أدى نحو 15 ألف فلسطيني صلاة فجر الجمعة 6 ديسمبر/كانون الأول 2019، في المسجد الإبراهيمي، في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، ضمن حملة "الفجر العظيم" التي تهدف لحماية المسجد من خطر التهويد، وللتأكيد على هويته الإسلامية.
امتلأ المسجد بالمصلين، الذين رددوا التكبيرات والأهازيج الدينية قبل وبعد الصلاة. إذ يحاول الفلسطينيون بهذه الخطوة الحفاظ على المسجد من عمليات التهويد المستمرة، والاقتحامات، والتي كان أبرزها زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمحيط المسجد في سبتمبر/أيلول 2019.
حملة الصلاة بالمسجد الإبراهيمي "ناقوس خطر"
من جانبه، أكد أحد القائمين على الحملة، مهند الجعبري، أنهم بهذه الخطوة يدقون ناقوس الخطر، مضيفاً في حديثٍ مع "الأناضول": "بات لزاماً علينا حماية المسجد وعدم تركه وحيداً".
مشيداً بالاستجابة للحملة الساعية لاستقطاب عشرات آلاف المواطنين للصلاة في المسجد الإبراهيمي في كافة الأوقات، وخاصة صلاة الفجر، ولفت إلى العمل على تنظيم فعاليات متعددة لزيادة عدد المصلين في المسجد في كافة الأوقات.
بدوره، نبه مدير المسجد الإبراهيمي، حفظي أبو سنينة، للمخاطر التي تحدق بالمسجد، بقوله: "الجانب الإسرائيلي يسعى بشتى الطرق لتهويد المسجد، عبر الاقتحامات وأداء الصلوات التلمودية، وتغيير معالمه".
لافتاً إلى قيام الاحتلال الإسرائيلي بالتخطيط لبناء مصعد كهربائي في المسجد الإبراهيمي بهدف تسهيل دخول المستوطنين للمسجد، فيما رأى أن الفعاليات مثل "الفجر العظيم" تشدد على أحقية المسلمين له.
رابع أقدم مسجد على الأرض مقسم مع المستوطنين منذ ربع قرن
يُقسّم الحرم الإبراهيمي، الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح نبي الله إبراهيم عليه السلام، إلى قسمين منذ عام 1994، قسم خاص بالمسلمين، وآخر بالمستوطنين، إثر قيام مستوطن يهودي بقتل 29 مسلماً أثناء تأديتهم صلاة الفجر يوم 25 فبراير/شباط من العام ذاته.
ويعتبر المسجد الإبراهيمي المنسوب إلى النبي إبراهيم الخليل، حيث يضم ضريحه وأضرحة الأنبياء إسحاق ويعقوب ويوسف وعدد من زوجاتهم – رابع أقدم مسجد على الأرض، بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، كما يعد من أكناف بيت المقدس.
لكن تقسيمه تلا احتلال إسرائيل البلدة القديمة من الخليل التي يسكنها نحو 600 مستوطن يهودي و200 طالب يحرسهم ألف و500 جندي إسرائيلي.
المسجد عمره 4 آلاف عام، لكنه حُول إلى كنيسة وكاتدرائية مرتين
في الأساس، يعود بناء المسجد إلى نحو 4 آلاف عام، فيما قام الملك "هيرودس" عام 20 قبل الميلاد، بإقامة السور فوق بناء المسجد القديم، وهو الموجود حالياً، وحول المبنى إلى كنيسة مسيحية في الزمن الروماني والبيزنطي، وفي عام 15 للهجرة أعاد المسلمون البناء إلى مسجد.
وطوال العهدين الأموي والعباسي، ظل مسجداً إسلامياً، حتى حوّلته "الحروب الصليبية" إلى كاتدرائية لمدة تسعين عاماً، ثم حرره صلاح الدين الأيوبي عام 587 للهجرة.
وبالنسبة لليهود، تعتبر الخليل مدينة مُقدّسة، باعتبارها "مدينة الآباء والأجداد" كما يقول معتقدهم، ويقدسون ما يسمونها المغارة (المسجد) ويعتبرونها "أقدم موقع يهودي في العالم".