قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات نُشرت الجمعة 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، إن بلاده لن تخرج من سوريا قبل انسحاب الدول الأخرى منها، مضيفاً أنها ستواصل هجومها عبر الحدود على المقاتلين الأكراد إلى أن يرحلوا جميعاً من تلك المنطقة.
أردوغان يقول إن تركيا لن تخرج من سوريا إلا بعد خروج بقية الدول
وقد شنَّت تركيا هجومها الثالث على شمال شرقي سوريا في شهر أكتوبر/تشرين الأول، لإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية عن حدودها، وإقامة منطقة آمنة، تأمل أن تعيد توطين مليونَي لاجئ سوري فيها.
وقال أردوغان للصحفيين : "لن نتوقف (عن هجومنا) إلى أن يغادر آخر إرهابي المنطقة"، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب، المكون الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية، التي تدعمها الولايات المتحدة والتي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.
وأضاف في تصريحاته، بحسب محطة "إن تي في" التلفزيونية: "لن نرحل من هنا إلى أن تخرج الدول الأخرى".
وأشار أردوغان إلى أن الإرهابيين لم يخرجوا من المنطقة بعد مهلة الـ120 ساعة، التي تم الاتفاق عليها خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، ووزير الخارجية مايك بومبيو لتركيا.
وأضاف أنه بالشكل نفسه، تلقَّت تركيا وعوداً بخروج الإرهابيين من المنطقة خلال 150 ساعة، بموجب اتفاق سوتشي الذي تم التوصل إليه مع روسيا.
وتابع: "لم يتم تنفيذ ذلك، حيث إننا لا نزال نواجه عديداً من المشاكل هنا، وهناك بعض التطورات التي لا تتناسب مع شراكتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، تزعجنا بشكل كبير، ولذلك أعتقد أن هذه الزيارة (المرتقب أن يجريها إلى الولايات المتحدة) مهمة للغاية، من أجل تجاوز ذلك".
وأشار أردوغان إلى أنه يستعد جيداً لزيارة أمريكا
ومشيراً إلى تصريح نظيره الأمريكي دونالد ترامب بأنهم يستعدون بشكل جيد للزيارة المزمعة في الـ13 من الشهر الجاري، قال إن هذا التصريح "يحمل مغزىً"، لافتاً إلى أنهم أيضاً سيستعدون جيداً، وسيتوجهون إلى الولايات المتحدة.
وأعرب عن تمنِّيه أن تكون زيارة ناجحة، مؤكداً أنهم اتخذوا قرار إجراء الزيارة بعد الاتصال الهاتفي مع ترامب.
وأوضح أنهم سيبحثون، خلال الزيارة، قضايا المنطقة الآمنة في سوريا، وعودة اللاجئين إلى أراضيهم، ومسائل شراء تركيا منظومة الدفاع الصاروخي الروسية "إس-400″، ومشروع مقاتلات "إف-35″، فضلاً عن التبادل التجاري، وتنظيم "غولن" الإرهابي.
وفيما يتعلق بمدينتَي تل أبيض ورأس العين شمال سوريا، أكد أردوغان سيطرتهم على المنطقتين، مشيراً إلى وجود إرهابيين في منطقة تل تامر جنوب رأس العين، يقومون دائماً بتحرشات على حدود تركيا.
ولفت إلى أن الإرهابيين في تل تامر نفذوا هجوماً على الجيش الوطني السوري، الذي ردَّ بدوره على الهجوم وقتل أكثر من 10 إرهابيين.
وشدد على أن "الكفاح متواصل بهذا الشكل، وسننقل كل هذه الأمور للجانب الأمريكي خلال الزيارة، ولكن الجنود الأمريكيين يقومون بدوريات مع التنظيم الإرهابي في المنطقة من شرق رأس العين وحتى مدينة القامشلي، ونحن قمنا بدوريتين مع روسيا، وهي متواصلة".
وفي ردّه على سؤال: "بهذا الوضع، هل يمكننا القول إن عملية نبع السلام ستتواصل؟"، قال أردوغان: "بالتأكيد، سنواصل العملية حتى طرد آخر إرهابي من المنطقة، كما أننا لن ننسحب من هنا، لعدم انسحاب الدول الأخرى، فنحن مع وحدة سوريا، ولا نريد أبداً تقسيمها، وإذا كانت بقية الدول مؤيدة لهذا، فعليها إثبات ذلك".
وشدد على أن تركيا ستواصل موقفها بموجب الصلاحية التي تمنحها إياها اتفاقية أضنة.
وبخصوص العلاقات مع المجر، أكد عزمهم على رفع حجم التجارة البالغ نحو 2.5 مليار دولار في 2018، إلى 6 مليارات دولار.
ولفت إلى أنهم استعرضوا خلال الاجتماع مع 15 رجل أعمال تركياً ومثلهم من المجر، الاستثمارات الممكن القيام بها ثنائياً أو مع أطراف ثالثة.
وأعرب عن امتنانه لعدم إدانة المجر عملية "نبع السلام".
وقال إن تركيا تحقق مع معتقلين محسوبين على داعش
وأشار الرئيس أردوغان إلى أن تركيا رحَّلت 7 آلاف و550 أجنبياً، إلى جانب حبس 201 عنصر، في إطار مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأوضح أن القوات التركية حيَّدت أكثر من 3 آلاف و500 إرهابي من "داعش" ضمن عملية "درع الفرات" شمال سوريا، إلى جانب إلقاء القبض على عدد من المقربين لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، في منطقة إعزاز السورية.
ولفت إلى أن الجهات التركية المعنيَّة تواصل التحقيق مع المقبوض عليهم بتهمة الانتماء إلى "داعش"، مؤكداً أنه ما من دولة تكافح التنظيم كما تفعل تركيا.
وأعرب أردوغان عن إدانته لقاء المسؤولين الأمريكيين مع الإرهابي فرحات عبدي شاهين، الملقَّب باسم مظلوم كوباني، مشيراً إلى أن هذا الإرهابي قيادي بمنظمة "بي كا كا" الانفصالية، ومطلوب لدى الشرطة الدولية بالنشرة الحمراء.
وقال إنه سيُعيد رسالة ترامب المشهورة إليه مرة أخرى
وعن الرسالة التي تلقاها أردوغان من نظيره الأمريكي الشهر الماضي، شدد الرئيس التركي على أنه سيعيد الرسالة إلى ترامب في لقائه المرتقب معه الأربعاء.
وأشار إلى أن ترامب بعث بالرسالة إليه ظناً منه أنه بإمكان تركيا الجلوس على طاولة المفاوضات مع الإرهابي عبدي شاهين، مؤكداً أنه قال لترامب في اتصال هاتفي سابق: "أنا لا أحاور إرهابياً أو منظمة إرهابية".
وبيّن أن فرحات عبدي شاهين ضالع في عديد من الهجمات الإرهابية بتركيا، مضيفاً: "سأقدّم للسيد الرئيس (ترامب) هذه المعلومات مع الرسالة".
ولفت إلى أن تركيا قوَّضت محاولة إنشاء دويلة إرهابية على حدودها الجنوبية، مؤكداً أنه "لا يمكننا التضحية بحدودنا الجنوبية إكراماً لعيون شخص ما".
وعن عمليات "المخلب" التركية ضد إرهابيِّي "بي كا كا" الانفصالية شمال العراق، قال أردوغان إن بلاده تواصل بكل حزمٍ عمليات "المخلب" في المنطقة.
وأكد أن الاحتجاجات الراهنة بالعراق لن تؤثر في سير هذه العمليات.
وعن الجيش الوطني السوري، قال أردوغان إن المنتسبين إلى الجيش الوطني السوري يقاتلون جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة ضد التنظيمات الإرهابية، ويدافعون عن بلادهم.