قوات الأمن العراقية تفرق متظاهرين حاولوا الوصول إلى وزارة العدل

فرَّقت قوات الأمن العراقية، الإثنين 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، مجموعة من المتظاهرين توجهوا إلى مقر وزارة العدل بمنطقة الصالحية، في العاصمة بغداد، وفق متحدث عسكري.

عربي بوست
تم النشر: 2019/11/04 الساعة 17:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/11/04 الساعة 17:43 بتوقيت غرينتش
تصاعد التظاهرات في العراق/ رويترز

فرَّقت قوات الأمن العراقية، الإثنين 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، مجموعة من المتظاهرين توجهوا إلى مقر وزارة العدل بمنطقة الصالحية، في العاصمة بغداد، وفق متحدث عسكري.

تفريق متظاهرين أمام مقر وزارة العدل العراقية 

وقد نقلت قناة "العراقية" (رسمية) عن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، عبدالكريم خلف، قوله إن "قوات حفظ النظام تمكنت من تفريق احتجاج في منطقة الصالحية".

وأضاف خلف، أن "المجموعة (المتظاهرين) التي هاجمت الصالحية توجهت إلى مقر وزارة العدل، وتصدَّت لها قوات حفظ النظام وتمكنت من تفريقها".

وأشار إلى أن مجموعات أخرى عبرت جسر "الأحرار" وسط بغداد، وأشعلت النيران في عمارة مطعم "بعلبك" بالكامل، مشيراً إلى أن قوات حفظ النظام والدفاع المدني تؤمّن المنطقة بالكامل.

ويأتي أسلوب المحتجين، بمحاصرة المؤسسات الحكومية اليوم، بعد أن أخفقوا في فرض الإضراب العام بالعاصمة بغداد وبقية المدن طيلة الأيام الثلاثة الماضية.

وقد قُتل متظاهر في اشتباكات مع الأمن وسط بغداد 

وفي وقت سابق من اليوم، أفاد مصدر أمني عراقي بأن متظاهراً واحداً قُتل، وأصيب عدد آخر لم يحدده؛ إثر تدخُّل قوات الأمن لتفريق مظاهرة عند جسر "الأحرار" وسط العاصمة بغداد.

وقال المصدر لـ "الأناضول"، مُفضِّلاً عدم الكشف عن هويته، لكونه غير مخول له التصريح للإعلام، إن القوات الأمنية استخدمت الغاز المسيل والرصاص المطاطي، في تفريق المتظاهرين.

وأضاف أن "القوات الأمنية تدخلت لتفريق المظاهرة عندما حاول المحتجون إغلاق الجسر المذكور؛ في مسعى منهم لفرض العصيان المدني".

في حين أغلق متظاهرون طرقاً وجسوراً بالعاصمة العراقية

وقد أغلق محتجون طرقاً وجسوراً في العاصمة العراقية بغداد وعدد من محافظات وسط البلاد وجنوبها، الإثنين؛ محاولين فرض عصيان مدني دعا إليه ناشطون منذ السبت.

يأتي ذلك مع تواصل الاحتجاجات الشعبية لليوم الـ11 على التوالي.

وأفاد مراسل الأناضول في بغداد، اليوم، بأن محتجين أغلقوا جسر الدورة جنوب بغداد، وأن آخرين تظاهروا على الطريق الرئيس لمنطقة الزعفرانية جنوب شرقي العاصمة، مع استمرار الاحتجاجات في ساحة التحرير ومحيطها.

كما أغلق محتجون أجزاء من طريق "محمد القاسم" السريع وطريق "القناة" السريع، وجسر "حي البنوك" شرق بغداد؛ وهو ما تسبب في عدم قدرة الموظفين على الالتحاق بأعمالهم.

أيضاً، أغلق المحتجون جسر الطالبية ومنطقة العبيدي شرق بغداد، في حين أغلق محتجون آخرون الطرق المؤدية إلى حي العامل والشعلة شمال العاصمة.

يتزامن التصعيد في بغداد مع إغلاق طرق وجسور ومنشآت حيوية بمحافظات البصرة وميسان وذي قار والديوانية والمثنى (جنوب) وواسط وبابل وكربلاء (وسط)، وجميعها ذات أغلبية شيعية.

إذ أغلق محتجون في محافظة البصرة حقلَي نفط "القرنة 1" و "القرنة 2″، ومنعوا الموظفين من الوصول إلى وظائفهم، فيمحين قرر محتجون آخرون إعادة افتتاح الطريق المؤدي الى حقل "مجنون" النفطي. 

وقال جاسم العيداني، أحد منسقي تظاهرات البصرة، في اتصال مع الأناضول، إن "المحتجين أعادوا فتح الطريق المؤدي إلى حقلِ مجنون بعد إعلانهم عن مهلة 10 أيام أمام الحكومة والبرلمان والأحزاب السياسية لتنفيذ المطالب".

وأوضح أن "المطالب تتركز على تغيير نظام الحكم، وإبعاد الأحزاب الحالية عن إدارة البلاد للفترة المقبلة".

وبيَّن العيداني أن "محتجين آخرين أغلقوا، صباح اليوم، حقلَي نفط القرنة 1 والقرنة 2، ومنعوا موظفي الحقلين من الوصول إلى وظائفهم".

ويعاني العراقيون أزمات اقتصادية قوية

وينصبُّ الغضب من المصاعب الاقتصادية والفساد على نظام الحكم القائم على تقاسم السلطة على أسس طائفية والذي بدأ العمل به في العراق بعد 2003. كما يستهدف الغضب النخب السياسية المنتفعة من هذا النظام.

وقال متظاهر، طلب عدم نشر اسمه وكان من المعتصمين في ساحة التحرير ببغداد: "الشباب عانوا مصاعب اقتصادية وانفجارات وقمعاً. نريد استئصال شأفة هذه النخبة السياسية بالكامل. نريد التخلص من هذه العصابة، وربما بعدها نستطيع الراحة".

وناشد عب المهدي المتظاهرين، مساء أمس الأحد، تعليق حركتهم، التي قال إنها حققت أهدافها، لكنها تضر بالاقتصاد.

وأبدى استعداده للاستقالة إذا اتفق الساسة على بديل، ووعد بعدد من الإصلاحات، لكنَّ المتظاهرين يقولون إن هذا ليس كافياً، وإن على النخبة السياسية بالكامل أن ترحل.

وينظر كثيرون إلى النخبة السياسية على أنها تابعة إما للولايات المتحدة وإما لإيران، الحليفتين الرئيسيتين لبغداد واللتين تستخدمان العراق ساحة للصراع على الهيمنة في المنطقة.

وتوقفت، منذ يوم الأربعاء، العمليات في ميناء أُم قصر، الميناء الرئيسي للعراق على الخليج والذي تصل عبره معظم واردات البلاد من الحبوب والزيوت النباتية والسكر.

وقالت السلطات الأمنية إنها ستبدأ اعتقال الأشخاص الذين يغلقون الطرق ويمنعون غيرهم من العراقيين من الحصول على ما يحتاجونه بشدة من الدواء والغذاء.

وفي أماكن أخرى بجنوب العراق، احتشد 5000 على الأقل من المحتجين في مدينة الديوانية، حيث أغلقوا الطرق. وقالت الشرطة ومسؤولون محليون إن معظم المكاتب الحكومية والمدارس أغلقت أبوابها.

علامات:
تحميل المزيد