كشفت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية عن التهديد "المُدمر" الذي وجّهته أمريكا للعراق، وحذّرت خلاله المسؤولين من أنه قد تكون هناك عواقب مالية قاسية، إذا مضت بغداد في مساعيها لطرد القوات العسكرية الأمريكية، ردّاً على قتل واشنطن للقائد السابق لفيلق القدس، قاسم سليماني في بغداد.
الصحيفة نقلت السبت 11 يناير/كانون الثاني 2020، عن مسؤول عراقي -لم تذكر اسمه- قوله إن وزارة الخارجية الأمريكية هدّدت بأنها قد تحظر على العراق الوصول إلى حسابٍ تابع له في بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، والذي تحتفظ البلاد فيه بمليارات الدولارات من عائدات النفط.
تهديد يحمل آثاراً تدميرية
يوفر البنك الاحتياطي في نيويورك خدمات مصرفية لنحو 250 بنكاً مركزياً، ومؤسسة حكومية أخرى، وفقاً للصحيفة، ويمكن أن يُفضي إيقاف التدفق المالي من الحساب البنكي إلى العراق إلى عرقلة وصول البلاد إلى سيولة نقدية، ومن ثم تخريب نظامها المالي، وإحداث آثار تدميرية واسعة النطاق في اقتصادها.
هذا التهديد الأمريكي جاء بعدما صوّت البرلمان العراقي على قرار غير ملزم، ينصُّ على إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في البلاد، وقد حصل القرار على دعمٍ من رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي.
الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أنه في ظل الموقف الداعم من عبدالمهدي لطرد القوات الأمريكية، ورد أن مسؤولين أمريكيين حذَّروا رئيس الوزراء العراقي في مكالمة جرت يوم الأربعاء، 8 يناير/كانون الثاني 2020، من تداعيات محتملة تتعلق بعرقلة التدفق المالي القادم من بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، وما قد يترتب على ذلك من دمار اقتصادي.
رفض ممثلو بنك الاحتياطي الفيدرالي، وكذلك إدارات وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكية التعليقَ على ما ورد في صحيفة The Wall Street Journal، كما لم يرد المتحدثون باسم رئيس الوزراء العراقي، والبنك المركزي، والسفارة العراقية في واشنطن، على طلبات التعليق.
سلطات واسعة للبنك الفيدرالي
في حال نفّذت أمريكا تهديدها فلا يعد التحرك لتجميد الأصول العراقية في بنك الاحتياطي الفيدرالي خطوةً غير مسبوقة، فقد سبق للولايات المتحدة أن فعلت الأمر ذاته، إذ قطعت وصول العراق إلى أمواله في بنك الاحتياطي الفيدرالي لعدة أسابيع، وسط شكوك متصاعدة حينها حول عمليات تحويل أموال إلى خزائن البنوك الإيرانية، وكذلك تنظيم الدولة الإسلامية.
ليس من الواضح حجم الأموال العراقية التي يحتفظ بها بنك الاحتياطي الفيدرالي في الوقت الحالي، لكن البنك كانت لديه ودائع بقيمة 3 مليارات دولار من البنك المركزي في العراق نهاية عام 2018، وفقاً للصحيفة الأمريكية.
يتمتع البنك بسلطة قطع وصول الأموال إلى الدول التي تواجه عقوبات أمريكية، أو إذا كان يشتبه في أن هذه الأموال قد تستخدم في ممارسات تنتهك القانون الأمريكي.