإحكام قبضته على القدس، ففي إطار الاتفاق بين الجانبين،  نقلت إسرائيل منذ 3 أسابيع سيطرتها على أراضٍ مرتبطة بكنيسة القديس ألكسندر الموجودة في البلدة القديمة بالقدس إلى الروس، كما تجري محادثات عن تسليم السجن الموجود في المجمع الروسي، الذي كان في الأصل يخضع لسيطرة الروس ثم انتقل إلى سيطرة الإسرائيليين في الستينيات ضمن اتفاق بين البلدين، والذي يعتبره الروس "فشلاً تاريخياً"، وتريد البلاد أن تُعيد شراء المجمع.
  • مبادرات: يتوقع أيضاً أن تطلب روسيا بعض المبادرات الأخرى من إسرائيل، مثل تخفيف القيود المفروضة على السياح الروس في إسرائيل، وخفض الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في المجال الجوي السوري، وربما الإفراج عن السجناء، مثلما كان في الاتفاقية التي أعادت جثمان زكريا بوميل إلى إسرائيل. 

من هي نعمة يساكر؟ كانت السائحة الرحالة في طريقها إلى إسرائيل عائدة من الهند عندما وُجد في حوزتها 9 غرامات ماريغوانا. وفي أبريل/نيسان 2019، حُكم عليها بالسجن 7 سنوات ونصف السنة في روسيا. غير أن هناك تسجيلاً لنعمة -على الرغم من ادعائها أنها "لا تدري" كيف وقعت المخدرات في حقيبتها- تقول فيه لصديقتها إنها "في مشكلة أكبر بكثير" مما أملت الصديقتان. وادعت أيضاً أنها لم تعترف أبداً بمحاولة التهريب، وقد طعنت نعمة في حكمها في ديسمبر/كانون الأول، لكن المحكمة رفضته. ووعدت العائلة منذ ذلك الحين بأن تطعن في الحكم مجدداً، لكن هذه المرة أمام المحكمة الدولية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ بفرنسا.

تحميل المزيد