أمريكا تكشف مسؤولية روسيا عن إسقاط طائرة مسيرة لها بليبيا.. وتقول: ظنت أنها لحكومة الوفاق

قالت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا إن الجيش الأمريكي يعتقد أن الطائرة الأمريكية المسيرة غير المسلحة التي فُقدت قرب العاصمة الليبية طرابلس في شهر نوفمبر/تشرين الثاني أسقطتها في حقيقة الأمر الدفاعات الجوية الروسية وتطالب بعودة حطامها.

عربي بوست
تم النشر: 2019/12/07 الساعة 16:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/12/07 الساعة 16:46 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين/رويترز

قالت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا إن الجيش الأمريكي يعتقد أن الطائرة الأمريكية المسيرة غير المسلحة التي فُقدت قرب العاصمة الليبية طرابلس في شهر نوفمبر/تشرين الثاني أسقطتها في حقيقة الأمر الدفاعات الجوية الروسية وتطالب بعودة حطامها.

الدفاعات الجوية الروسية أسقطت طائرة أمريكية مسيرة قرب طرابلس

اعتقاد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا بذلك، يعود لدور موسكو القوي على نحو متزايد في ليبيا الغنية بموارد الطاقة حيث تشير أنباء إلى أن مرتزقة روساً يتدخلون لمساعدة خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا في الحرب الأهلية.

فيما يسعى حفتر لانتزاع السيطرة على طرابلس التي تسيطر عليها الآن حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دولياً.

أما الجنرال ستيفن تاونسند قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا قال إنه يعتقد أن من كان يدير الدفاعات الجوية في ذلك الوقت "لم يكن يعلم أنها طائرة أمريكية مسيرة عندما أطلق النار عليها".

أضاف تاونسند في بيان لرويترز دون أن يخوض في تفاصيل "لكنه يعلم الآن بالتأكيد ويرفض إعادتها. هو يقول إنه لا يعلم مكانها لكنني لا أصدق هذا".

وتسرد أمريكا أدلة على اعتقادها بدور روسيا عن ذلك

أما الكولونيل كريستوفر كارنز المتحدث باسم القيادة العسكرية في إفريقيا قال إن التقييم الأمريكي الذي لم يُكشف عنه من قبل يخلص إلى أن من كان يدير الدفاعات الجوية عندما وردت أنباء إسقاط الطائرة المسيرة يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني، كانوا إما متعاقدين عسكريين روساً أو قوات حفتر.

أضاف كارنز أن الولايات المتحدة تعتقد أن من كان يدير الدفاعات الجوية أطلق النار على الطائرة الأمريكية بعدما "ظن على سبيل الخطأ أنها طائرة مسيرة للمعارضة".

فيما قال مسؤول في حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً لرويترز إن مرتزقة روساً هم المسؤولون فيما يبدو.

لكن السلطات الروسية تنفي استخدام متعاقدين عسكريين في أي ساحة قتال خارجية وتقول إن أي مدنيين روس ربما يقاتلون في الخارج هم متطوعون. وينفي جيش حفتر تلقي أي دعم أجنبي.

قال متعاقد روسي حالي وآخر سابق لرويترز إن جيش حفتر حصل على دعم بري من بضع مئات من المتعاقدين العسكريين الخاصين التابعين لمجموعة روسية منذ سبتمبر/أيلول.

من ناحية أخرى أكد مسؤولون عسكريون على صلة بحكومة الوفاق الوطني ودبلوماسيون غربيون أيضاً وجود متعاقدين روس في ليبيا.

ويتلقى حفتر دعماً من مصر والإمارات بجانب دعم روسيا

حيث قال دبلوماسيون ومسؤولون بطرابلس إن حفتر، الذي يقول إنه يقاتل لتطهير طرابلس من الجماعات المسلحة ذات التوجهات الإسلامية، تلقى دعماً من دولة الإمارات ومصر وكذلك من مرتزقة روس في الآونة الأخيرة.

قال فردريك فهري وهو عضو كبير في مؤسسة كارنيجي الدولية للسلام إن مساهمات الروس فيما يتعلق بتعزيز القدرات في جميع المجالات ابتداء من القناصة إلى الأسلحة الموجهة بدقة يمكن لمسها في ساحة القتال مما يعزز معنويات قوات حفتر.

فهري الذي عاد من ليبيا في الآونة الأخيرة قال "إنها تعطي حفتر تفوقاً تكنولوجياً حقيقاً". وامتنع وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر عن التعليق بشكل مباشر على الطائرة المسيرة في مقابلة مع رويترز في الأسبوع الماضي ولكنه قال إنه يعتقد أن روسيا تحاول التأثير في مجريات الحرب الأهلية الليبية لخلق وضع موات لموسكو.

من جانبه أبدى تاونسند قلقه العميق بشأن دور روسيا المتزايد في ليبيا بما في ذلك كيفية تأثيرها على "السيادة الإقليمية ومهمة القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا لمكافحة الإرهاب".

قال تاونسند إن "هذا يسلط الضوء على التأثير الضار للمرتزقة الروس الذي يعملون للتأثير على نتيجة الحرب الأهلية في ليبيا والمسؤولين بشكل مباشر عن التصعيد الحاد الذي حدث في الآونة الأخيرة في القتال والضحايا والدمار حول طرابلس".

وكشفت أمريكا إن الطائرة المسيرة سقطت بالقرب من معقل قوات حفتر 

حيث قال محمد علي عبدالله مستشار الشؤون الأمريكية في حكومة الوفاق الوطني إن الطائرة المسيرة الأمريكية سقطت قرب معقل لمؤيدي قوات حفتر في ترهونة التي تقع على بعد 65 كيلومتراً جنوب شرقي طرابلس.

حيث أضاف أن أكثر من 1400 من المرتزقة الروس يعملون مع قوات حفتر.

محمد علي عبدالله مستشار الشؤون الأمريكية في حكومة الوفاق الوطني قال في تعليقات خطية أرسلت إلى رويترز "الروس فقط هم الذين لديهم هذه القدرة وقد حدث ذلك حيث يعملون.

مضيفاً: "فهمنا أن شركاء حفتر الروس طلبوا منه إعلان المسؤولية على الرغم من عدم امتلاكه للقدرات أو المعدات اللازمة لإسقاط طائرة مسيرة أمريكية".

فيما تقول إحصاءات الأمم المتحدة إن أكثر من 200 مدني لقوا حتفهم كما نزح أكثر من 128 ألف شخص خلال القتال منذ أبريل/نيسان.

تحميل المزيد