سُحب تطبيق "توتوك" الرائج الذي تم تطويره في الإمارات من على منصّتي "آبل" و "جوجل" لتحميل التطبيقات، على خلفية تقارير حول استخدامه من قِبل الحكومة الإماراتية لأغراض التجسس، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، الثلاثاء 24 ديسمبر/كانون الأول 2019.
صحيفة "نيويورك تايمز" كانت قد نشرت تقريراً، السبت، يفيد بأن تطبيق "توتوك" يتيح للحكومة الإماراتية تعقّب المحادثات والحركة وتفاصيل أخرى عن الأشخاص الذين حمّلوه على هواتفهم.
شركة "آبل" قالت إنها سحبت "توتوك" من على منصّة "آب ستور"، فيما أعلنت "جوجل" أن التطبيق حذف من على منصة "بلاي ستور" التابعة لها.
تطبيق يبدو أنه آمِن لكنه وسيلة للمراقبة الجماعية
بحسب "نيويورك تايمز"، فإن تطبيق "توتوك" الذي يستخدمه الملايين في الإمارات والبلدان المجاورة مصمّم ليبدو وسيلة آمنة وسهلة الاستخدام لإرسال الرسائل والفيديوهات في بلدان تحظر خدمات مماثلة.
كما جاء في التقرير أن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الأمريكية وباحثاً في الشؤون الأمنية توصلوا إلى أن الحكومة الإماراتية تستخدم التطبيق لتعزيز عمليات المراقبة.
باتريك واردل الباحث في الشؤون الأمنية قال في تعليق على مدوّنة إلكترونية إن "توتوك" يبدو جزءاً من "عملية مراقبة جماعية" أعطت على الأرجح "صورة واضحة عن نسبة كبيرة من سكان البلاد".
كما أضاف واردل أن التطبيق لقي رواجاً بعدما أتاح اتصالات ورسائل مجانية لمستخدميه في بلاد تحظر خدمات على غرار "سكايب" و "واتساب"، كما أن وجود آراء، تبدو مزيّفة، تثني على التطبيق ساهم في رواجه.
إن "توتوك" من وجهة نظر واردل يخدع على ما يبدو مستخدمي هواتف "آي فون" والأجهزة التي تعمل بنظام "أندرويد" للحصول على مواقعهم والبيانات الخاصة الموجودة على هواتفهم.
طريقة التطبيق في الاختراق
أما طريقة التطبيق في الاختراق، فقال الباحث إن توتوك "قادر على الوصول إلى قائمة معارف المستخدم ودردشاته وموقعه وما إلى ذلك بشرعية تامة وبطريقة تحظى بموافقة آبل!".
يقوم التطبيق بتجميع البيانات على غرار برنامج "بالك كوليكشن" الذي تعتمده الوكالة الأمريكية للأمن القومي، ولكن بشكل أعمق، بحسب واردل.
أضاف واردل أيضاً: "ما أن تعلم مَن يحادث مَن وربما أيضاً عمّا يتحادثان يمكنك التعرّف على اهتمامات أفراد معيّنين واستهدافهم بقدرات أكثر تطوّراً".
"نيويورك تايمز" كشفت أن شركة "بريج القابضة" أطلقت التطبيق هذا العام، وتقول الصحيفة إن الشركة هي على الأرجح "واجهة" للتعامل مع شركة "دارك ماتر" للاستخبارات والقرصنة الإلكترونية ومقرها أبوظبي.
لم تتطرّق "توتوك" في تعليق لها، الإثنين، إلى مزاعم التجسس، لكنّها أشارت إلى أن تطبيق الرسائل "غير متوفر بشكل مؤقت" على منصّتي "جوجل" و "آبل" بسبب "مشكلة تقنية".
كما جاء في بيان لتوتوك: "في حين يمكن للمستخدمين الحاليين لتوتوك أن يتمتعوا بخدماتنا من دون انقطاع، نود أن نبلغ مستخدمينا الجدد بأننا ملتزمون مع جوجل وآبل بحل هذه المسألة"، مشيرة إلى أن التطبيق متوفّر على موقعها الإلكتروني وعلى منصات بيع الهواتف الذكية "سامسونغ" و "هواوي" و "شاومي" و "أوبو".