عشائر عراقية تنعى قتلاها في تأبين شعبي وتجدد عزمها على الاستمرار في الاحتجاجات

في ساحة لا تبعد كثيراً عن جسر قتلت قوات الأمن العراقية عليه محتجين بالرصاص في مدينة الناصرية بجنوب البلاد، وضع متظاهرون ومتظاهرات شبّان، الجمعة 6 ديسمبر/كانون الأول 2019، نعوشاً رمزية للقتلى بعد أن لفُّوا كل نعش بعَلم العراق، ووضعوا عليه صورة قتيل.

عربي بوست
تم النشر: 2019/12/06 الساعة 18:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/12/06 الساعة 20:05 بتوقيت غرينتش
عراقيون يشيعون جثمان أحد المحتجين الذين سقطوا برصاص الأمن/ رويترز

في ساحة لا تبعد كثيراً عن جسر قتلت قوات الأمن العراقية عليه محتجين بالرصاص في مدينة الناصرية بجنوب البلاد، وضع متظاهرون ومتظاهرات شبّان، الجمعة 6 ديسمبر/كانون الأول 2019، نعوشاً رمزية للقتلى بعد أن لفُّوا كل نعش بعَلم العراق، ووضعوا عليه صورة قتيل.

عشائر شيعية عراقية تؤبّن أبناءها قتلى الاحتجاجات 

بين أكثر من 40 نعشاً وضعها المتظاهرون في ثلاثة صفوف، سار المتظاهر مرتضى جودة (25 عاماً)، الذي شاهد عمليات القتل قبل فجر الخميس الماضي.

جودة قال وهو يشير إلى صور من يعرفهم من المحتجين القتلى: "هذا الرجل محمد لقي حتفه برصاصة في العنق. كرار أصابه الرصاص في جانب من الرأس. هذا الرجل الثالث مات برصاصة في القلب".

رعد حربي (21 عاماً)، الذي اعتصم يوم الأربعاء، بعد أيام من انسحاب قوات الأمن من على الجسر الذي بدت عليه آثار حريق، قال إن الاشتباكات استمرت ساعتين تقريباً.

استطرد بالقول عن التظاهرات: "قتلوا آخر أصدقائي الذين كنت أحتجُّ معهم منذ أكتوبر/تشرين الأول. أنا الوحيد الذي بقي منهم".

ثم نظَّموا مظاهرات ضد الحكومة العراقية 

ثم حمل النشطاء النعوش وانضموا إلى مسيرةٍ طولها ميل، خرجت لتأبين عشرات من أبناء الناصرية الذين لقوا حتفهم في المظاهرات المناوئة للحكومة والمستمرة منذ شهرين.

كانت الاشتباكات فوق جسر الزيتون على نهر الفرات أدمى حدث منذ اندلاع الاضطرابات ببغداد في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، والتي اجتاحت جنوب العراق الذي تسكنه أغلبية شيعية. وصدمت الاحتجاجات العراق، الذي كان قد شهد عامين من الهدوء النسبي بعد هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية".

الشرطة ومسعفون في الناصرية قالوا إن قوات الأمن قتلت 46 شخصاً بعد أن فتحت النار على المتظاهرين الذين كانوا يغلقون جسر الزيتون وطرقاً أخرى رئيسية مؤدية إليه. وقال المسعفون إن عشرات الإصابات القاتلة لحِقت بالمحتجين السلميين برصاص البنادق والأسلحة الآلية.

حيث قُتل أكثر من 400 محتجٍّ، كما قُتل أكثر من 12 من أفراد قوات الأمن منذ اندلاع الاضطرابات. ومن بين هذا العدد من الضحايا ما يقرب من مئة في الناصرية.

في المقابل تنفي الحكومة العراقية إطلاق النار على المتظاهرين

في حين تنفي الحكومة العراقية أن تكون قواتها أطلقت الذخيرة الحية مباشرة على المحتجين، وتقول إنها تحميهم، كما تقول إن مخربين غير معروفين يقفون وراء العنف.

إلى ذلك استخدم بعض المتظاهرين القنابل الحارقة والمقاليع في التصدي الشرطة، والمباني العامة، وأحرقوا القنصلية الإيرانية في النجف بجنوب العراق، الأسبوع الماضي.

عمليات القتل في الناصرية، وهي رابعة كبرى مدن العراق وواحدة من أفقرها، قد أثارت السخط على السلطات والأحزاب السياسية التي تدعمها إيران والجماعات المسلحة التي تهيمن على مؤسسات الدولة.

فالناصرية موطن عشائر شيعية قوية في الجنوب، وشهدت نشأة حزب البعث الذي حكم العراق في عهد صدام حسين، كما تضم مقار الأحزاب الشيعية الرئيسية المدعومة إيرانياً، والتي أحرقها ونهبها المحتجون في أكتوبر/تشرين الأول.

رغم قتل المتظاهرين فإنهم عازمون على استمرار الاحتجاج ضد الحكومة 

يقول النشطاء الذين يسيطرون الآن على الطرق الرئيسية والجسور مثل جسر الزيتون، إن إراقة الدماء قوَّت عزيمتهم.

في حين يتعهد المحتجون بالبقاء في الشوارع إلى أن تتحقق مطالب الانتفاضة الشعبية بالعراق، وهي: إصلاح النظام السياسي، ورحيل النخبة الحاكمة الفاسدة، التي يقولون إنها تركت العراقيين نهباً للعوَز والبطالة.

هذا وقطع المحتجون خطوة نحو تحقيق أهدافهم عندما أعلن رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، وهو من أبناء الناصرية، استقالة حكومته الأسبوع الماضي.

وقال طالب فارس، وهو زعيم عشائري، خلال تأبين اثنين من أبناء عشيرته في ميدان بالمدينة، إن استقالة رئيس الوزراء لا تكفي، وإن الجميع لا بد أن يرحلوا.

في حين تلا "فارس" أسماء سياسيين، بينهم قادة جماعات مسلحة تدعمها إيران، فرضوا سطوتهم على الحكومة والبرلمان منذ الإطاحة بصدام حسين بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003.

قال طالب إن العراقيين لا يريدون تدخلاً أجنبياً، ولا يريدون الدور الذي تؤديه إيران في بلادهم. وأضاف أن إراقة الدماء التي تحدث في العراق، مماثلة لما كان يحدث في عهد صدام، لكنها الآن بأيدي الأحزاب الشيعية.

بينما كان فارس يتحدث عن تدفق آلاف إلى الميدان، لتأبين القتلى وهم يبكون وينشدون. وكابد قادة عشائر مُسنُّون للمشاركة على قدم المساواة مع الشبان.

علامات:
تحميل المزيد