إنزال 3 دبلوماسيين أمريكيين من قطار في روسيا كانوا بطريقهم لموقع شهد انفجاراً نووياً

عربي بوست
تم النشر: 2019/10/16 الساعة 16:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/10/16 الساعة 16:35 بتوقيت غرينتش
مصدر روسي: تم إطلاق سراح الدبلوماسيين الأمريكيين، لكن يتم التعامل معهم على أنهم خرقوا القانون الروسي، الصورة تعبيرية وهي لقطار في روسيا

ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء، الأربعاء 16 أكتوبر/تشرين الأول 2019، أن روسيا أنزلت ثلاثة دبلوماسيين أمريكيين من قطار، قرب موقع خطير شهد تجربة عسكرية غامضة، لأنهم لم تكن معهم تصاريح خاصة للوجود في المنطقة.

وأقرّت وكالة الطاقة النووية الروسية (روس أتوم) بأن خمسة من العاملين في القسم النووي لديها قُتلوا في انفجار، في الثامن من أغسطس/آب، خلال اختبار لمحرك صاروخي قرب البحر الأبيض في أقصى شمال روسيا.

ونقلت إنترفاكس عن مصدر قوله إنه تم إطلاق سراح الدبلوماسيين الأمريكيين، لكن يتم التعامل معهم على أنهم خرقوا القانون الروسي.

وأدى الانفجار الغامض الذي وقع في أغسطس إلى زيادة المخاوف من الوصول إلى عواقب شبيهة بعواقب كارثة انفجار مفاعل تشيرنوبيل، وربما كان السبب وراء الانفجار هو أنَّ موسكو كانت تحاول معرفة القدرات المحتملة لأحد أخطر الأسلحة في العالم، بحسب تقرير لموقع Vox الأمريكي.

ففي يوم الخميس 8 أغسطس/آب، أطلق انفجارٌ وقع في موقع لتجربة الصواريخ على ساحل القطب الشمالي الروسي إشعاعاتٍ، وأسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل، من بينهم خمسة عمال يعملون في مجال الطاقة النووية.

ولم تعترف السلطات الروسية بما حدث إلَّا بعد مرور أيام، إذ نشرت في البداية معلوماتٍ مضللة للشعب، قبل الاعتراف بوجود خللٍ في أحد المفاعلات النووية.

ويبدو أنَّ هذه الحادثة قد رفعت مستويات الإشعاع بمقدارٍ يتراوح بين 4 أضعاف و16 ضعفاً فوق الحد الطبيعي، ما دفع السكان القريبين من موقع الانفجار إلى التدافع للحصول على اليود الذي يحد من امتصاص الإشعاع في أجسامهم.

ولا شكَّ أنَّ تتابع الأحداث هذا ليس غريباً على متابعي مسلسل Chernobyl الذي عرضته شركة HBO، والأشخاص الذين عاشوا كارثة تشيرنوبل بالفعل: ففي البداية يحدث انفجار نووي (وإن كان أصغر هذه المرة)، ثم لا يعرف المواطنون المتضررون معلوماتٍ كثيرة بينما تحجب الحكومة الحقيقة، وبعد ذلك تتسرَّب الحقائق إلى أن تعترف الحكومة بأخطائها في نهاية المطاف، ولكن بحلول ذلك الوقت، قد يكون أوان تعافي بعض المتضررين قد فات بالفعل.

إذ قال ديمتري جوكوف، الذي يعيش في مدينةٍ قريبة من موقع الحادث، على أحد مواقع التواصل الاجتماعي الروسية: "لست من منتقدي الحكومة، لكنَّ سلوكها في هذا الموقف سيئ. لقد تظاهرت بأنَّ الحادث لم يشهد وقوع شيء مُخيف".

لكنَّ السرية المحيطة بما حدث في قاعدة نيونوكسا في شمال غرب روسيا قد لا تقتصر على إبقاء الكارثة النووية طيّ الكتمان، بل ربما تهدف كذلك إلى إخفاء برنامجٍ عسكري رفيع المستوى، لكنه فاشل، عن بعض أعداء روسيا مثل الولايات المتحدة.

ما سبب الانفجار الذي وقع في روسيا؟

يقول بعض الخبراء ومسؤولي الاستخبارات الأمريكية إنَّ إحدى النظريات الرئيسية لتفسير الحادث هي أنَّ الانفجار كان نتيجة فشل تجربة صاروخ جديد يعمل بقوة الدفع النووية.

ففي مارس/آذار من العام الماضي 2018 أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إطلاق صاروخ كروز جديد يمكنه السفر إلى أيِّ مدى لأنَّه يستخدم قوة الدفع النووية بدلاً من الوقود التقليدي، ويمكنه التهرب من أي دفاعات لأنَّه يطير منخفضاً ويغيِّر مساره. إذ تعتمد معظم أنظمة الدفاع الصاروخي على دقة معرفة المكان الذي يتجه إليه الصاروخ القادم. وبدون هذه الدقة، يصبح من شبه المستحيل تدميره، وتزداد فرصته في الوصول إلى هدفه. 

وهذا السلاح، المعروف باسم Burevestnik في روسيا أو SSC-X-9 Skyfall كما تُطلِق عليه دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، سيكون محور قدرة موسكو على تهديد أهداف بعيدة مثل الولايات المتحدة. ومن ثَمَّ، فلا عَجَب في أن يخفي الكرملين أنَّ السلاح الذي سيغير موازين القوى قد فشل في إحدى التجارب، بل وتسبَّب في ذعر نووي كذلك.

وعلى الجانب الأخر، قال خبراء آخرون إنَّهم غير متيقنين من أنَّ هذا هو ما حدث، مشيرين إلى أنَّ روسيا من المستبعد أنَّ تُجرِّب الصاروخ بالقرب من أماكن تواجد السكان. وأشاروا كذلك إلى أنَّ بعض الأسلحة الأخرى ربما تعمل بقوة الدفع الناتجة عن الاحتراق. 

وبغض النظر عن السبب، كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغريدةً مساء الاثنين 12 أغسطس/آب قال فيها إنَّ "الولايات المتحدة تعلم الكثير عن انفجار التجربة الصاروخية الفاشلة في روسيا". ويبدو أنَّه أشار كذلك إلى أنَّ الولايات المتحدة تمتلك سلاحاً سرياً أقوى من ذلك الذي ربما تكون موسكو قد اختبرته. لكنَّ هذا يبدو مسبتعداً للغاية، لا سيما أنَّ أمريكا ألغت خططاً لصناعة صاروخٍ يعمل بقوة الدفع النووية قبل عقود.

علامات:
تحميل المزيد