منع الجيش الأمريكي جنوده من استخدام تطبيق تيك توك الشهير، واصفاً إياه بالتهديد الأمني.
بهذا يكون الجيش قد انضم إلى القوات البحرية في منع استخدام التطبيق على الهواتف المملوكة للحكومة، في أعقاب دعوات من المشرعين من الحزبين للجهات المُنظِمة وأجهزة الاستخبارات لتحديد ما إذا كان التطبيق الذي تملكه الصين يمثل تهديداً للأمن القومي، وما إذا كان يمكن استخدامه لجمع البيانات الشخصية للمواطنين الأمريكيين. وكان موقع Military.com أول من أورد القرار.
إذ قال المتحدث باسم الجيش المقدم روبن أوتشوا لشبكة CNN الأمريكية، مساء الإثنين 30 ديسمبر/كانون الأول: "وردت إلينا رسالة توعية تتعلق بالأمن السيبران في 16 ديسمبر/كانون الأول تقول إن تيك توك ينطوي على مخاطر أمنية محتملة مرتبطة باستخدامه".
فيما توجهت الرسالة بالإجراء المناسب الذي يجب على الموظفين اتخاذه لحماية معلوماتهم الشخصية. وهذا التوجيه هو توخي الحذر من التطبيقات التي تُحمّلونها ومراقبة هواتفكم بحثاً عن رسائل غير عادية وغير مرغوب فيها وما إلى ذلك، وحذفها على الفور وإلغاء تثبيت تطبيق تيك توك لتجنب أي انتهاك لبياناتهم الشخصية.
هذا، وأكدت وكالة رويترز أن القوات البحرية اتخذت قراراً مشابهاً في منتصف ديسمبر/كانون الأول، وأبلغت البحارة بأن أي شخص لم يحذف التطبيق من هاتفه المقدم له من الحكومة فسيُحظر من الشبكة الداخلية للقوات البحرية.
المخاوف الأمنية وصلت للمواطنين أيضاً
طالب السيناتور تشاك شومر، وهو نائب ديمقراطي من نيويورك والسيناتور توم كوتون، وهو نائب جمهوري من ولاية أركنساس، أجهزة الاستخبارات الأمريكية بتقييم مخاطر الأمن القومي التي يشكلها تطبيق "تيك توك" في أكتوبر/تشرين الأول، قائلاً إنه يمكن استخدام التطبيق للتجسس على المواطنين الأمريكيين. وأثار مشرعون آخرون، من بينهم السيناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو، مخاوف من أن "تيك توك" يراقب المحتوى المتعلق بهونغ كونغ.
فيما قال المشرعون إنه نظراً لأن الشركة الأم لتطبيق "تيك توك" ByteDance تتخذ من الصين مقراً لها، فقد يُجبر تيك توك على "دعم الأعمال الاستخباراتية التي يسيطر عليها الحزب الشيوعي الصيني والتعاون معها". وأضاف أعضاء مجلس الشيوخ في خطابهم الصادر في أكتوبر/تشرين الأول إلى مدير الاستخبارات الوطنية المؤقت جوزيف ماغواير أنه "لا توجد آلية قانونية للشركات الصينية للاعتراض إذا لم توافق على أي طلب".
بينما ردت شركة "تيك توك" ببيان قالت فيه إنها تخزن جميع بيانات المستخدمين الأمريكيين في الولايات المتحدة، والنسخة الاحتياطية منها تُخزَّن في سنغافورة.
وقالت الشركة في ذلك الوقت: "مراكز البيانات الخاصة بنا توجد خارج الصين بالكامل، ولا يخضع أي من بياناتنا للقانون الصيني. وفضلاً عن ذلك، لدينا فريق تقني متخصص يركز على الالتزام بسياسات الأمن السيبراني القوية، وممارسات خصوصية البيانات وأمنها".
"تيك توك" ليست الشركة الصينية الوحيدة التي تثير مخاوف أمريكية
إلا أن شركة "تيك توك" ليست شركة التكنولوجيا الصينية الوحيدة التي أثارت الشكوك الأمريكية، إذ وجهت إدارة ترامب انتقادات لشركة "هواوي" للهواتف المحمولة وشنت حملات في مختلف أنحاء العالم ضد استخدام أجهزة هواوي، متذرعة بعلاقات الشركة مع بكين.
لكن "هواوي" ليست بالظاهرة المنتشرة التي أصبح عليها "تيك توك"، الذي يجتذب ملايين المراهقين والبالغين بقدرته على صنع مقاطع فيديو قصيرة تصحبها موسيقى جذابة ومشاركتها.
في الوقت نفسه، ذكرت صحيفة The New York Times مستشهدة بأرقام من شركة تحليلات التطبيقات Sensor Tower، أن عدد مرات تنزيل التطبيق الذي مضى عامان على إنشائه بلغ أكثر من 750 مليون مرة العام الماضي.
هذا العدد أكبر بعشرات الملايين من المرَّات من تنزيلات فيسبوك وإنستغرام ويوتيوب وسناب شات خلال الفترة نفسها. ويعكس هذا قفزة بنسبة 33% في تنزيلات "تيك توك" مقارنة بالعام السابق، وفقاً لما قالته شركة Sensor Tower لشبكة CNN في نوفمبر/تشرين الثاني.