قال حزب النهضة في تونس الإثنين 27 يناير/كانون الثاني 2020، إنه يرفض حكومة ائتلافية تقتصر على بعض القوى وتقصي أخرى، وعبر عن استعداده حتى لانتخابات مبكرة، في تحد لرئيس الوزراء المكلف الذي أقصى حزب قلب تونس التابع لقطب الإعلام نبيل القروي من مشاورات الحكومة المقبلة.
من شأن هذه الخطوة أن تعرقل جهود رئيس الوزراء المكلف إلياس الفخفاخ لتشكيل حكومة، وقد تطيل أمد الأزمة السياسية في البلاد بعد أن رفض البرلمان هذا الشهر منح الثقة لحكومة الحبيب الجملي.
يقول محللون إن رفض النهضة يشير إلى تخوف من دور كبير لرئيس الجمهورية قيس سعيد الذي كلف الفخفاخ بتشكيل الحكومة وأصبح اللاعب الرئيسي في الساحة.
الفخفاخ يرفض قلب تونس وحزب الدستور الحر
باختيار الفخفاخ، يكون سعيد قد رفض مقترحات للنهضة وقلب تونس بتكليف مرشحيهم لمنصب رئيس الوزراء. وفي أول ظهور إعلامي له قال الفخفاخ يوم الجمعة الماضي إنه لا يرى حزبي قلب تونس والدستوري الحر ضمن الائتلاف الذي ينوي تشكيله، مضيفاً أنه اختار العمل مع ائتلاف مكون من قوى ملتزمة بخط الثورة.
قلب تونس وهو القوة الثانية في البرلمان بعد منافسه النهضة قال إن إقصاءه من المشاورات انقلاب على إرادة الناخبين. واتهم قياديون في قلب تونس الرئيس سعيد بأنه يسعى للاستحواذ على السلطات والاتجاه نحو نظام رئاسي.
عبدالكريم الهاروني رئيس مجلس شورى النهضة أوضح في مؤتمر صحفي اليوم الإثنين "طبعاً نرفض أن يقتصر الائتلاف على بعض الأطراف" مضيفاً أنه لا يمكن للنهضة أن "تعيد تجربة فاشلة بنفس الأطراف".
كانت النهضة، التي جاءت أولى في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول 2019، بنسبة لا تتجاوز 25% من مقاعد البرلمان، تسعى لتكوين ائتلاف حكومي يشمل قوى ثورية تضم التيار الديمقراطي وحركة الشعب، ولكنها فشلت في الوصول إلى اتفاق.
الهاروني أكد أن "النهضة جادة في طلبها من رئيس الحكومة المكلف بتوسيع التشكيل الحكومي وعدم إقصاء أي طرف لأن البلاد تحتاج حكومة وحدة وطنية مستقرة قادرة على مواجهة التحديات الكبيرة والقيام بإصلاحات ضرورية".
في حال فشل الفخفاخ في الحصول على ثقة البرلمان فإن الرئيس سيدعو إلى انتخابات مبكرة في مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر. وقال الهاروني إن النهضة مستعدة لكل الاحتمالات بما فيها الانتخابات المبكرة.