كشف تقرير جديد صادر عن مؤسسة بحثية أسترالية أن الصين تجاوزت الولايات المتحدة بوصفها الدولة صاحبة أكثر المقار الدبلوماسية حول العالم، وهو ما يقدم دلائل قوية على أن بكين تزيد من طموحاتها الدولية، وذلك بحسب ما نشرته شبكة CNN الأمريكية.
ويعد مؤشر الدبلوماسية العالمي (Global Diplomacy Index) -الذي نشرته الأربعاء 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، مؤسسة Lowy Institute البحثية التي تتخذ من سيدني مقراً لها- تحليلاً حول عدد السفارات والقنصليات التي تُبقي عليها البلاد حول العالم.
بحسب التقرير، تمتلك الصين الآن 276 مقراً دبلوماسياً حول العالم، أي أكثر بثلاثة مقار من الولايات المتحدة. وعلى الرغم من تساوي عدد السفارات التي تمتلكها كل دولة منهما، تمتلك بكين قنصليات حول العالم أكثر من واشنطن.
قالت بوني بلي، الباحثة الرئيسية في تحليل Lowy Institute: "بصفة عامة، تيسّر القنصليات التعاون الاقتصادي بين البلاد، في حين بتعزز السفارات العلاقات السياسية".
وأضافت: "تشير (النتائج) إلى أن شبكة القنصليات الخارجية للصين تستطيع -على المستوى العملي- أن تدعم تمهيد الطموحات الاقتصادية لبكين".
إذ يعمل الرئيس الصيني، تشي جين بينغ، على تعزيز مكانته الدولية منذ وصوله إلى السلطة في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، ويسعى لأن تحتل بكين مكاناً لها في بؤرة الشؤون العالمية.
وقد كانت مبادرة الحزام والطريق واحدة من السياسات المميزة للرئيس شي، والتي تقدم تمويلات بنية تحتية ضخمة للبلدان الشريكة للصين لإنشاء مشروعات رأسمالية جديدة وممرات تجارية من أجل الصين.
ومع توسع الانتشار الدولي الصين، تراجعت الولايات المتحدة.
فمنذ وصوله إلى سدة الحكم في عام 2017، يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إجراء تخفيضات كبيرة في مخصصات موازنة وزارة الخارجية. ولا يزال عدد من المناصب الدبلوماسية في الوزارة شاغراً، وهو ما يثير تحذيرات بأن إدارة ترامب تخاطر بتقويض سلامة ومعنويات الدبلوماسيين.
قالت بوني: "يعد تأسيس بنية تحتية قوية خطوة عملية أولى لتعزيز النفوذ الدبلوماسي لأي بلد. وفي حالة الصين، يمكننا أن نقول بكل يقين، إنها استثمرت في تأسيس بنيتها التحتية الدبلوماسية، وهو ما يشكل معياراً ينم عن طموحاتها الدولية".
وبحسب التقرير، تأتي فرنسا بعد الصين والولايات المتحدة بوصفها ثالث أكبر قوة دبلوماسية انتشاراً، إذ تمتلك 267 سفارة وقنصلية حول العالم. في حين تحتل اليابان المركز الرابع، وتليها روسيا في المركز الخامس.
قالت بوني إنه على الرغم من مساعي الصين للانتشار حول العالم، لا يزال البلد نفسه متأخراً كثيراً فيما يتعلق بعدد السفارات الموجودة على أراضٍ صينية.
فبينما بلغ عدد السفارات والقنصليات التي تستضيفها الولايات المتحدة على أرضها 342 سفارة وقنصلية من 61 بلداً في عام 2019، ليس هناك سوى 256 بعثة دبلوماسية في الصين.
وأوضحت بوني: "ليس الكم إلا عاملاً واحداً، لكن جودة المشاركة الدبلوماسية للصين هي ما سيحدد التعزيز الحقيقي لسمعتها الدولية".