احتجاجات لبنان متواصلة ليومها الثامن وسط ترقب لخطاب الرئيس عون، وواشنطن توجه رسالة للقادة

في أول تصريح أمريكي منذ بدء الاحتجاجات في لبنان، دعت واشنطن الأربعاء 23 أكتوبر/تشرين الأول 2019 القادة اللبنانيين إلى تلبية المطالب "المشروعة" لمواطنيهم

عربي بوست
تم النشر: 2019/10/24 الساعة 07:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/10/24 الساعة 07:54 بتوقيت غرينتش
احتجاجات لبنان/رويترز

في أول تصريح أمريكي منذ بدء الاحتجاجات في لبنان، دعت واشنطن الأربعاء 23 أكتوبر/تشرين الأول 2019 القادة اللبنانيين إلى تلبية المطالب "المشروعة" لمواطنيهم الذين يتظاهرون بكثافة منذ أكثر من أسبوع ضد الفساد.

وأبدت واشنطن استعدادها لمساعدة الحكومة اللبنانية على اتخاذ إجراءات للاستجابة لمطالب المتظاهرين اللبنانيين. 

فيما وجهت واشنطن رسالة للقادة اللبنانيين دعتهم فيها إلى الامتثال لكلمة الشارع ومطالبه، مؤكدة أنها مطالب "مشروعة"، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.

وصرح ديفيد شينكر المكلّف بملف الشرق الأوسط في الخارجية الأمريكية  بأن الولايات المتحدة "على استعداد لمساعدة الحكومة اللبنانية" على اتخاذ إجراءات، دون التعليق على خطة الإصلاحات التي عرضها رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري.

يجب فتح نقاش صريح بين القادة والمواطنين

وأضاف شينكر أن المظاهرات تبرز ضرورة فتح "نقاش صريح" بين القادة والمواطنين حول "المطالب التي عبّر عنها منذ أمد بعيد الشعب اللبناني الذي يرغب بإصلاحات اقتصادية ونهاية الفساد المزمن".

وتابع: "الشعب اللبناني له الحق في أن يقرر ما إذا كانت هذه الإصلاحات تلبي رغبته المشروعة في العيش في بلد مزدهر ومحرر من الفساد الذي يحد من قدراته منذ أمد بعيد جداً".

ويأتي هذا في الوقت الذي شهد فيه لبنان، تطورات متسارعة وسط مطالبة المحتجين الذي أعلنوا الإضراب العام في البلاد، برحيل كل رموز النظام الحالي، واستعادة الأموال المنهوبة، ومحاسبة الفاسدين.

وأدلى رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، الأربعاء 23 أكتوبر/تشرين الأول 2019، بأول تعليق له على الاحتجاجات المستمرة منذ مساء الخميس الماضي، فيما أعلن الجيش اللبناني، أنه يقف بجانب المتظاهرين في مطالبهم "المحقة".

في سياق متصل، دعا رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، إلى ضرورة فتح الطرقات التي يغلقها المحتجون، منذ نحو أسبوع، بوقت أعلن فيه المكتب الإعلامي للرئيس ميشال عون أن الأخير سيوجه رسالة تلفزيونية للشعب اللبناني الخميس 24 أكتوبر/تشرين الأول 2019.

واشتبك عدد من المحتجين مع مؤيدين للتيار الوطني الحر الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل في قضاء المتن بجبل لبنان، شرق العاصمة بيروت، دون أن تسفر المواجهات عن أية إصابات.

فيما دعت قيادة القوة المشتركة الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، بمدينة صيدا، الفلسطينيين إلى البقاء على الحياد التام من أحداث الشارع اللبناني.

 خطاب الرئيس 

وقال مصدر بالمكتب الإعلامي للرئيس اللبناني ميشيل عون، الأربعاء 23 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إن الرئيس سيوجّه الخميس رسالة تلفزيونيّة للشعب حول الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد.

وأضاف المصدر أن الرسالة ستكون في الساعة الثانية عشرة بتوقيت بيروت (9.00 تغ)، مشدداً على أنّ الرئيس عون "سيجيب على الأسئلة المطروحة كافّة ويتحدّث عن الأحداث الأخيرة التي يشهدها لبنان".

 دعوة الحريري

بدوره، دعا رئيس الحكومة الحريري، الأربعاء 23 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إلى ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار وفتح الطرقات التي يغلقها المحتجون، منذ نحو أسبوع.

كما طالب  في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي بتأمين انتقال المواطنين بين كافة المناطق التي تشهد احتجاجات.

وقال رئيس الحكومة إنه تابع التطورات الأمنية في البلاد، وأجرى سلسلة اتصالات مع القيادات الأمنية والعسكرية.

واجتمع رئيس الوزراء، الأربعاء 23 أكتوبر/تشرين الأول 2019، في بيت الوسط (منزله) في بيروت، مع رئيس المصرف المركزي اللبناني رياض سلامة، وبحث معه الأوضاع الاقتصادية والمالية العامة.

 استمرار إغلاق المصارف

وأعلنت جمعية المصارف في لبنان في بيان مقتضب الاستمرار بإقفال أبواب البنوك، الخميس 24 أكتوبر/تشرين الأول 2019، في انتظار استتباب الأوضاع العامة بالبلاد.

ومنذ الأسبوع الماضي قرر مجلس الوزراء اللبناني إغلاق المصارف، وذلك بعد اندلاع احتجاجات في البلاد رفضاً لضرائب فرضتها الحكومة في موازنة 2020، قبل أن ترتفع سقف مطالبها إلى إسقاط النظام الحاكم.

البرلمان يعلق 

وفي أول تعليق له على الاحتجاجات قال رئيس البرلمان، نبيه بري، الأربعاء 23 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إن "البلد لا يحتمل أن يبقى معلقاً"، معرباً عن خشيته من الفراغ.

وجاءت تصريحات بري على لسان النائب علي بزي، عضو كتلة حركة "أمل" النيابية التي يرأسها الأول، وذلك في حديثه للصحفيين عقب انتهاء لقاء الأربعاء النيابي.

ولقاء الأربعاء، اجتماع أسبوعي يعقد في منزل بري في منطقة "عين التينة" بالعاصمة بيروت، حيث يلتقي فيه عدداً من النواب، يتغيرون كل أسبوع.

وأضاف النائب بزي أن "بري وقع مشروع الموازنة (موازنة 2020) وحوّلها إلى لجنة المال والموازنة البرلمانية لمناقشتها، وأكد أن الظرف الراهن ملائم لقيام الدولة المدنية وإقرار قانون انتخابات نيابية يعتمد لبنان دائرة واحدة على أساس النسبية".

 والجيش يدعم المحتجين 

وفي تطور جديد، أعلن الجيش اللبناني وقوفه إلى جانب المتظاهرين في مطالبهم "المحقة"، مشدداً على التزامه بحماية حرية التعبير والتظاهر السلمي بعيداً عن إقفال الطرق والتضييق على المواطنين.

كما حذّر الجيش، في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، الأربعاء، من استغلال المتظاهرين "للقيام بأعمال شغب".

وتوجه للمتظاهرين قائلاً: "الجيش يقف إلى جانبكم في مطالبكم الحياتية المحقة، وهو ملتزم بحماية حرية التعبير والتظاهر السلمي بعيداً عن إقفال الطرق، والتضييق على المواطنين".

وأضاف: "نفتح الطرق لأجلكم ولأجل تسهيل وصول الحاجات الأساسية للمواطنين من مواد طبيّة ومواد غذائيّة ومحروقات وغيرها"، محذراً من استغلال المتظاهرين "للقيام بأعمال شغب".

وتابع: "جنودنا منتشرون على الأراضي اللبنانية كافة على مدار الساعة لمواكبة تحرّككم السلمي، وحمايتكم في هذه المرحلة الدقيقة وهم بين أهلهم".

وشهدت ساحات الاحتجاجات في لبنان مواجهات بين المتظاهرين وقوات من الجيش كانت تعمل على فتح الطرقات المغلقة.

"الفتوى" تحتضن مطالب الاحتجاجات

في سياق متصل، أعلن مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبداللطيف دريان، الأربعاء، تأييد دار الفتوى واحتضانها لمطالب الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أسبوع.

وفي أول تعليق له على الاحتجاجات، قال دريان، في بيان له، إن "دار الفتوى تؤيد وتحتضن المطالب الاجتماعية المحقة والشعارات الوطنية التي رفعها المواطنون في كل لبنان".

وأضاف: "دار الفتوى تواكب الانتفاضة الشعبية منذ انطلاقتها بكثير من الاهتمام والتفهم والتعاطف".

ودعا مفتي لبنان المسؤولين إلى النظر بإيجابية تجاه مطالب الشعب الذي يعاني من أعباء التدهور في الأوضاع الاقتصادية والمالية بالبلاد.

 "الرابطة المارونية" تؤيد الاحتجاجات

بدورها، أعلنت الرابطة المارونية في لبنان، الأربعاء، تأييدها للاحتجاجات الشعبية، وتعاطفها مع أهدافها.

والرابطة المارونية هي الجناح السياسي للسلطة البطريركية المارونية، ورئيس الرابطة هو أعلى سلطة مارونية في لبنان، بعد رئيس الجمهورية (مسيحي ماروني).

وقالت الرابطة، في بيان، إن "صوت الانتفاضة وصل إلى مسامع الجميع، ويجب أخذه بما يستحق من جدية، ومحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة يجب أن تكون في رأس أولويات الدولة".

وأضافت الرابطة أن "استمرار التظاهر في الساحات العامة حتى تحقيق المطالب، هو أمر مشروع ومحق إنسانياً ووطنياً ودستورياً، ويحظى بتأييدنا".

ونبهت إلى أن "قطع الطرقات يؤدي إلى شلل الحركة الاقتصادية بالكامل، مما ينعكس سلباً على حياة المواطن، ويزيد المؤسسات العامة والخاصة شللا".

 اشتباكات شرق بيروت 

وشهد الأربعاء 23 أكتوبر/تشرين الأول 2019، وقوع اشتباكات بين عدد من المحتجين اللبنانيين من جهة ومؤيدين للتيار الوطني الحر الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل في قضاء المتن بجبل لبنان، شرق العاصمة بيروت، وفق إعلام محلي.

وبحسب وسائل إعلام لبنانية، بدأ الإشكال بعدما قام عدد من مؤيدي التيار الوطني الحر بالاعتداء على خيم معتصمين بإحدى ساحات بلدة "مزرعة يشوع" في قضاء المتن، فاندلعت اشتباكات بالأيدي بين الطرفين.

وأضافت أنه سرعان ما تدخل الجيش اللبناني وتمكن من إنهاء الإشكال وإعادة الأمور إلى طبيعتها، دون وقوع إصابات.

والتيار الوطني الحر هو التيار السياسي للرئيس اللبناني ميشال عون الذي تخلى عن رئاسته لمصلحة باسيل بعد انتخابه رئيساً للبلاد.

ويجمع المتظاهرون في لبنان على تحميل باسيل مسؤولية ما آلت اليه الأمور في البلاد إضافة إلى اتهامه بالفساد ومطالبات بمحاكمته.

واجتاحت الشوارع اللبنانية، منذ الخميس 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، تظاهرات شعبية غاضبة شملت مختلف المناطق اللبنانية، وذلك بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة. 

بدءاً من شحّ الدولار، مروراً بالخبز، والمحروقات، وكارثة الحرائق التي فشلت السلطة اللبنانية في السيطرة عليها، حالها حال الأزمات الأخرى، وصولاً إلى تفجُّر غضب الشارع مع توجه الحكومة لفرض ضرائب غير مسبوقة، تطول ربما الاتصالات المجانية عبر الهاتف الخلوي مثل واتساب.


تحميل المزيد