سحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل مفاجئ، الثلاثاء 28 يناير/كانون الثاني 2020، طلبه للحصول على حصانة برلمانية من المحاكمة بتهم الفساد التي توجه إليه، وذلك قبل عدة ساعات من اجتماع الكنيست، لتشكيل لجنة برلمانية كانت ستنظر في القرار.
توقيت القرار: يأتي قرار نتنياهو بعد ساعات من لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، حيث ناقشا الخطة الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والمعروفة إعلامياً باسم "صفقة القرن"، وتمثل الخطة في حال طُبقت دفعة لنتنياهو الذي يدعمه ترامب، لكون الخطة تتضمن منح إسرائيل الكثير من الميزات.
يريد نتنياهو التأكد من أنه سيحصل على الحصانة في الكنيست، والآن يحتاج إلى دعم 61 من 120 من الأعضاء كي ينال الحصانة، وهي نفس الأغلبية التي استعصى عليه جمعها في محاولاته لتشكيل حكومة بعد انتخابات أبريل/نيسان، وسبتمبر/أيلول عام 2019، لذا فإن نتنياهو يأمل في حصد أصوات أكبر بعد الانتخابات المقبلة تضمن له الحصول على الحصانة.
ماذا قال نتنياهو؟ في بيان نشره على صفحته في موقع فيسبوك، كتب نتنياهو إن "إجراءات الحصانة في البرلمان كانت ستصبح سيركاً، وإنه لا يريد المشاركة في هذه اللعبة القذرة"، وفق تعبيره.
هيئة البث الإسرائيلية، نقلت عن نتنياهو أيضاً قوله: "لن أسمح لخصومي السياسيين بتخريب اللحظة التاريخية الهامة"، في إشارة إلى إعلان البيت الأبيض، الثلاثاء 28 يناير/كانون الثاني عن "صفقة القرن".
كان من المقرر أن الإجراءات في الكنيست في الساعة 11 صباحاً مع تصويت المشرعين على تشكيل لجنة مجلس النواب، وهي الهيئة البرلمانية التي تنظر في طلبات الحصانة، وقال موقع "تايمز أوف إسرائيل"، إنه من شبه المؤكد رفض طلب حصانة نتنياهو.
عودة إلى الوراء: كان نتنياهو قد تقدم قبل أكثر من شهر، بطلب الحصول على الحصانة، لتفادي تقديم لائحة اتهام ضده في المحكمة بتهم الفساد، ولم يتضح على الفور ما إذا كان المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية، سيقدم لائحة الاتهام إلى المحكمة المركزية الإسرائيلية، للبدء بمحاكمة نتنياهو.
كان المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية قد قرر نهاية العام الماضي توجيه لائحة اتهام ضد نتنياهو، وتشمل الاتهامات:
الملف 1000: يتضمن اتهامات بتلقي هدايا ومزايا من رجال أعمال، مقابل تسهيلات.
الملف 2000: يتضمن اتهامات بمحاولة التوصل إلى اتفاق مع ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" أرنون موزيس، للحصول على تغطية إيجابية في الصحيفة، مقابل إضعاف صحيفة "إسرائيل اليوم" المنافسة.
الملف 4000: يتضمن اتهامات بإعطاء مزايا وتسهيلات مالية للمساهم المسيطر في شركة الاتصالات "بيزك" شاؤول ألوفيتش، مقابل الحصول على تغطية إيجابية في الموقع الإعلامي المملوك لآلوفيتش "والا".