اندلعت حرائق عدة في بلدات لبنانية مختلفة سببت انطلاق سحابة دخان ضخمة حجبت الرؤية في عدد من مناطق لبنان، دون إعلان رسمي عن أسباب اندلاعها، أو معلومات عن وقوع ضحايا من عدمه.
وقد وصلت عدد الحرائق التي بدأت في الاندلاع منذ مساء الأحد 13 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إلى أكثر من 104 حريق في 24 ساعة، وفق وسائل إعلام لبنانية.
الجيش تدخل لإخماد جزء من الحراق بمساعدة جوية من قبرص
قالت وكالة الأنباء اللبنانية إن الدفاع المدني اللبناني نجح في إخماد حريق في عدة بلدات تابعة لمنطقة عكار، لكن وسائل إعلام لبنانية لفتت إلى اندلاع حرائق ضخمة في مناطق أخرى من البلاد، فجر الثلاثاء 15 أكتوبر/تشرين الأول.
وقد توجهت وزيرة الداخلية ريا الحسن، ظهر الإثنين 14 أكتوبر/تشرين الأول، إلى بلدة المشرف (جنوبي عكار) التي اندلعت فيها الحرائق مساء الأحد، وأعلنت نجاح إخماد معظم الحرائق بتلك المنطقة بمساعدة طائرات وصلت من قبرص لفرق الدفاع المدني وطوافات الجيش وفرق إطفاء بيروت.
حقل للألغام يعيق محاولات الإطفاء، وخفض تغذية الكهرباء
وما يثير المخاوف هو وجود حقل للألغام حول منطقة المشرف، إذ أكد مدير العمليات في الدفاع المدني اللبناني إيلي خيرالله لصحيفة "النهار" نجاح إخماد الحرائق في جزء من منطقة المشرف، إلا أنه أشار لتمدد الحرائق للقرى المجاورة نتيجة الثروة الطبيعية وغابات الصنوبر بالمنطقة، فيما يعيق حقل للألغام حول المنطقة عمل الدفاع المدني، بالإضافة لخطوط التوتر العالي التي تعرقل وصول الطوافات وتجبرها على العمل من بعد.
من جهتها، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان خفضها التغذية بالتيار الكهربي طوال فترة العزل حتى تنتهي عمليات الإطفاء الجوي عن مختلف المناطق اللبنانية لا سيما تلك التي تتغذى عبر خطوط الـ220 ك. ف. ومن بينها بيروت الإدارية.
الحرائق وصلت لجامعة رفيق الحريري، ووزير التعليم يتحدث عن أسبابها
التهمت الحرائق في منطقة المشرف آلاف الأمتار المتصلة بعدد من الأبنية السكنية وجامعة رفيق الحريري، لكن التصريحات الرسمية تشير إلى اقتصار الخسائر على خسائر مادية فقط بهذه المنطقة، بالتهام النيران مساحات كبيرة من الأعشاب اليابسة والأشجار وأشجار الزيتون.
ولم يعلن رسمياً عن سبب اندلاع الحرائق، إلا أن وزير التربية أكرم شهيب حذر من الجفاف الشديد في فصل الصيف لتدارك الحرائق.
وأشارت الوكالة الوطنية للإعلام إلى مساهمة الرياح الحارة التي تشهدها البلاد في امتداد النيران بلدتي مشحا والشيخ محمد حيث اقتربت من المنازل.
مشاهير لبنان غاضبون
انطلق هاشتاغ #لبنان_يحترق، وأصبح الأكثر تداولاً على تويتر في لبنان وعدد من الدول العربية، بينها مصر والسعودية، وتجاوز الـ55 ألف تغريدة خلال ساعات فقط من إطلاقه.
كما أعرب إعلاميون ومشاهير ووسائل إعلام لبنانية عن حزنهم للحادث؛ إذ أعادت الفنانة إليسا نشر تغريدات تطالب بتحرك عاجل من وزير البيئة والمسؤولين في الدولة، معلنةُ تعاطفها مع الأهالي المتضررين من الحرائق.
فيما نشر الإعلامي نيشان عدة تغريدات انتقد فيها المسؤولين، إذ كتب: "للحكومة اللبنانية، استيقظوا، لبنان يحترق، حرفياً"، وتحدث عن حالات نزوح لعدد من اللبنانيين جراء هذه الحرائق.
الحرائق تحصر الغطاء النباتي في لبنان
تُعدّ الحرائق واحداً من أكثر الأسباب التي تؤدّي إلى انحسار الغطاء النباتي الممتد على الأراضي اللبنانية بمسافة 20 إلى 30 كيلومتراً سنوياً.
وأشارت صحيفة "النهار" اللبنانية إلى انحصار الغطاء النباتي في لبنان بسبب الحرائق بنسبة 23%، تتضمّن 13% من الأحراج الكثيفة وحوالي 10% من الأحراج الأقلّ كثافة.