أكّد راشد الغنوشي، رئيس حركة "النهضة" التونسية، اليوم الإثنين 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أن حزب "قلب تونس" غير مشمول بالمشاركة في الحكومة الجديدة.
وجاء ذلك في تصريحات إعلامية أدلى بها الغنوشي، الذي اُنتخب مؤخراً رئيساً للبرلمان التونسي، إثر تصدُّر حزبه نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة بحصوله على 52 مقعداً من إجمالي مقاعد المؤسسة التشريعية البالغ عددها 217.
وقال الغنوشي: "نقدّر أن حزب قلب تونس (ثاني أكبر أحزاب البرلمان بـ38 مقعداً) ليس مشمولاً بالمشاركة في هذه الحكومة، وهذا وفاء بالوعد الذي قطعناه على أنفسنا".
وخلال حملة الانتخابات البرلمانية المقامة في 6 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تعهّدت حركة "النهضة" (الإسلامية) لناخبيها بأنها لن تتحالف مع حزب "قلب تونس" (ليبرالي) برئاسة رجل الأعمال نبيل القروي، بسبب شبهات "الفساد" التي تلاحق الأخير.
وكان حزب "قلب تونس" قد دعم الغنوشي في الانتخابات البرلمانية، وفي مفاجأة صوّت الحزب للغنوشي، وقال رضا شرف الدين النائب عن "قلب تونس": "هناك قرار بالتصويت للنهضة بعد اتفاق"، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
وأضاف قائلاً إن "المهم الآن هو التركيز على اختيار شخصية لقيادة الحكومة وخدمة مصالح المواطنين".
مشاورات لتشكيل الحكومة
من جانب آخر، علّق الغنوشي على اختيار حزبه الحبيب الجملي لتشكيل الحكومة الجديدة، وقال: "نقدّر أن الجملي هو إطار من إطارات (كوادر) الدولة التونسية، (وهو) معروف واشتغل في السابق كاتباً للدولة (مساعد وزير)".
وأضاف أن الجملي "عمل في عدة مؤسسات عامة وخاصة، وهو رجل أعمال، ونحن اخترناه لأدائه الاقتصادي، ونقدر أنه قادر على النهوض بالاقتصاد سواء الفلاحة (الزراعة) أو الاقتصاد العام".
ولفت الغنوشي إلى أن "مشاوراته (الجملي) بدأت مع الأحزاب لتشكيل حكومة ائتلافية، حكومة كفاءات لا يمثل الناس فيها بأحزابهم بقدر ما يمثلون فيها بكفاءتهم ونزاهتهم".
وتابع: "لم نتفاوض معه (الجملي) حتى الآن، ولو كان لنا الأمر، فإننا نفضل أن تكون وزارات السيادة (الداخلية والعدل والدفاع والخارجية) مُحيّدة".
وأردف: "لسنا حريصين على وجود مكثف للنهضة في الحكومة، نحن حريصون على أن تكون حكومة ممثلة لأوسع طيف سياسي، شريطة أن تكون بالكفاءة والنزاهة وليس بمجرد الانتماء لحزب معيّن".
وبدأ الجملي اليوم الإثنين مشاورات تشكيل الحكومة التي قال إنه سيكون منفتحاً فيها على كل الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية دون استثناء، ومن المتوقع أن تتواصل المشاورات حوالي الشهر .
ويوم الجمعة الفائت، كلّف الرئيس التونسي قيس سعيّد الجملي بتشكيل الحكومة؛ إثر اقتراحه من قِبل حركة "النهضة".