كشف الصحفي المصري حسام بهجت عن تفاصيل احتجاز طاقم موقع "مدى مصر"، الأحد 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، من قِبل عشرة رجال مسلحين يرتدون ملابس مدنية، ورفضوا الكشف عن هوياتهم أو الجهة التابعين لها أو تقديم إذن النيابة.
وقال بهجت في تدوينة نشرها على صفحته بموقع فيسبوك، الإثنين 25 نوفمبر/تشرين الثاني، إن ما حدث يشبه عملية "اختطاف طائرة"، مضيفاً أن 18 صحفياً كانوا في مقر شركتهم المرخصة التي تدير موقعاً صحفياً قانونياً، عندما دخل عليهم عشرة رجال مسلحين يرتدون ملابس مدنية، واحتجزوهم ساعات عدة، ورفضوا الكشف عن هوياتهم أو الجهة التابعين لها أو تقديم إذن النيابة.
صحفيون رهائن في أيدي قوات "مجهولة"
وأضاف بهجت أن عناصر الأمن صادروا هواتف الموجودين وأجهزة الحاسوب المحمولة وهوياتهم الشخصية، حيث أرسلوا بياناتهم إلى إحدى الجهات للكشف عنهم.
وتابع بهجت: "في هذه الأثناء بدأنا نتفاوض على حقوقنا كرهائن، خصوصاً إني مكنش فيه سوء معاملة، بل تأكيد من الأول أن كلكم ولاد ناس، التعامل كان مهذباً، لكن طبعاً غير ودود بالمرَّة".
وأوضح الصحفي المصري قائلا: "في البداية منعونا من الضحك! وبعدها منعونا نكلم بعض خالص. شوية وانتزعنا حقنا إننا نكلم بعض بصوت واطي، وبعدها تفاوضنا على السماح بدخولنا الحمام واحداً واحداً مع حراسة على باب الحمام غير الحراسة على باب الغرفة وغير الحراسة على باب الشقة من جوّا. بعدين تفاوضنا حتى يُدخلوا لنا زجاجات ماء من المطبخ، لكن فشلنا في التفاوض على فتح شباك عشان نتنفس، مع أننا في الدور الأخير".
وأشار بهجت إلى أنه من حسن الحظ أن زميلة استطاعت أن ترسل رسالة من كلمة واحدة إلى زوجها قبل أن يصادر هاتفها؛ ومن ثم وصل خبر احتجازهم إلى خارج الموقع.
أجانب بين الصحفيين
وأضاف حسام بهجت أن من حسن الحظ أيضاً وجود مراسلين فرنسيين معتمدين في مصر من قناة "فرنسا 24″، قدِما لإجراء مقابلة تتعلق باعتقال الصحفي في الموقع شادي زلط قبل يومين، وقد تمكنا من إبلاغ سفارة بلدهما في القاهرة، ومن ثم حضر نائب السفير الفرنسي والملحق الصحفي للسفارة ومحامي الموقع، لكن قوات الأمن رفضت دخولهما.
أوضح بهجت أن عناصر الأمن حققت مع الصحفيين كل على حدة، قبل أن يتم تسليم الصحفيَّين الفرنسيَّين إلى مسؤولي سفارتهما؛ ومن ثم اصطحاب صحفيَّين بريطانيَّين إلى منزليهما، للاطلاع على جوازي سفرهما.
في المقابل، تم اصطحاب رئيسة تحرير الموقع لينا عطا الله والصحفيَّين محمد حمامة ورنا ممدوح في سيارة أجرة، بعد إبلاغ زملائهم باعتقال الثلاثة.
وختم بهجت حديثه بأنه تم الإفراج عن الصحفيين الثلاثة إضافة إلى الصحفي المعتقل قبل يومين شادي زلط، بطريقة مفاجئة، بعد إبلاغهم أن "حد محترم تدخَّل وخلّص الموضوع".
وقال موقع "مدى مصر"، إن قوات الأمن المصرية اقتحمت مقر الموقع، ظهر الأحد 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، وسحبت هواتف الصحفيين الموجودين، وأغلقت الأبواب، ومنعت دخول المحامين والصحفيين، وكان ممن تم احتجازهم في المقر رئيسة التحرير لينا عطا الله، والصحفية رنا ممدوح، والصحفي محمد حمامة.
اقتحام وتحقيق واعتقال
وقال "مدى مصر"، في وقت سابق من الأحد 24 نوفمبر/تشرين الثاني، إن قواتٍ -يُرجح أنها من الأمن الوطني- ألقت القبض على الزملاء لينا عطا الله رئيسة تحرير "مدى مصر"، ومحمد حمامة، ورنا ممدوح، الصحفيين بالموقع.
وأشار في بيان له بصفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "كما اصطحبت قوات الأمن كلاً من إيان لوي أمريكي الجنسية، وإيما سكولدنج بريطانية الجنسية، إلى منزليهما، وسمع الموجودون الضابط يخبرهما بأنه يرغب في التأكد من هويتيهما بالاطلاع على جوازي السفر".
وكانت قوة من تسعة أفراد اقتحمت مقر "مدى مصر" في الساعة الواحدة والنصف من ظهر الأحد، وسرعان ما صادروا هواتف وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بأعضاء الفريق الموجودين، واحتجزوهم في غرفة من غرف المقر، واستجوبوا رئيسة التحرير والصحفي محمد حمامة، كلاً منهما بمفرده.
ورفض الضباط الكشف عن هوياتهم، أو عن الجهاز الأمني الذي يتبعونه، أو عن أسمائهم، ولم يكشفوا إلا عن الوجهة التي سوف يصطحبون إليها الزملاء، وهي النيابة. وذلك بعد ثلاث ساعات من الاحتجاز داخل مقر الموقع، قبل أن تغادر القوة مصطحبةً الزملاء الثلاثة.