صورٌ من دون حجاب «ترعب» حَكم شطرنج إيرانية.. تخشى العودة لبلدها خوفاً من الاعتقال بعد موجة انتقادات حادة لها

كشفت مُحكِّمة شطرنج إيرانية بارزة أنها تخشى العودة إلى بلادها؛ بعد تداول صور لها خلال مشاركتها في بطولة العالم للسيدات بلعبة الشطرنج، تظهر فيها غير مرتدية للحجاب بالكامل.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/01/16 الساعة 17:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/16 الساعة 17:43 بتوقيت غرينتش
الحكم الإيرانية شهرة بيات/ مواقع التواصل

كشفت مُحكِّمة شطرنج إيرانية بارزة أنها تخشى العودة إلى بلادها؛ بعد تداول صور لها خلال مشاركتها في بطولة العالم للسيدات بلعبة الشطرنج، تظهر فيها غير مرتدية للحجاب بالكامل.

مخاوف مُحكِّمة شطرنج إيرانية من العودة إلى الوطن بسبب صور لها من دون حجاب

حسب التقرير الذي نشرته صحيفة The New York Times الأمريكية، تعتبر شُهرة بيات، البالغة من العمر 32 عاماً، إحدى أفضل محكّمات الشطرنج في العالم من حيث تصنيفها في الفئة "أ"، وهو تمييز يُمنح للحكام الدوليين في لعبة الشطرنج الذين أظهروا استيعاباً وإجادة ممتازة لقواعد اللعبة.

المحكمة الإيرانية قالت في تصريحات لـBBC، في إشارة -على ما يبدو- إلى وسائل الإعلام الإيرانية: "بمجرد أن فتحت هاتفي، رأيت صورتي وقد انتشرت في كل مكان. أخذوا يزعمون أنني لم أكن أرتدي حجاباً، وأنني أردت الاحتجاج ضد الحجاب".

الصور محل الأزمة كانت التُقطت لها خلال البطولة التي أقيمت في شنغهاي بوقت سابق من هذا الشهر، وتظهر بيات فيها من دون حجاب على ما يبدو، وهو ما يعد مخالفة لقانون اللباس الإلزامي في إيران.

في حين تجري الآن البطولة التي تشارك فيها المُحكِّمة الإيرانية وتستمر ثلاثة أسابيع، بين جو وينجون، بطلة العالم الصينية التي تدافع عن لقبها، وألكسندرا جورياشكينا، بطلة روسيا، بمدينة فلاديفوستوك الروسية، وتنتهي في 25 يناير/كانون الثاني.

استكمالاً لتصريحاتها في الـBBC، كشفت أنها كانت ترتدي الحجاب، الذي كان يغطي رأسها وإن على نحوٍ فضفاض. لكنها أضافت أنها عموماً لم تكن تحب ارتداء الحجاب.

أضافت: "هذا مخالف لمعتقداتي. يجب أن يكون للناس الحق في اختيار ما يلبسونه والطريقة التي يرتدون ملابسهم بها، ويجب عدم إجبارهم على ارتداء لباس معين. لقد كنت أتكيف مع ذلك، لأني أعيش في إيران. لم يكن لديَّ خيار آخر".

حيث نُشرت صورٌ لها من دون حجاب وهو ما أثار انتقادات لاذعة بإيران 

شُهرة بيات قالت إنها عندما رأت ردود الفعل على شبكة الإنترنت: "ذُعرت بشدة".

أشارت تعليقاً على رد الفعل على صورها، إلى أنها لا تستطيع العودة إلى إيران، بحسب ما أوردته BBC.

في حين أكدت أن "هناك كثيراً من السيدات يقبعن في السجون الإيرانية بسبب الحجاب. إنها قضية خطيرة للغاية. ربما يريدون أن يجعلوا مني عبرة للآخرين".

لكنها استطردت بالقول: "إذا كان لديَّ خيار العودة إلى إيران، فأنا بالطبع أحب ذلك. لكنني لا أعرف ماذا سيحدث لي".

في حين طالبها اتحاد الشطرنج الإيراني بإصدار بيان يحسم الجدل 

من ناحية أخرى، أخبرت بيات BBC بأن اتحاد الشطرنج الإيراني طلب منها أن تصدر بياناً يحسم الجدل، لكنها رفضت. ولم يردَّ اتحاد الشطرنج الإيراني فوراً على طلب للتعليق يوم الأربعاء.

لكن بيات أكدت في رسالة بريد إلكتروني قصيرة، للصحيفة الأمريكية، التفاصيل التي وردت في مقال BBC

من جانبه قال ميشا فريدمان، السكرتير الصحفي للاتحاد الدولي للشطرنج، إن المنظمة لم يرِد إليها من الحكومة الإيرانية أو من أي مسؤول فيها طلب بإلغاء مشاركة بيات في البطولة.

أضاف فريدمان أن الاتحاد "ليس لديه نظام معين للباس".

إلى ذلك قال: "نحن نعتبر لباس بيات متوافقاً مع قواعد الاتحاد. ونحن سعداء بالعمل الذي تقوم به، ولا توجد مشكلة تتعلق بها من وجهة نظرنا".

لكن من ناحية أخرى، فقد وصف فريدمان اختياره حَكماً رئيساً في هذه البطولة المرموقة بأنه شرف كبير، وشبَّه الأمر بتحكيم مباراة "السوبر بول" [المباراة النهائية في دوري كرة القدم الأمريكية].

نائب رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج، نايجل شورت، كتب تغريدة على موقع تويتر يدعم فيها بيات، في 9 يناير/كانون الثاني، وأرفقها بصورة لها من دون الحجاب.

نايجل شورت وصف بيات بأنها "سفيرة عظيمة لبلدها".

حالة الحَكم الإيرانية تتزامن مع حالة كيما زاده التي انشقت وهربت من إيران 

تأتي واقعة بيات بالتزامن مع البيان الذي أصدرته كيما علي زاده، وهي رياضية إيرانية بارزة، أعلنت مؤخراً على موقع إنستغرام انشقاقها ومغادرة بلادها، لأن القادة هناك استخدموها كـ "أداة".

حيث كتبت: "لقد أخذوني إلى أي مكان يريدون، وأي لباس اختاروه لي ارتديته، كل جملة أمروني بقولها ردَّدتها".

كانت علي زاده، ذات الـ21 ربيعاً، قد فازت بالميدالية البرونزية في التايكوندو بدورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2016 في ريو دي جانيرو، وهي الرياضية الوحيدة التي حازت ميدالية أولمبية لإيران.

في بيانها شرحت علي زاده موقفها بالقول: "روحي المضطربة لا تستوعبها قنواتكم الاقتصادية القذرة، ولوبيّاتكم السياسية محدودة الأفق. لا أريد أي شيء سوى لعب التايكوندو، والشعور بالأمان، وحياة في سعادة وعافية".

علامات:
تحميل المزيد