الآلاف يرفضون فوز تبون في الجزائر.. تظاهروا رغم احتشاد الشرطة، ويتهمونه بأنه مدعوم من الجيش

احتشد الآلاف وسط العاصمة الجزائرية، الجمعة 13 ديسمبر/كانون الأول 2019، رافضين وصول رئيس الوزراء السابق، عبدالمجيد تبون، إلى سدة الرئاسة بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، وذلك رغم وجود الشرطة بكثافة.

عربي بوست
تم النشر: 2019/12/13 الساعة 18:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/12/13 الساعة 21:29 بتوقيت غرينتش
عبد المجيد تبون/مواقع التواصل

احتشد الآلاف وسط العاصمة الجزائرية، الجمعة 13 ديسمبر/كانون الأول 2019، رافضين وصول رئيس الوزراء السابق، عبدالمجيد تبون، إلى سدة الرئاسة بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، وذلك رغم وجود الشرطة بكثافة.

مظاهرات ضد وصول تبون إلى السلطة في الجزائر

كانت الجزائر أعلنت، الجمعة، فوز رئيس الوزراء السابق، عبدالمجيد تبون، في انتخابات الرئاسة، التي تأمل السلطات أن تُنهي الاضطرابات المستمرة منذ شهور. لكن المحتجين الذين أطاحوا بالرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة، خرجوا للتظاهر مرة أخرى، متعهدين بعدم التوقف.

في حين بنى تبون (74 عاماً)، حملته الانتخابية على أساس أنه تكنوقراط لا جدال على نزاهته، حيث أطيح به من رئاسة الوزراء بعد توليها ثلاثة أشهر فقط؛ إثر خلافات مع رجال الأعمال النافذين عام 2017 في حكم بوتفليقة.

لكن المحتجين في العاصمة الجزائرية يرون أنه مَدين بالفضل للنخبة الغامضة المدعومة من الجيش والتي تحكم البلاد منذ عقود، وأعلنوا بسرعةٍ رفضهم فوزه الانتخابي.

ردد المحتجون شعارات يقولون فيها إن الجزائر بلادهم، وإنهم يفعلون ما يشاءون، ورفعوا لافتات مكتوباً عليها "لن نتوقف".

في حين أُعلِن فوز تبون بأكثر من نصف عدد الأصوات، وهو ما يعني عدم الحاجة لإجراء جولة ثانية. وشغل تبون منصب وزير الإسكان في أثناء حكم بوتفليقة، ثم تولى رئاسة الحكومة فترة وجيزة، قبل أن يختلف مع حاشية الرئيس السابق.

قالت السلطات إن نسبة المشاركة في الانتخابات التي أجريت الخميس، بلغت 40 بالمئة. وذكرت وسائل إعلام رسمية أنها نسبة مرتفعة بما يكفي لتبرير قرار إجراء انتخابات، على الرغم من المقاطعة.

رغم قناعة السلطات بأن الانتخابات الرئاسية هي الحل للقفز على مرحلة بوتفليقة 

حيث ترى السلطات، ومن ضمن ذلك الجيش القوي، أن انتخاب خليفة لبوتفليقة هو السبيل الوحيد للمضي قدماً. لكن المحتجين ينظرون إلى الانتخابات على أنها مسرحية تهدف إلى بقاء النخبة الحاكمة القديمة.

قال رياض مقريزي (24 عاماً)، الذي يشارك في الاحتجاجات الأسبوعية منذ عشرة أشهر: "أسقطنا بوتفليقة، وسنسقط كل رجال النظام. لن نستسلم".

في حين قال سالم رحمون (27 عاماً): "لا يمكن أن أقبل هذه الانتخابات، لأنني لا أعترف بالنظام الفاسد". وكان يرفع عَلماً جزائرياً ولافتة عليها عبارة "تنديد بالانتخابات".

أما  أنصار تبون فقد تجمعوا خارج مركز المؤتمرات الذي أعلن فيه فوزه بالرئاسة، ورددوا هتافات التهاني.

قال شاب يدعى عبدالعزيز: "يتعين أن يشعر كل الجزائريين بالتفاؤل.. على المحتجين البقاء في المنازل".

المحتجون يرفضون نتائج الانتخابات جملةً وتفصيلاً

أما المحتجون فقد نظَّموا مسيرات في مدن وبلدات بأنحاء الجزائر، في أثناء إجراء الانتخابات، الخميس، واشتبكوا مع الشرطة في بعض الأماكن عندما حاولت تفريقهم باستخدام الهراوات.

حيث قالت مفوضية الانتخابات إن نحو تسعة ملايين جزائري أدلوا بأصواتهم، إلا أن بعض المحتجين أعربوا عن اعتقادهم أن هذا الرقم غير صحيح، كما لم يوجد مراقبون أجانب لمراقبة التصويت.

بغضّ النظر عن الاحتجاجات وما ستؤول إليه، يواجه تبون أوقاتاً عصيبة في انتظاره. فإيرادات الدولة كافة في البلاد تقريباً تأتي من صادرات النفط والغاز، التي انخفضت أسعارها وكمياتها في الأعوام القليلة الماضية. وأقرت الحكومة بالفعل ميزانية عام 2020 بخفض في الإنفاق بنسبة تسعة في المئة.

كان تبون، كغيره من المرشحين، حاول تسخير حركة الاحتجاج واستغلالها كمصدر للتأييد من أجل الإصلاح، في الوقت الذي يرفض فيه جوهر رسالتها وهو تنحية النخبة الحاكمة برمَّتها وإبعاد الجيش عن السياسة.

في حين استغل الملابسات التي أحاطت بالفترة الوجيزة التي قضاها برئاسة الوزراء عام 2017، لتلميع صورته وتعزيز أوراق اعتماده بوصفه شخصية نزيهة وقفت في مواجهة حاشية بوتفليقة، التي أصبح كثير من أفرادها في السجون تلاحقهم تهم الفساد.

مع ذلك، اعتُقل ابنه أيضاً في عملية التطهير التي أعقبت سقوط بوتفليقة، وهو الآن بانتظار المحاكمة بتهمة الكسب غير المشروع. ويقول أنصار تبون إن محنة ابنه شاهد ودليل على استقلاله عن السلطات.

علامات:
تحميل المزيد