السكان الأصليون في أستراليا يتداعون لحماية ثقافتهم بعد أن طالت حرائق الغابات مئات المواقع المحمية

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/01/15 الساعة 15:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/15 الساعة 15:26 بتوقيت غرينتش
حرائق أستراليا/رويترز

يساور السكان الأصليين الذين يعيشون على الساحل الجنوبي لولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية قلقٌ بالغٌ إزاء مصير مئات المواقع المهمة المحمية، وما إذا كانت قد تضررت أو هلكت بفعل حرائق الغابات. 

حسب صحيفة The Guardian البريطانية، هناك عديد من المواقع التي ربما أُبيدت وتقع بين منطقة غولاجا (جبل درومداري سابقاً) وجبل مامبولا، شمالي مدينة بيغا.

تُعتبر منطقتا مامبولا وغولاجا جزءاً من سلسلة من المواقع الثقافية المهمة الخاصة بالسكان الأصليين، والممتدة من مدينة شوالهافن إلى حدود ولاية فيكتوريا.

قال رجلٌ من شعب اليون Yuin، يُدعى وارن فوستر ويعيش في بحيرة والاغا، إنه ينبغي أن يتلقى الناس الدعم ليذهبوا إلى كل مكان في البلد لتقييم حجم الضرر. وتابع: "هذه الحرائق هي الأسوأ في تاريخ البلاد.. لم تشتد الحرائق من قبلُ إلى هذه الدرجة. لم ير شعبنا نيراناً كهذه قط"، مضيفاً: "أعتقد أن الأجداد سيكونون غاضبين؛ لما حدث للبلاد، لطواطمنا من الحيوانات".

يضيف: "دُفنت مئات المواقع، وأماكن احتفال ذكورية، ومواقع على جبلنا المقدس. ليس فقط أراضي اليون ولكن في كل مكان؛ ستكون هناك آلاف الأماكن التي دُمرت بفعل هذه الحرائق".

وقال إن هذه الأماكن "موجودة منذ آلاف السنين، لكنك لن تتمكن من استعادتها إذا فقدتها. سيكون من المفيد أن نخرج ونرى حجم الضرر"، مضيفاً: "نحتاج أن تكون بلادنا معافاة، لكي نتمتع نحن بصحة جيدة. نحتاج الحيوانات. إذا خسرنا كل ذلك فسوف تموت أرواحنا إذا ماتت (الحيوانات)". وأضاف: "ربما كان هذا ناقوس الخطر لهم الآن، ليستمعوا لنا نحن السكان الأصليين، كيف نتعامل مع احتراق حضارتنا. لقد حان الوقت ليسألونا كيف نعتني بالبلاد".

الأولوية هي دعم السكان الأصليين

مجلس أراضي السكان الأصليين في نيو ساوث ويلز قال إن الأولوية العاجلة هي "توفير الدعم المطلوب لمجالس أراضي السكان الأصليين المحلية في المناطق المتأثرة بالحرائق في الولاية".

وأضاف المجلس: "لا شك في أن  تأثير تلك الحرائق يمتد ليصل إلى تدهور وخسارة الثقافة الحيوية والتراث، غير أننا نركز حالياً على الاحتياجات البشرية المُلحَّة الضرورية التي نتجت عن هذه الكارثة".

دمرت الحرائق مجتمع بلدة موغو الصغيرة في جنوبي خليج باتيمانز، حيث حطمت مقر مجلس الأراضي المحلية، الذي كان مركزاً اجتماعياً وثقافياً لمجتمع السكان الأصليين، يمنحهم المأوى والبرامج الفنية والتعليمية ويعتني بالبلاد من خلال نظام الحراسة.

قالت ليندا كارلسون، الرئيسة التنفيذية لمجلس أراضي السكان المحليين في موغو: "فقد فريق الحراسة أدواتٍ مهمة يحتاجونها في عملهم، من ضمنها السيارات، وسقيفة عمل مليئة بمعدات العناية الخاصة بالأرض والبحر، وأجهزة المراقبة، إلى جانب عدد من الأدوات الأخرى والمعدات الضرورية للتنمية المستدامة للأرض".

أضافت: "عمِل حراس مجلس أراضي السكان المحليين المحلي في موغو على  مدى سنوات؛ من أجل تعمير الأراضي، وتجديد المجاري المائية ومخزون الأسماك والبيئات البحرية في بلادهم؛ لزيادة قدرتها على التحمل".

وتابع: "صار هذا ضرورياً الآن؛ لضمان إزالة كل الحشائش والأنواع الدخيلة وللتأكد من استرجاع صحة الجداول والمستنقعات والبحيرات بالكامل؛ من أجل جذب الأنواع المحلية من الأسماك والحيوانات".

السكان الأصليون يسعون لحماية تراثهم

وقالت: "تُعتبر العودة إلى مهامهم الحراسية مفيدة أيضاً؛ لضمان حماية التراث الثقافي والمعارف المحلية لأجل الأجيال المسقبلية في المنطقة".

ثمة حملة لجمع التبرعات تعمل للمساعدة على إعادة بناء المجتمع، ودعم العائلات وكبار السن، وضمن ذلك توفير الرعاية الطبية للصحة النفسية والصدمات.

في بيان أصدرته اللجنة الاستشارية للتراث الثقافي للسكان الأصليين، التابعة لحكومة ولاية نيو ساوث ويلز، قالت إنها "تشارك الوطن في مخاوفه بشأن كارثة النيران الحالية، والخسارة الفادحة في الأرواح، وتأثير ذلك على الحياة البرية والماشية والممتلكات".

وتوفر رقماً هاتفياً وبريداً إلكترونياً يمكن التواصل من خلالهما مع اللجنة "إذا كانت لديك معلومات عن أي أماكن أو أشياء متأثرة بالحرائق تخص التراث الثقافي للسكان الأصليين". 

وأخيراً، "يرسل أعضاء اللجنة والعاملون في نيو ساوث ويلز للتراث تعازيهم إلى جميع المتضررين، ويقدمون أشد الدعم في إدارة تراثكم الثقافي الآن وفي مراحل التعافي".

وقالت صحيفة The Guardian إنها تواصلت مع مكتب نيو ساوث ويلز للتراث؛ للحصول على تعليق. 

علامات:
تحميل المزيد