قال مسؤول عسكري أمريكي الخميس 24 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إن الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز وضعها العسكري في سوريا بعتاد إضافي بهدف منع فلول تنظيم الدولة الإسلامية أو قوى أخرى من السيطرة على حقول النفط.
وأضاف المسؤول "من أكبر المكاسب التي حققتها الولايات المتحدة وشركاؤنا في الحرب على داعش السيطرة على حقول النفط في شرق سوريا، والتي كانت مصدراً مهماً للإيرادات للتنظيم".
وتابع: "يجب أن نحرم داعش من مصدر الدخل هذا لضمان عدم عودته للظهور".
وقال مسؤول أمريكي آخر، إن وزير الدفاع مارك إسبر والجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة "يواصلان إعداد خيارات للعرض على الرئيس".
واشنطن تعزز قواتها في سوريا
ومن جهة أخرى، كشفت مجلة Newsweek الأمريكية أن مسؤولاً رفيعاً لدى البنتاغون، صرح أن واشنطن تسعى إلى نشر نصف كتيبة قتالية تضم أكثر من 30 دبابة من طراز "أبرامز"، إلى جانب مئات الجنود في شرق سوريا، حيث توجد حقول نفط مربحة تحت سيطرة مسلحين أكراد.
وأضاف المسؤول أن إعادة نشر واشنطن لقواتها في سوريا، سيكون لها هدف إبقاء تنظيم داعش والنظام السوري وإيران بعيداً عن حقول النفط الشرقية.
واتضح أن الولايات المتحدة لم توقف فحسب خطط الانسحاب الكامل من سوريا، وإنما قد تضيف بعض القدرات الجديدة لتعزيز القوات الأمريكية التي ستبقى هناك.
وتعرض ترامب لانتقادات في الكونغرس بسبب خطط الانسحاب من سوريا.
ترامب يغيّر خطته
فيما أفادت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية بأنَّ قيادات الجيش الأمريكي عرضت الخيارات المتاحة لإبقاء 500 جندي في سوريا.
وتشمل هذه الخطط أيضاً تعديلاً على أهداف واشنطن لتركز على حماية حقول النفط في الدولة، وكذلك سحق أي صعود محتمل لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وستغير كذلك خطة ترامب الأصلية بسحب جميع الجنود الأمريكيين من سوريا.
وأعرب الرئيس ترامب، أمس الخميس، 24 أكتوبر/تشرين الأول، عن رغبته في حماية الحقول النفطية؛ إذ غرَّد قائلاً: "حقول النفط التي ناقشتها في خطابي حول تركيا والأكراد أمس كانت تحت سيطرة (داعش) حتى سيطرت عليها الولايات المتحدة بمساعدة الأكراد. لن نسمح أبداً لداعش الذي يشكل صفوفه من جديد بالاستيلاء على تلك الحقول!".
ويمكن أن تغير هذه الخيارات مصير 1000 جندي أمريكي تلقوا أوامر بالانسحاب من سوريا بداية الشهر الجاري.
ووفقاً لما نشرته صحيفة The Hill الأمريكية، فإن الرئيس ترامب قال إنه قد يوافق على إبقاء 200 جندي في شمال شرقي سوريا، بعد أن سعى في البداية لسحب جميع الجنود الأمريكيين من هناك، وذلك عقب محادثات أجراها مع السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام عن ولاية ساوث كارولينا حول حقول النفط.
خطة أمريكية لتلبية أهداف جوهرية في سوريا
وسوف يحتاج أي وجود عسكري أمريكي كبير على الأرض إلى قدرات مناسبة للدفاع عنه في مواجهة أي هجوم محتمل، لا سيما في المناطق الغنية بالنفط في سوريا والتي يمكن أن تصبح هدفاً ليس فقط لتنظيم الدولة الإسلامية وإنما أيضاً للقوات المدعومة من روسيا أو إيران هناك.
وقال السناتور الجمهوري لينزي غراهام، الذي انتقد بشدة خطط ترامب للانسحاب من سوريا، للصحفيين الخميس 24 أكتوبر/تشرين الأول 2019 "هناك خطة قيد الإعداد من هيئة الأركان المشتركة أعتقد أنها قد تنجح، قد تتيح لنا ما نريد لمنع داعش من العودة للظهور ومنع إيران من الاستيلاء على النفط، ومنع داعش من الاستيلاء على النفط".
وتابع قائلاً بعد أن تلقى إفادة من رئيس هيئة الأركان المشتركة في البيت الأبيض "أشعر إلى حد ما بأن خطة يجري إعدادها ستلبي أهدافنا الجوهرية في سوريا".
وقال المسؤول الأول "الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز وضعنا، بالتنسيق مع شركائنا من قوات سوريا الديمقراطية، في شمال شرق سوريا بعتاد عسكري إضافي بهدف منع وقوع حقول النفط تلك في أيدي داعش أو قوى أخرى مزعزعة للاستقرار".
انسحاب أمريكي غير متوقع من سوريا
وسحبت أمريكا في وقت سابق قواتها من منطقةٍ متاخمة للحدود التركية شمالي سوريا. وجاء قرار الانسحاب قُبيل بدء العملية التركية العسكرية داخل سوريا ضد مسلحين أكراد.
وأصرَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قراره غير المتوقع، بسحب القوات الأمريكية من شمالي سوريا، على الرغم من رد الفعل القوي الرافض منَ المنتقدين من كافة الأطراف، الذين يجادلون بأنَّه يترك الأكراد مكشوفين أمام هجومٍ من القوات التركية.
وجاء الإعلان والانتقادات الموجهة له في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس الأمريكي تحقيقاً في تعاملاته مع الرئيس الأوكراني، تمهيداً لمحاكمته برلمانياً.
العملية التركية بشمال سوريا
وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، وقالت أنقرة إنها تهدف لطرد قوات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ووحدات "حماية الشعب" الكردية.
كما تهدف العملية أيضاً -بحسب تركيا- إلى "القضاء على الممر الإرهابي، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، وإقامة منطقة آمنة لإعادة مليوني لاجئ سوري إليها".