هل سيوافق عباس على استقبال مكالمة من ترامب؟ البيت الأبيض يسعى للتحدُّث مع الرئيس الفلسطيني قبل إعلان صفقة القرن

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/01/26 الساعة 19:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/26 الساعة 21:30 بتوقيت غرينتش
محمود عباس

في الوقت الذي يستعد فيه البيت الأبيض لإعلان خطته التي طال انتظارها للتوصُّل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، علمت شبكة CNN التي نشرت التقرير أنَّ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاولت مجدداً التحدُّث إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

يُذكَر أنَّ السلطة الفلسطينية قطعت جميع العلاقات الرسمية مع البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية بعدما أعلن ترامب القدس عاصمةً لإسرائيل في ديسمبر/كانون الأول من عام 2017، مع أنَّ السلطة الفلسطينية تواصل التعاون مع الولايات المتحدة في قضايا أمنية.

مسؤولان فلسطينيان بارزان مُقرَّبان إلى عباس، تحدثا إلى شبكة CNN بشرط عدم الكشف عن هويتهما، بأن الإدارة الأمريكية أرسلت مؤخراً رسالةً عبر طرف ثالث تسأل فيها عمَّا إذا كان عباس سيقبل مكالمةً هاتفية من ترامب.

ولم يرغب أيٌّ من المسؤولين في ذِكر موعد إجراء تلك المحاولة، ولما يتحدثا كذلك عن هوية الطرف الثالث. لكنَّ كليهما أشار إلى أنَّ محاولة البيت الأبيض قوبلت بالرفض.

لا تواصل بين عباس والبيت الأبيض

من جانبه لم يرد البيت الأبيض على طلب شبكة CNN التعليق على الأمر، لكنَّ ستة مسؤولين فلسطينيين بارزين تواصلت معهم الشبكة الأمريكية، من بينهم صائب عريقات كبير مفاوضي منظمة التحرير الفلسطينية، أصروا على عدم وجود أي اتصالٍ بين مكتب عباس والبيت الأبيض منذ أكثر من عامين.

وكان ترامب قد قال -في ردِّه على سؤالٍ من الصحفيين يوم الخميس الماضي 23 ديسمبر/كانون الثاني عمَّا إذا كان قد أجرى محادثاتٍ مع الفلسطينيين حول الكشف المرتقب عن خطة السلام- إنَّ الإدارة الأمريكية تحدثت إلى الفلسطينيين "بإيجاز"، مضيفاً كذلك إنهم سيتحدثون إليهم "في غضون فترةٍ محددة". 

الفلسطينيون وصفقة القرن، قال أحد مساعدي عباس البارزين لشبكة CNN: "لم تكن هناك اتصالات موجزة حول صفقة القرن. ولم يجرِ إطلاع الفلسطينيين على أي شيء". 

وبينما يبدو الفلسطينيون غير راغبين في إنهاء سياسة عدم التواصل مع البيت الأبيض، يُسابق المُتنافسان السياسيان الرئيسيان في إسرائيل بعضهما على مرِّ الـ24 ساعة القادمة لمعرفة من يستطيع مقابلة ترامب أولاً.

إذ أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي وصف الكشف عن خطة السلام بأنَّه "فرصة تاريخية"، قبل يومين أنَّه سيحضر اجتماعاً مع ترامب الثلاثاء 28 يناير/كانون الثاني، مضيفاً أنَّه يتمنى أن يحضر مُنافسه بيني غانتس كذلك.

سباق بين قطبي السياسة في إسرائيل

ثم أعلن غانتس أنه سيذهب إلى واشنطن قبل ذلك بيومٍ لإجراء لقاءٍ فردي مع ترامب، فنقل نتنياهو كذلك موعد اجتماعه مع الرئيس الأمريكي إلى يوم غد الإثنين 27 يناير/كانون الثاني، وفقاً لمسؤولٍ حكومي إسرائيلي تحدَّث إلى شبكة CNN. غير أنَّ الموعد الدقيق للقاءين ما زال غير معروف. 

أدلى غانتس بتصريحه السبت 25 يناير/كانون الثاني، في الوقت الذي كانت هناك تكهُّنات عديدة بأنَّه سيرفض دعوة البيت الأبيض بسبب المخاوف من أنَّه قد يَظهر كشخصيةٍ هامشية في أيِّ اجتماع يشمل ترامب ونتنياهو.

كذلك فهو يحاول باستماتة تجنُّب تشتيت انتباهه عن هدفه الرئيسي المتمثل في التصدِّي لمحاولة نتنياهو الحصول على حصانةٍ من الملاحقة القضائية، وقيادة حزبه إلى الفوز على رئيس الوزراء الإسرائيلي في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في مارس/آذار المقبل.

هذا ويجري البرلمان الإسرائيلي تصويتاً مُهمَّاً على طلب الحصانة يوم الثلاثاء. ومن المتوقع أن تُتيح جلسات الاستماع الفرصة الأخيرة لنتنياهو لتجنُّب اتهامه بالرشوة والاحتيال وخيانة الثقة. إذ يُنكِر نتنياهو ارتكاب أي مخالفات.

وصحيحٌ أنَّ تفاصيل خطة السلام الأمريكية لم تُعلَن حتى الآن، ولكن هناك توقعات واسعة النطاق بأنَّها ستكون أكثر ملاءمةً لإسرائيل من أي اقتراحٍ أمريكي سابق.

غير أنَّ الفلسطينيين يؤكدون أنَّ أي خطة تتصور قيام دولة فلسطينية بدون القدس ستكون بلا معنى، وأنَّ أي خطوة تسمح لإسرائيل بضم مستوطنات الضفة الغربية ووادي الأردن تعني موت حل الدولتين.

ومن جانبه قال صائب عريقات لشبكة CNN إنَّ الخطة لا علاقة لها بالسلام لكنَّها تهدف في الواقع إلى إنقاذ نتنياهو. 

تحميل المزيد