قرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منح الشاب السوري محمود العثمان الجنسية التركية، بعد إنقاذه سيدة تركية وزوجها من تحت أنقاض منزلهما المدمر، جراء الزلزال الأخير الذي وقع في ولاية ألازيغ (شرق)، حسب ما ذكرته وسائل إعلام تركية، على رأسها Sabah وYeni Şafak وA Haber، الإثنين 27 يناير/كانون الثاني 2020، جاء ذلك في ظل احتفاء تركي بالشاب تلقاه ابتداءً من رواد الشبكات الاجتماعية في تركيا، حيث تصدر هاشتاغ يحمل اسمه "محمود السوري"، ثم السيدة التي أنقذها، وأخيراً ولم يكن آخراً من وزيري الداخلية والصحة اللذين التقياه ليوجها له التحية.
الجنسية للشاب وعائلته: أعلن أردوغان منح الشاب وعائلته الجنسية التركية بعد سؤال وُجه له بخصوص الأمر في لقاء صحفي على متن الطائرة التي تقله من الجزائر إلى غامبيا في زيارة رسمية. وهو الخبر الذي تلقاه الشاب بفرح، وفق الصحف التركية.
شكر من وزيرين: تقدم وزيرا الداخلية سليمان صويلو والصحة فخر الدين قوجه بالشكر للعثمان، إذ التقياه خلال تفقدهما أعمال البحث والإنقاذ في حي "سورسورو" وسط مدينة ألازيغ مركز الولاية. وقد تجاذب الوزيران معه أطراف الحديث ثم قدما له الشكر على مبادرته في نجدة متضرري الزلزال. وقال صويلو، في حديث للصحفيين، إن "محمود قام بواجبه الإنساني، ونشكره على ذلك، لقد عشنا معهم (السوريين) تحت لواء واحد لمدة 400 عام، فنحن إخوة وهذه الأخوّة مستمرة بيننا".
لقاء حار بين السيدة ومنقذها: التقت السيدة التركية دوردانه أيدن بمنقذها السوري في المستشفى الذي كانت تتلقى فيه الرعاية بعد إجلائها من تحت الأنقاض في لقاء حار، إذ بكت السيدة وهي تحتضن الشاب الذي أتى لزيارتها، في لقاء سهلته وكالة أنباء "الأناضول" بعد انتشار مقطع الفيديو للسيدة وهي تحكي بحرقة عن شاب سوري يدعى محمود أنقذ حياتها وظل يحفر لإخراجها دون أن يكترث للجروح التي أصابت يديه.
إذ قالت السيدة في مقطع الفيديو: "في حين سقط على قدم زوجي باب خشبي، بقيت أنا محاصَرة بين جدران المنزل المهدَّم من جراء الزلزال. الشاب محمود، الذي أنقذ حياتي، من السوريين، الذين نلومهم في كل شيء، لقد حفر بأصابعه الأنقاض إلى أن أخرجني من تحتها"، وأضافت: "لن أنسى ذلك الشاب ما دمت على قيد الحياة، وسأبحث عنه أينما كان بعد خروجي من المستشفى"، ثم تصدر الشاب الجامعي حديث الشارع التركي بعدها.
ضحايا زلزال تركيا: مساء الجمعة 24 يناير/كانون الثاني 2020، ضرب زلزال بقوة 6.8 درجة على مقياس ريختر ولاية ألازيغ، وشعر به سكان عدة دول مجاورة، وقد وصل عدد الوفيات جراءه إلى 41 شخصاً، حسب رئاسة إدارة الطوارئ والكوارث التركية "آفاد".