تصاعدت حدة المواجهات، مساء السبت 28 ديسمبر/كانون الأول 2019، في أطراف العاصمة الليبية طرابلس، إذ أعلنت قوات حكومة الوفاق، المعترف بها دوليا، أنها شنت هجوما كاسحاً على المسلحين التابعين للواء المتقاعد خليفة حفتر والمرتزقة الأجانب الذين يدعمونه.
تأتي هذه التطورات العسكرية في حين بدأت العواصم الغربية التحرك، خاصة مع اقتراب موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات بلاده إلى ليبيا، بطلب من طرابلس، إذ قالت إيطاليا إنها حذَّرت تركيا من تبعات إرسال أنقرة لقواتها إلى ليبيا.
قوات حكومة الوفاق تشن هجوماً كاسحاً
فقد أعلنت قوات حكومة الوفاق أنها شنت هجوماً كاسحاً على مسلحي اللواء المتقاعد خليفة حفتر المدعومين بمرتزقة أجانب، في محور الرملة بمحيط مطار طرابلس الدولي.
كما قالت عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق، إنها تمكنت، السبت، من السيطرة على عدة مبانٍ كانت تتحصن بها ميليشيات حفتر، بعد أن دمرت دبابتين وآلية مسلحة.
يأتي الهجوم بعد ساعات من شن طيران حفتر ضربة جوية استهدفت معهد الهندسة التطبيقية في مدينة الزاوية. وتعد هذه خامسة ضربة جوية يشنها طيران حفتر على أهداف في مدينة الزاوية خلال ثلاثة أيام.
بينما حذَّرت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، السبت، من أنها ربما تضطر إلى وقف جميع العمليات بميناء الزاوية النفطي (غرب)، وإخلاء مصفاة الزاوية، في حال لم تتوقف اشتباكات تجددت قرب المنشآت التابعة لها.
أضافت المؤسسة، في بيان، أنها حذرت من إمكانية وقف العمليات في ميناء الزاوية وإخلاء مصفاة الزاوية، وضخ غاز خامل لإيجاد وَسط يمنع الاشتعال، في ةحال امتداد العمليات العسكرية داخل حدود المصفاة، إثر تجدد الاشتباكات قربها.
كما أفادت بإمكانية وقف الإنتاج بحقل الشرارة (جنوب)، الذي يتم تصدير منتجاته من النفط الخام ومشتقاته من ميناء الزاوية.
بينما إيطاليا حذَّرت تركيا من التدخل
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، إنَّ فرض حظر طيران يمكن أن يحل الصراع في ليبيا.
جاء في تصريحات أدلى بها كونتي، السبت: "يمكن أن يكون فرض حظر طيران أيضاً وسيلة لتحقيق هذا الهدف الخاص بالوقف الفوري للأعمال العدائية".
أعلن كونتي عن دعم بلاده الكامل لمبادرة عقد مؤتمر عن ليبيا في العاصمة الألمانية برلين، مطلع العام المقبل.
أوضح كونتي أنه تحدَّث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال إنه حذَّر أردوغان من تداعيات التدخل العسكري في ليبيا، وقال إن هذه الخطوة من شأنها أن توقع عديداً من الضحايا المدنيين، ولن تكون في مصلحة أي جانب.
تأخذ إيطاليا موقف تركيا نفسه المؤيد لحكومة فايز السراج في طرابلس المعترف بها أممياً، وفي المقابل يحظى حفتر بدعم روسيا ومصر ودول خليجية.
في وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام تركية أن حزب العدالة والتنمية الحاكم سيُقدم طلباً إلى البرلمان؛ من أجل التصديق خلال أيام، على إرسال قوات إلى ليبيا، بدلاً من الانتظار حتى الجلسة المقررة في السابع من الشهر المقبل.
فيديوهات ترصد مرتزقة روساً وأوكرانيين إلى جانب حفتر
من جهة أخرى، نشر موقع "الجزيرة" مقاطع فيديو خاصة تُظهر مرتزقة في الخطوط الأمامية للهجوم الذي تشنه قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس.
حسب ما أورده الموقع، تُظهر التسجيلات التي التُقطت حديثاً، عدداً من المقاتلين من روسيا وأوكرانيا يتمركزون مع سياراتهم وأسلحتهم في أحد المواقع على جبهات القتال.
وفي أحد المقاطع التي صُوِّرت خلسةً، يبدو المقاتلون كأنهم في استراحة مؤقتة من القتال، في حين ينقل بعضهم أسلحة.
في مقطع آخر، يظهر المقاتلون وهم ينسحبون خارج مبنى يبدو أنه يتعرض لقصف جوي. ويقر أحد المرتزقة الذين يظهرون في الفيديو، بأنه أوكراني.
كانت تقارير صحفية من مصادر عديدة، أفادت بوجود مرتزقة من شركة "فاغنر" الروسية يقاتلون في صفوف قوات حفتر، ويقومون بأدوار نوعية في هجماته الأخيرة لاقتحام العاصمة طرابلس، مقر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً.