كشفت مجلة Newsweek الأمريكية، الأحد 19 يناير/كانون الثاني 2020، أنَّ واشنطن تلقت تقريراً استخباراتياً عن هجوم وشيك، يُحتمَل أن يستهدف جنودها المتمركزين في ألمانيا، ما اضطر عدداً من ثكنات القوات الأمريكية إلى الاستنفار.
معلومات استخباراتية: لواء "المخابرات العسكرية 66" الأمريكي، تلقى معلومات قال إنه حصل عليها طرف ثالث، تؤكد أنَّ هناك هجوماً وشيكاً ضد الجنود الأمريكيين، إما المتمركزين في ثكنات تاور بمدينة غرافنفور، أو ثكنات تاور في دولمن، لكن موقع الهجوم وتاريخه وساعته غير معروفة على وجه التحديد.
تشير المعلومات المتوفرة لدى أمريكا أيضاً إلى أن الهجوم ينوي تنفيذه "متطرف أردني مجهول الهوية يوجد حالياً في ألمانيا بالقرب من قاعدة عسكرية غير معروفة".
اطلعت المجلة على هذه المعلومات في وثيقة رسمية عبر أحد كبار المسؤولين الاستخباراتيين الأمريكيين، وقالت إنها تواصلت مع الجيش الأمريكي في أوروبا (USAREUR) الذي أكد أنَّه "رصد تهديداً محتملاً يوم السبت 18 يناير/كانون الثاني 2020 وحقَّق فيه".
نقلت المجلة عن متحدث باسم الجيش قوله إنه "بعد استشارة المسؤولين الأمريكيين والألمانيين، توصلنا إلى أنه لا يوجد تهديد وشيك. لكن نوّد تذكير الجميع بالتزام الحذر والانتباه لما يحيط بهم".
إجراءات احترازية: تعاملت القوات الأمريكية في إقليم بافاريا بحذر شديد مع المعلومات، ونشرت الحامية العسكرية الأمريكية في الإقليم تحذيراً علنياً على صفحة فيسبوك، يوم السبت 18 يناير/كانون الثاني، وحذرت فيه من مؤامرات محتملة.
جاء في المنشور: "توقعوا المزيد من تدابير الحماية للقوات في في ثكنات تاور وروز. وتبقى سلامة وأمن مجتمعنا ومنشآتنا على رأس أولوياتنا. التزموا الحذر. إذا رأيتم أي شي، أبلغوا عنه. وإذا لاحظتم نشاطاً مشبوهاً في أي من منشآتنا أو مجتمعاتنا أو حولها، فأبلغوا النواب أو الشرطة الألمانية فوراً".
أعلنت الحامية أيضاً "تكثيف الإجراءات الأمنية (بسبب) الأحداث العالمية الأخيرة"، في 4 يناير/كانون الثاني، أي بعد يوم من اغتيال الولايات المتحدة، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، في العاصمة العراقية بغداد.
من جانبه، قال مسؤول استخباراتي أمريكي رفيع المستوى لمجلة Newsweek إن "ثكنات تاور في غرافنفور ودولمن لا تزال في حالة استنفار عند مستوى برافو".
الوجود الأمريكي في ألمانيا: تستضيف ألمانيا عدداً من القوات الأمريكية أكثر من أية دولة أوروبية أخرى؛ إذ ينتشر نحو 38 ألفاً و600 جندي أمريكي في منشآت في جميع أنحاء الدولة، وتعد حامية الجيش الأمريكي في بافاريا، ومقرها غرافنوفر، من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في الخارج.
بدأ الوجود العسكري الأمريكي في ألمانيا عقب الحرب العالمية الثانية، وتوسع توسعاً كبيراً خلال الحرب الباردة. وفي العقود الأخيرة، استُخدِمَت هذه القاعدة العسكرية مركزاً لعمليات الولايات المتحدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفغانستان وأجزاء أخرى من آسيا.