هدوء حذر في لبنان.. الشرطة والجيش ينتشران في العاصمة بيروت وسط مخاوف من تجدد المواجهات

خيَّم هدوء حذر على وسط العاصمة اللبنانية بيروت بعد ليلة متوترة شهدت اشتباكات متفرقة بين قوات الأمن ومحتجين وعناصر من "حزب الله" و "حركة أمل"

عربي بوست
تم النشر: 2019/12/14 الساعة 20:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/12/15 الساعة 06:47 بتوقيت غرينتش
الجيش اللبناني ندخل لفض الاشتباكات بين المتظاهرين وأنصار حزب الله وحركة أمل/ رويترز

خيَّم هدوء حذر على وسط  العاصمة اللبنانية بيروت، صباح الأحد 15 ديسمبر/كانون الأول 2019، بعد ليلة متوترة شهدت اشتباكات متفرقة بين قوات الأمن ومحتجين وعناصر من "حزب الله" و "حركة أمل"؛ أسقطت -وفق حصيلة أولية رسمية- نحو 25 مصاباً، على وقع أزمة سياسية مستمرة.

حسب مراسلة الأناضول، عاد الهدوء إلى منطقة وسط العاصمة اللبنانية بعد تعزيز قوات الأمن والجيش انتشارها الأمني، في حين لا تزال عناصر من الدفاع المدني موجودة بالمنطقة؛ تحسباً لأي طارئ وللتدخل سريعاً، في حال استدعى الأمر.

في المقابل، توافد مئات المحتجين إلى ساحات الاعتصام وسط بيروت، بعد دعوات أطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، للنزول إلى وسط بيروت؛ لمساندة المتظاهرين بعد الأحداث الأخيرة.

في صيدا جنوب لبنان، أُقفل عدد من الطرق الفرعية بالمدينة؛ تضامناً مع المحتجين في بيروت، وسط انتشار دعوات على مواقع التواصل للتجمع بساحة الثورة في قلب صيدا الجنوبية.

الشرطة تطلق النار على المتظاهرين وسط بيروت 

أطلقت قوات الأمن اللبنانية الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي السبت 14 ديسمبر/كانون الأول، على متظاهرين في بيروت حاول بعضهم اقتحام حي وسط العاصمة اللبنانية.

حيث تجمع مئات الأشخاص في إطار موجة من الاحتجاجات تجتاح لبنان منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول، للتعبير عن غضبهم من النخبة الحاكمة التي قادت البلاد نحو أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود.

منذ أن دفعت الاحتجاجات سعد الحريري إلى الاستقالة من رئاسة الوزراء في أواخر أكتوبر/تشرين الأول، وصلت المحادثات بين الأحزاب الرئيسية إلى طريق مسدود بشأن تشكيل حكومة جديدة.

لبنان في حاجة ماسة إلى حكومة جديدة لإخراجه من الأزمة التي هزت الثقة في نظامه المصرفي. ويقول المانحون الأجانب إنهم لن يقدموا مساعدات إلا بعد أن تشكل البلاد حكومة يمكنها تطبيق الإصلاحات.

قال شاهد من رويترز وأحد المحتجين إن شرطة مكافحة الشغب وقوات الأمن انتشرت بشكل كبير في بيروت مساء السبت، ولاحقت المتظاهرين في الشارع وضربت واحتجزت بعضهم.

أطلقت القوات قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي بينما حاول بعض المحتجين اختراق الحواجز الحديدية التي تغلق الطرق المؤدية إلى البرلمان ومقر الحكومة.

ما تسبب في إصابة أشخاص بالإغماء

حيث قالت الوكالة الوطنية للإعلام إن الغاز المسيل للدموع تسبب في إغماء عدة أشخاص، بينما قال الصليب الأحمر اللبناني إن 14 شخصاً أصيبوا، ستة منهم في حالة سيئة استدعت نقلهم إلى المستشفى.

فيما اندلعت الاضطرابات نتيجة تصاعد الغضب بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وخطط فرض ضريبة جديدة وسجل الزعماء الذين يسيطرون على البلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. ويتهم المحتجون الطبقة السياسية بنهب الدولة لصالحهم من خلال شبكات المحسوبية.

جاء ذلك بعد اشتباكات بين عناصر من الأمن مع عناصر لحزب الله وحركة أمل 

حيث أصيب عنصر من قوى الأمن الداخلي بلبنان، السبت، في اشتباكات مع أنصار لجماعة "حزب الله" وحركة "أمل" اقتحموا "ساحة الشهداء" وسط العاصمة بيروت، حسب الصليب الأحمر ومراسلة الأناضول.

لم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من "حزب الله" و"أمل" (حركتان شيعيتان)، لكنهما عادة ما تنفيان أي ارتباط بين الحركتين وشباب يعتدون من آن إلى آخر على مشاركين في احتجاجات شعبية مناهضة للسلطة، يشهدها لبنان منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

أفادت مراسلة الأناضول بأن حوالي عشرين شاباً قدموا من منطقة "الخندق الغميق"، متاخمة لوسط بيروت، إلى "ساحة الشهداء"، ومزقوا وأحرقوا لافتات للحراك الاحتجاجي، وهتفوا: شيعة.. شيعة.

أوضحت أن هؤلاء المناصرين لـ"حزب الله" و"أمل" أقدموا على تلك الخطوة اعتراضاً منهم على وقفة تضامنية مع خيمة "الملتقى"، التي أحرقها غاضبون، الأربعاء الماضي؛ بزعم أنها شهدت ندوة روجت للتطبيع مع إسرائيل.

تابعت أن المهاجمين رشقوا عناصر من قوات مكافحة الشغب بالحجارة وبألعاب نارية، خلال اقتحامهم الساحة.

يعتصم في الساحة محتجون يرفعون حزمة مطالب، أبرزها حالياً: تسريع عملية تشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على معالجة الوضعين السياسي والاقتصادي، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.

ومن المقرر أن تبدأ الإثنين المقبل مشاورات نيابية ملزمة لتسمية رئيس وزراء جديد، في ظل خلافات بين القوى السياسية.

بجانب حكومة التكنوقراط، يطالب المحتجون بانتخابات نيابية مبكرة، واستعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين، ورحيل ومحاسبة بقية مكونات الطبقة الحاكمة، التي يتهمونها بالفساد والافتقار للكفاءة.

علامات:
تحميل المزيد