رفضت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الخميس 9 يناير/كانون الثاني 2020، المبادرة التركية الروسية، لوقف إطلاق النار في ليبيا ابتداء من يوم الأحد المقبل، وقالت إنها ستواصل عملياتها العسكرية ضد قوات الحكومة الليبية المُعترف بها دولياً.
جاء ذلك في بيان للناطق باسم قوات حفتر، أحمد المسماري، الذي رغم إشادته بالمبادرة الروسية (دون أن يذكر الجانب التركي)، فإنه أعلن استمرار الهجوم للسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.
كان الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قد دعوا، يوم الأربعاء الماضي، عقب اجتماعهما بإسطنبول إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا.
المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، والمجلس الأعلى للدولة، ومجلس النواب الليبي بالعاصمة طرابلس، أعلنوا عن ترحيبهم بدعوة وقف إطلاق النار، والبحث عن حل دبلوماسي لإنهاء الأزمة.
وكالة رويترز نقلت عن محمد علي عبدالله، المستشار البارز بحكومة الوفاق الوطني، قوله إن "الحكومة ترغب بشدة في استعادة السلام، وإلى أن يتحقق ذلك (…) سنمارس حقنا القانوني في الدخول في تحالفات عسكرية والدفاع عن بلدنا من أي هجوم".
هجوم كبير على طرابلس
كانت قوات حفتر قد بدأت هجوماً لانتزاع السيطرة على طرابلس في أبريل/نيسان الماضي، لكن سرعان ما تعثرت الحملة على مشارف المدينة.
عرقل الهجوم على العاصمة الليبية مسعى للسلام تقوده الأمم المتحدة، وأججت صراعاً تسبب في السنوات الأخيرة في تدفق مهاجرين على أوروبا، وأعطى مساحة للمتشددين وعطل إمدادات النفط، وفقاً لرويترز.
تعقّد المشهد أكثر في ليبيا مع ازدياد تدخل تركيا وروسيا فيها، حيث تدعم أنقرة حكومة الوفاق الوطني، كما أقر البرلمان التركي الأسبوع الماضي السماح بنشر قوات في ليبيا.
من جانبها، تدعم روسيا حفتر إلى حد كبير، وتُبقي في ذات الوقت على علاقاتها مع حكومة الوفاق الوطني.
في الأشهر الأخيرة تم نشر متعاقدين عسكريين روس إلى جانب قوات الجيش الوطني الليبي الذي تلقى أيضاً دعماً جوياً من الإمارات ودعماً من الأردن ومصر وفقاً لخبراء بالأمم المتحدة ودبلوماسيين.
هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ذكرت في وقت سابق أن النفوذ الروسي لا يقتصر على دعم حفتر عسكرياً، إذ نشر موقع "ذا دايلي بيست" الأمريكي تحقيقاً استقصائياً عن أشكال الدعم الروسي المختلفة لحفتر، والتي تشمل حالياً دعمه إعلامياً، حال سيطرته على طرابلس في المستقبل.
ذكر التحقيق أن يفغيني بريغوزين، رجل الأعمال الروسي الذي يُعتقد أنه مالك شركة "فاغنر" للمرتزقة، دشن حملة أطلق عليها اسم "الشركة" تضم خطة إعلامية للتعامل مع الملف الليبي، والتي قال الموقع إنه اطلع على عدد من المراسلات والوثائق المتعلقة بها.
تشمل الحملة دعاية مدفوعة الأجر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والترويج لمواد إعلامية تزيد من شعبية قوات شرق ليبيا، وكذلك تقديم خدمات الاستشارات السياسية لحفتر، هذا بالإضافة لخطة مستقبلية حال نجاح حفتر في الاستيلاء على طرابلس، للترويج له ودعمه عند إجراء انتخابات.