قال الجيش الأمريكي، الخميس 16 يناير/كانون الثاني 2020، إن عدداً من جنوده أصيبوا خلال القصف الإيراني على قاعدة عين الأسد في العراق، يوم الثامن من يناير/كانون الثاني 2020، مناقضاً بذلك ما أعلنته واشنطن في وقت سابق عن عدم وجود خسائر.
لماذا الاعتراف الأمريكي مهم؟ يمثل ذلك أول اعتراف رسمي من أمريكا عن إصابة جنودها جراء القصف الإيراني بصواريخ باليستية، على القاعدة التي تضم أكبر عدد من القوات الأمريكية بالعراق، ويُخالف ما كان قد أعلنه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن عدم إصابة أي من جنود الجيش في تلك الضربة.
ما هي إصابات الجنود؟ الكابتن بيل أوربان، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، قال في بيان إنه "بينما لم يُقتل أي عسكريين أمريكيين في الهجوم الإيراني في الثامن من يناير/كانون الثاني على قاعدة عين الأسد الجوية، فقد عولج العديد من أعراض الارتجاج بالمخ بسبب الانفجار، ولا تزال حالاتهم قيد التقييم".
أشار المتحدث العسكري أيضاً إلى أنه تم نقل بعض العسكريين إلى منشآت أمريكية في ألمانيا أو الكويت من أجل "متابعة الفحوص"، متوقعاً "أن يعود الجنود إلى العراق عندما يكونون لائقين للخدمة"، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
عودة إلى الوراء: كان الهجوم الإيراني على أهداف أمريكية بالعراق قد جاء رداً على مقتل القائد السابق لفيلق القدس، قاسم سليماني، في ضربة نفذتها أمريكا بطائرة مسيّرة في العاصمة العراقية بغداد، يوم 3 يناير/كانون الثاني 2020، وبررت واشنطن عمليتها بأن سليماني كان يُخطط لضرب أهداف أمريكية.
بيانات سابقة للجيش الأمريكي كانت قد تحدثت فقط عن تسبب الضربات بأضرار مادية جسيمة، لكن دون وقوع إصابات، حيث كان معظم الجنود الأمريكيين الـ1500 في القاعدة قد تحصنوا داخل ملاجئ بعد تلقيهم تحذيرات من رؤسائهم، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
الصورة الكبيرة للتطورات: مثّل قتل أمريكا لسليماني، والرد الإيراني على ذلك، أبرز مؤشر على تصعيد التوتر بشكل كبير بين واشنطن وطهران، وقال مراقبون إنه كاد يشعل حرباً في المنطقة.
أثار هذا التصعيد مخاوف في العراق من أن يتحوّل هذا البلد من جديد إلى ساحة للمواجهة وتصفية الحسابات، وكان من تبعات قتل سليماني أن طالب البرلمان العراقي بخروج القوات الأجنبية، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توعد العراق بعقوبات اقتصادية قاسية، إذا أجبرت بغداد قواته على مغادرة الأراضي العراقية.