300 ألف نسمة حياتهم مُهددة، ارتفاع مستويات البحار سيمحو مدنهم

كشفت دراسة جديدة أن عدد الأشخاص المعرضين لمخاطر ارتفاع مستويات البحار، زاد الآن ثلاثة أضعاف، ما يُهدد حياة مئات ملايين البشر.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/10/30 الساعة 10:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/10/30 الساعة 10:28 بتوقيت غرينتش
ارتفاع منسوب مياه البحر سيُهدد حياة 300 مليون نسمة في العام 2050 - رويترز

كشفت دراسة جديدة أن عدد الأشخاص المعرضين لمخاطر ارتفاع مستويات البحار، زاد الآن ثلاثة أضعاف، ما يُهدد حياة مئات ملايين البشر. 

وتقول الدراسة المنشورة في مجلة Nature Communications إنه بحلول عام 2050 ستُغمر أراضٍ يسكنها اليوم نحو 300 مليون نسمةٍ مرةً في السنة على الأقل، ما لم تنخفض انبعاثات الكربون بقدرٍ كبيرٍ، وتُعزز مصدات الحماية الساحلية.

خطر من التغيير المناخي

وقالت صحيفة The Guardian البريطانية، أمس الثلاثاء 29 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إن هذا الرقم أكبر بكثيرٍ من التقدير السابق البالغ 80 مليون نسمةٍ.

وجاءت الزيادة في التقديرات اعتماداً على تقييم أدق لطبوغرافيا السواحل في أنحاء العالم، حيث اعتمدت التقديرات السابقة على بيانات الأقمار الصناعية التي بالغت في تقدير ارتفاع الأرض بسبب ارتفاعات المباني والأشجار. 

لكن الدراسة الجديدة اعتمدت على الذكاء الاصطناعي لتفادي تلك القراءات الخاطئة.

وتحدث الباحثون عن أن الهوة الهائلة بين التقدير الحالي، وتقدير دراسة وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) السابقة كانت بمثابة الصدمة.

وقال سكوت كولب، قائد فريق البحث القائم على الدراسة، والعالم بمؤسسة Climate Central الإخبارية غير الربحية: "تُظهر هذه التقديرات قدرة التغير المناخي على إعادة رسم (جغرافيا) المدن، والاقتصادات، والسواحل، وأقاليم العالم بأكمله خلال أعمارنا".

ضرر أكبر في آسيا

أما أكبر الاختلافات في التقديرات فكان في قارة آسيا، التي تأوي أغلب التعداد السكاني العالمي، حيث ارتفع عدد المعرضين لخطر الفيضان السنوي في بنغلاديش بحلول عام 2050 لأكثر من ثمانية أضعافٍ، وفي الهند لسبعة أضعافٍ، و12 ضعفاً في تايلاند، وثلاثة أضعافٍ في الصين.

ويُمكن بالفعل رصد التهديد في إندونيسيا، التي أعلنت حكومتها مؤخراً خططاً لنقل عاصمة البلاد من جاكرتا المطلة على البحر، التي يتزايد خطر تعرضها للفيضانات. 

وتُظهر الأرقام الجديدة أن نحو 23 مليون شخصٍ عرضةٌ للخطر في إندونيسيا، بفارقٍ كبيرٍ عن التقدير القديم البالغ 5 ملايين شخصٍ فقط.

وقال مُعدو الدراسة أيضاً إن التقديرات قد تظل غير دقيقةٍ، لأنها تعتمد على تقديراتٍ قياسيةٍ لارتفاع مستوى سطح البحر في سيناريو معروفٍ باسم RCP2.6، والذي يفترض انخفاض الانبعاثات بالتماشي مع الوعود التي قطعها قادة العالم في اتفاق باريس، غير أن البلدان في واقع الأمر ليست ملتزمةً بالخطة المفروضة لتحقيق تلك الوعود.

ويقول العلماء إنه في أسوأ السيناريوهات، مع زيادة عدم الاستقرار في الصفائح الجليدية للقارة القطبية الجنوبية، فإن نحو 640 مليون نسمةً قد يكونون عرضةً للخطر بحلول عام 2100.

وقال بنيامين ستراوس، كبير علماء مؤسسة Climate Central ورئيس مجلس إدارتها، إن الدراسة التي أجراها البنك الدولي مستخدماً البيانات القديمة، قدرت الخسائر بنحو تريليون دولارٍ سنوياً بحلول منتصف القرن، غير أن ذلك التقدير لم يُعدل بعد وفقاً للبيانات الجديدة. وأضاف: "سنحتاج للمزيد من الدراسات الطبوغرافية الأكثر دقةً".

علامات:
تحميل المزيد