رغم اتفاق وقف إطلاق النار مع تركيا.. الطائرات الروسية تستأنف قصف المعارضة السورية في إدلب

قال شهود ومصادر من المعارضة السورية إن طائرات روسية قصفت عدة بلدات يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في إدلب بشمال غرب سوريا.

عربي بوست
تم النشر: 2020/01/15 الساعة 05:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/15 الساعة 05:21 بتوقيت غرينتش
وقف إطلاق النار لم يدم أكثر من يومين/ رويترز

قال شهود ومصادر من المعارضة السورية إن طائرات روسية قصفت عدة بلدات يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في إدلب بشمال غرب سوريا للمرة الأولى منذ بدء سريان وقف لإطلاق النار مع تركيا قبل يومين.

حسب وكالة "رويترز"، فإن مدينتي خان السبل ومعصران وعدة مدن أخرى في محافظة إدلب استُهدفت بعد توقف دام يومين للضربات الجوية على آخر معقل لمقاتلي المعارضة، والذي تعرض للقصف لأكثر من شهر، في هجوم جديد.

بينما قال الناشط محمد رشيد: "الضربات الجوية الروسية دمرت يومين من الهدوء النسبي الذي أعطى الناس متنفساً بسيطاً من الغارات اليومية".

إذ فر مئات الآلاف من الأشخاص من محافظة إدلب في الأسابيع الأخيرة، حيث قصفت الطائرات الروسية والمدفعية السورية البلدات والقرى في هجوم حكومي متجدد يهدف إلى طرد المعارضة.

تأزُّم الوضع الإنساني في محافظة إدلب

مسؤولون كبار في الأمم المتحدة قالوا، في وقت سابق هذا الشهر، إن الوضع الإنساني تأزم مع هروب ما لا يقل عن 300 ألف مدني في محافظة إدلب، لينضموا إلى أكثر من نصف مليون شخص فروا من معارك سابقة إلى المخيمات القريبة من الحدود مع تركيا.

كان الهجوم الأخير قد جعل الحملة العسكرية التي تقودها روسيا أقرب إلى المناطق المكتظة بالسكان في محافظة إدلب، حيث يعيش قرابة ثلاثة ملايين شخص تحت الحصار، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، وفقاً للأمم المتحدة.

تقول موسكو إن قواتها، إلى جانب الجيش السوري والفصائل المدعومة من إيران التي تقاتل إلى جانبها، تتصدى للهجمات "الإرهابية" التي يشنها متشددو "القاعدة" الذين تقول إنهم ضربوا المناطق المأهولة التي تسيطر عليها الحكومة.

لكنها تتهم مقاتلي المعارضة بتدمير "منطقة خفض التصعيد" التي أقيمت ضمن اتفاق بين روسيا وتركيا.

كما أعلنت موسكو، هذا الأسبوع، أنها فتحت ممرات آمنة للسماح للأشخاص الخاضعين لحكم المعارضة في محافظة إدلب بالفرار إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.

غير أن السكان يقولون إن عدداً قليلاً من الناس عبروا إلى المناطق التي تسيطر عليها الدولة، بسبب الخوف من الانتقام، بينما توجه معظمهم للمناطق القريبة من الحدود التركية الآمنة نسبياً.

إذ يخشى العديد من سكان جيب المعارضة من عودة حكم الرئيس بشار الأسد، ويتطلعون إلى تركيا لوقف الحملة التي تقودها روسيا، والتي أسفرت عن مقتل المئات، وترك العشرات من البلدات والقرى في حالة خراب.

من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده عازمة على وقف انتهاكات الحكومة السورية لوقف إطلاق النار في شمال غرب البلاد. 

هجوم إسرائيلي على قاعدة جوية في حمص

من جهة أخرى، قال الجيش السوري، الثلاثاء، إن طائرات إسرائيلية هاجمت مطار التيفور العسكري في محافظة حمص، مضيفاً أن دفاعاته الجوية أسقطت عدة صواريخ في ضربات لم تسفر سوى عن وقوع أضرار مادية.

متحدث عسكري أوضح لوسائل الإعلام الرسمية أن أربعة صواريخ إسرائيلية بلغت القاعدة، لكنه أضاف أن الدفاعات الجوية اعترضت عدة صواريخ أخرى. وقال الجيش في بيان: "قام الطيران الإسرائيلي بعدوان جوي جديد… وسائط دفاعنا الجوي تصدت على الفور للصواريخ المعادية".

كما أضاف أن المقاتلات الإسرائيلية حلقت من اتجاه التنف إلى الجنوب الشرقي، حيث أقامت الولايات المتحدة قاعدة قرب الحدود بين العراق والأردن.

تقع التنف على طريق دمشق-بغداد السريع الاستراتيجي، وهو طريق إمدادات رئيسي لدخول الأسلحة الإيرانية لسوريا. ويجعل هذا من القاعدة هناك حصناً ضد إيران وجزءاً من حملة أمريكية أكبر للتصدي للنفوذ الإيراني في العراق وسوريا.

قصفت إسرائيل مراراً أهدافاً تابعة لجماعات مسلحة تدعمها إيران في سوريا، قائلة إن هدفها إنهاء الوجود العسكري لطهران، الذي تقول مخابرات غربية إن رُقعته اتسعت في السنوات الأخيرة في البلد الذي مزقته الحرب. ولم يعقّب الجيش الإسرائيلي بعد على الواقعة.

تحميل المزيد