قتال استمر 8 ساعات لتحرير ابن إل تشابو من أيدي أفراد الشرطة الذين أصبحوا رهائن

أنقذ الابن الأكبر لتاجر المخدرات الكبير إل تشابو، شقيقه الأصغر وأخرجه من قبضة الشرطة، بعد اشتباكاتٍ عنيفة أجبرت السلطات المكسيكية على إطلاق سراحه بعد وقوع قتلى وجرحى.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/10/20 الساعة 11:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/10/20 الساعة 12:47 بتوقيت غرينتش
نجل إل تشابو - مواقع التواصل

أنقذ الابن الأكبر لتاجر المخدرات الكبير إل تشابو، شقيقه الأصغر وأخرجه من قبضة الشرطة، بعد اشتباكاتٍ عنيفة أجبرت السلطات المكسيكية على إطلاق سراحه بعد وقوع قتلى وجرحى.

وتحدثت صحيفة The Daily Mail البريطانية، اليوم الأحد 20 أكتوبر/تشرين الأول 2019، عن تقرير يفيد بأن إيفان أرشيفالدو جوزمان (39 عاماً)، وشقيقه أوفيديو غوزمان لوبيز (28 عاماً) اعتُقِلا يوم الخميس الماضي، حين داهم 35 فرداً من قوات الشرطة منزلاً في مدينة كولياكان بولاية سينالوا المكسيكية.

وأرادت السلطات المكسيكية اعتقال أوفيديو بناءً على طلب تسليم أرسلته الولايات المتحدة في العام الماضي (2018).

خسائر كثيرة للشرطة

وقالت مصادر لصحيفة The New York Times الأمريكية، إنَّ قوات الشرطة اعتقلت إيفان في أثناء المداهمة، لكن رجاله سرعان ما تغلَّبوا عليهم ونجحوا في تهريبه من قبضتهم.

وقيل إن إيفان دبَّر اشتباكاتٍ عنيفة حوَّلت كولياكان إلى منطقة حرب مدنية على مدى ثماني ساعات؛ سعياً لإطلاق سراح شقيقه.

واحتُجِز عديد من أفراد الشرطة رهائن، في حين قالت مصادر للصحيفة الأمريكية إنَّ رجاله خطفوا بعض أفراد عائلات قوات الشرطة. 

وبالفعل اضطرت السلطات في نهاية المطاف، إلى إطلاق سراح أوفيديو بعدما وجدت نفسها أضعف تسليحاً في أثناء تبادل إطلاق النار العنيف مع رجال عصابة المخدرات، والذي خلَّف ثمانية قتلى وأكثر من 20 جريحاً.

ويقال إنَّ عصابة إل تشابو تخضع الآن لإدارة ابنيه الآخرين، إيفان وخيسوس ألفريدو غوزمان، إلى جانب زامبادا.

وقالت الصحيفة البريطانية، إنَّ تبادل إطلاق النار الذي وقع يوم الخميس الماضي، أصاب مدينة كولياكان بالشلل، وترك الشوارع مليئة بالمركبات المحترقة، في حين احتمى السكان داخل منازلهم وسط وابلٍ من رصاص الأسلحة الآلية في الخارج.

فبالإضافة إلى أفراد الشرطة الـ35 الذين داهموا منزل أوفيديو، حاصر رجالٌ مدججون بالسلاح وأقوى عُدةً وعتاداً المنزل، وأثاروا الفوضى بكل مكان، واستولوا على أكشاك تحصيل رسوم المرور، والطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة. في حين أغلق رجالٌ آخرون مدججون بأسلحةٍ ذات عيارٍ كبير تقاطعاتٍ رئيسية في الشوارع. 

احتجاز لعناصر الشرطة

ووسط هذه الفوضى، أثار السجناء في أحد السجون أعمال شغب، واستولوا على أسلحةٍ من الحراس وهربوا.

وقال كريستوبال كاستانييدا قائد الأمن العام في سينالوا إنَّ عدد السجناء الذين فروا بلغ 56، من بينهم 49 ما زالوا طلقاء. وتمكن السجناء من أسر حارسين أطلِق سراحهما لاحقاً.  

وكانت الهجمات في غاية الجرأة لدرجة أنَّ أفراد العصابة المسلحين أخذوا العديد من رجال الشرطة رهائن، بل وهاجموا المجمع السكني الذي تعيش فيه زوجات أفراد الشرطة وأطفالهم. 

وقد اتخذ مجلس الوزراء الأمني التابع للحكومة المكسيكية قراراَ بسحب القوات لتجنُّب المزيد من الخسائر في الأرواح.

واعترفت السلطات، يوم الجمعة الماضي، بأنَّ الشرطة سمحت لأوفيديو بالرحيل بعدما احتجزت العصابة ثمانية من أفراد الشرطة رهائن، وكذلك كانت القوات الحكومية محاصَرة من قِبل أفراد العصابة، ولم تكن هناك استراتيجية واضحة للخروج من هذا المأزق.

وقال الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، في مؤتمرٍ صحفي يوم الجمعة: "لقد اتُّخِذَت قراراتٌ أدعمها، وأؤيدها، لأنَّ الوضع كان سيئاً للغاية، وكان كثير من المواطنين في خطر، لذا اتُّخِذ  قرار يقضي بحماية حياة المواطنين".

وأضاف: "لا يمكنك أن تُفضِّل سلامة حياة أحد المجرمين على حياة المواطنين العاديين". 

ومن جانبهم، قال مسؤولو مجلس الوزراء الأمني ​​إنَّهم لم يُخطَروا بالعملية سلفاً. وقالوا إنَّ قوات الشرطة حاصرت المنزل دون أمر تفتيش، وتعرَّضت للنيران قبل إرساله، وحينئذ قررت الدخول من دونه. وأضافوا أنَّ القوات لم تُقدِّر رد فعل العصابة حق قدره.  

فيما قال وزير الدفاع المكسيكي الجنرال لويس ساندوفال إنَّه لو كان المجلس الأمني على علمٍ سابق بالعملية، لتعامل مع الأمر بطريقةٍ مختلفة ونشر المزيد من القوات، بل وأرسل دعماً جوياً، وأضاف: "هذه المجموعة … تعجَّلت. ولم تفكر في العواقب". 

وأشاد خوان بابلو باديلو، المحامي الذي يمثل إمبراطور المخدرات في المكسيك، بالرئيس المكسيكي لوبيز أوبرادور، قائلاً إنَّ أوفيديو غوزمان أطلق سراحه "بأمرٍ رجولي وذكي وعقلاني من الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور".

إغلاق للمدارس

وظلَّت الشوارع في كولياكان، التي يزيد عدد سكانها على 800 ألف نسمة 800000، مغلقةً بالسيارات المشتعلة صباح الجمعة، فيما أغلقت المدارس، وطلبت بعض المكاتب الحكومية من موظفيها البقاء في منازلهم.

في حين قال جيفري ليشتمان محامي إل تشابو، للصحيفة الأمريكية، يوم الجمعة الماضي، إنَّ مذكرة اعتقال أوفيديو -التي تسببت في المداهمة والاشتباكات العنيفة التي أعقبتها- صدرت من قاضٍ فيدرالي في العاصمة الأمريكية واشنطن.

وأضاف ليتشمان أنَّ أوفيديو "آمن وليس محتجزاً"، لكنَّه أشار إلى أنَّه "من غير الواضح ما حدث بالضبط"، لكنهم سيحاولون معرفة ما حدث "حالما يهدأ الوضع وتتضح الصورة".

وكانت إحدى المحاكم الأمريكية وجَّهت إلى أوفيديو وشقيقه خواكين غوزمان لوبيز، وشقيقٍ رابع، في العام الماضي، اتهاماتٍ بالاتجار في الكوكايين والميثامفيتامين والماريجوانا.

وقد كُشِف عن هذه الاتهامات في 13 فبراير/شباط الماضي، وتناولت الفترة من أبريل/نيسان 2008 إلى أبريل/نيسان 2018. وفي ذلك الوقت، كان والد الأخوين، إل تشابو، يدير عصابة سينالوا مع إسماعيل زامبادا، الشهير بإل مايو.

وحُكم على إل تشابو بالسجن مدى الحياة، بالإضافة إلى 30 عاماً من جانب قاضٍ فيدرالي في بروكلين في يوليو/تموز الماضي، بعد إدانته بتهمٍ متعددة، من بينها الاتجار في المخدرات وغسل الأموال والتآمر من أجل القتل.

تحميل المزيد