قالت الرئاسة الإيرانية، الخميس 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إن الإمارات تقدمت بمبادرة لتسوية القضايا السياسية بين البلدين.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، عن رئيس مكتب رئاسة الجمهورية محمود واعظي، قوله إن "الإمارات تقدمت بمبادرة لتسوية القضايا السياسية مع إيران". وأشار واعظي إلى أن "السياسة الخارجية لإيران كانت على الدوام تتمثل في إقامة علاقات ودية مع دول الجوار".
وشدّد على أن "كافة الدول حتى تلك الموافقة على السياسات الأمريكية في المنطقة، تتطلع إلى حل القضايا السياسية العالقة وإقامة علاقات مبنية على الصداقة" مع إيران.
ومتطرقاً إلى السعودية، قال المسؤول الإيراني، إن "أدبيات السعودية فيما يتعلق بإيران تغيرت خلال السنوات الأخيرة". ولفت إلى ترحيب بلاده "دوماً بإرساء علاقات قائمة على الصداقة مع الدول الإسلامية".
واتهم واعظي الساسة الأمريكيين بـ "السعي وراء استنزاف أموال الدول العربية، وأنهم لا يقدمون المساعدة لهذه الدول في الظروف الحرجة".
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من أبوظبي، بشأن المبادرة التي لم يكشف تفاصيلها رئيس مكتب رئاسة الجمهورية الإيرانية، حتى الساعة 15.40 ت.غ.
توترات قديمة زادت مع الحرب في اليمن
وتشهد العلاقات بين أبوظبي وطهران توتراً مستمراً، بسبب الجزر الثلاث المتنازع عليها: "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى"، وتقول الإمارات إن إيران تحتلها.
وتفاقم التوتر بين البلدين على خلفية الصراع المحتدم في اليمن منذ نحو 5 أعوام، بين القوات الحكومية مدعومةً بالتحالف العربي، الذي تعد الإمارات عضواً فيه رغم انسحابها جزئياً مؤخراً، والمسلحين الحوثيين الذين تُتهم إيران بدعمهم.
والأحد 13 أكتوبر/تشرين الأول، أطلق رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، مبادرة طموحة لنزع فتيل التوترات المتصاعدة بين الخصمين اللدودين إيران والسعودية.
فيما رحب الرئيس الإيراني حسن روحاني، بمبادرة خان لإحلال "السلام في المنطقة"، وقال إن طهران سترد على "أية بادرة حسن نية ببادرة حسن نية وكلمات طيبة".
وتشهد المنطقة حالة توتر، إذ تتهم واشنطن وعواصم خليجية، وخاصة الرياض، طهران باستهداف سفن ومنشآت نفطية خليجية وتهديد الملاحة البحرية، وهو ما نفته إيران، وعرضت توقيع اتفاقية "عدم اعتداء" مع دول الخليج.
الإمارات استبقت التقارب مع إيران
وكانت أبوظبي قد أبدت علامات تشير إلى رغبتها في التهدئة مع إيران، على الرغم من تعرض أربع ناقلات للهجوم قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي، في وقت سابق من هذا العام، ووجهت أصابع الاتهام لإيران بتنفيذها.
ولكن على الرغم من أن المخابرات الأمريكية خلصت إلى أن الحرس الثوري الإيراني كان مسؤولاً مباشراً عن الهجمات، إلا أن الإمارات لم توجه أصابع الاتهام لإيران.
وعقب الهجوم، أشادت أبوظبي بالدبلوماسية الأمريكية تجاه إيران، وقال أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية: "سوف نستمر في اتخاذ جميع التدابير لتخفيف التوترات وتقليل فرص المواجهة، مستعدون للدفاع عن النفس، لكننا نسعى إلى طريق عملي ودبلوماسي لتخفيف التوترات وخلق فرص لمحادثات هادفة" .
كما أظهرت الإمارات مؤخراً عدداً من المؤشرات على رغبتها في حل الأزمة مع إيران، فقد أعلنت قبل أشهر قليلة سحب قواتها من اليمن، كما دعمت بشكل علني الانفصاليين الجنوبيين في مدينة عدن الساحلية الجنوبية، التي قسمت البلاد إلى قسمين.
وبن زايد أرسل شقيقه في "مهمة خاصة" لطهران
قال موقع Middle East Eye البريطاني، الأحد 13 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إن طحنون بن زايد، مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات، وشقيق ولي العهد محمد بن زايد، موجود في طهران منذ 48 ساعة، وذلك ضمن مهمة سرية تهدف إلى نزع فتيل التوتر مع إيران.
وتعد هذه الزيارة هي أرفع اجتماع بين الجانبين منذ اندلاع الأزمة.
ويأتي هذا التحرك في ظل إشارات متعددة لدولة الإمارات، تشير إلى اتباع خط أكثر ليونة مع طهران، بعد أن تعرّضت أربع ناقلات للهجوم قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي في وقت سابق من هذا العام.
كما تأتي هذه "المهمة السرية" على التوازي مع تحرك باكستاني لتهدئة التوتر بين السعودية وإيران، وذلك بعد أن طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من نظيره الباكستاني عمران خان التوسط لإنهاء الأزمة.