وافق مجلس النواب الأمريكي، في وقتٍ متأخر من مساء الأربعاء 15 يناير/كانون الثاني 2020، على مشروع قرار يتعلق بإرسال بندين حول عزل الرئيس دونالد ترامب إلى مجلس الشيوخ.
جاءت الموافقة على إرسال البندين، بعد تصويت أغلبية أعضاء مجلس النواب على مشروع القرار، بـ228 صوتاً مقابل رفض 193 صوتاً، الأمر الذي يفتح الطريق لإطلاق مقاضاة ترامب أمام مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه حزب ترامب من الجمهوريين.
فيما ينتظر أن يرسل مجلس النواب (المجلس الأدنى في الكونغرس)، الذي يهيمن عليه الحزب الديمقراطي، 7 ديمقراطيين إلى مجلس الشيوخ (المجلس الأعلى في الكونغرس)، لتولّي مهام النيابة العامة في مقاضاة ترامب.
رغم أن النتيجة جاءت متوافقة إلى حد كبير مع نصيب كل حزب من المقاعد في مجلس النواب، فإن من المتوقع أن يبرئ مجلس الشيوخ ساحة ترامب، نظراً لعدم إبداء أي جمهوريّ تأييده لعزله، وهي خطوة تتطلب موافقة أغلبية الثلثين في المجلس.
لكن مساءلة ترامب في مجلس النواب الشهر الماضي ستظل وصمة في سجله، وقد تكون المحاكمة التي يبثها التلفزيون في مجلس الشيوخ غير مريحة بالنسبة له، في الوقت الذي يسعى فيه لإعادة انتخابه في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2020، مع تصدّر بايدن المرشحين الديمقراطيين لمواجهته.
يشار إلى أن زعيم أغلبية الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، أعرب عن أمله في وقت سابق عن إطلاق إجراءات العزل، الثلاثاء المقبل 21 يناير/كانون الثاني، بعد وصول البندين إليهم من مجلس النواب.
وقد صادق مجلس النواب الأمريكي، في ديسمبر/كانون الأول 2019، على بندَي "إساءة استغلال السلطة"، و "عرقلة عمل الكونغرس"، حيث وافق على الأول 230 نائباً مقابل رفض 197 آخرين، بينما صوّت لصالح البند الثاني 229 مقابل رفض 198.
في هذا التصويت، صوّت كل النواب الجمهوريين بالرفض على البندين، لكنه شهد رفضاً بـ5 أصوات من الديمقراطيين، إذ رفض اثنان من النواب البند الأول، فيما رفض 3 منهم البند الثاني.
هذا، ويُجري مجلس النواب، بقيادة الديمقراطيين، تحقيقاً في مزاعم استغلال ترامب سلطته الرئاسية عبر الضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق ضد أحد الخصوم السياسيين.
يعود أساس القضية إلى محادثة هاتفية في 25 يوليو/تموز 2019، طلب ترامب خلالها من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن "يهتم" بأمر جو بايدن، نائب الرئيس الديمقراطي السابق، المرشح لمواجهة ترامب في السباق إلى البيت الأبيض عام 2020.
فيما يُشتبه في أن ترامب ربط حينها مسألة صرف مساعدات عسكرية بقيمة 400 مليون دولار، يفترض أن تتسلمها أوكرانيا، بإعلان كييف أنها ستحقق بشأن نجل بايدن، الذي عمل بين عامي 2014 و2019 لدى مجموعة "غاز بوريسما" الأوكرانية.
إلا أن ترامب يرفض تلك الاتهامات، ويقول إنها "حملة مطاردة"، ومحاولة "انقلاب ضده"، ويتوعد بالانتقام من الديمقراطيين في انتخابات العام المقبل.