طائرات أمريكية تتدخل لإبعاد قوات تدعمها تركيا عن جنود أمريكيين في سوريا

قالت وكالة رويترز، نقلاً عن مسؤول أمريكي لم تذكر اسمه، إن طائرات عسكرية أمريكية قامت "باستعراض للقوة" في سوريا، لتفريق قوات مدعومة من تركيا قرب جنود أمريكيين، فيما قال البيت الأبيض إن نائب الرئيس دونالد ترامب سيبلغ أنقرة بضرورة تنفيذ وقف لإطلاق النار شمالي سوريا.

عربي بوست
تم النشر: 2019/10/15 الساعة 20:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/10/15 الساعة 20:29 بتوقيت غرينتش
مقاتلون من قوات المعارضة السورية الذين تدعمهم تركيا ويشاركون في معركة "نبع السلام" - رويترز

قالت وكالة رويترز، نقلاً عن مسؤول أمريكي لم تذكر اسمه، إن طائرات عسكرية أمريكية قامت "باستعراض للقوة" في سوريا، لتفريق قوات مدعومة من تركيا قرب جنود أمريكيين، فيما قال البيت الأبيض إن نائب الرئيس دونالد ترامب سيبلغ أنقرة بضرورة تنفيذ وقف لإطلاق النار شمالي سوريا. 

ويخوض الجيش التركي مع فصائل من المعارضة السورية تدعمها أنقرة، عملية عسكرية في شمالي سوريا، تقول تركيا إنها تهدف لطرد قوات وحدات "حماية الشعب" الكردية من الحدود، حيث تعتبرها أنقرة امتداداً لقوات حزب "العمال الكردستاني" المُصنف على لوائح الإرهاب لدى أمريكا، وأوروبا وتركيا. 

ولم يوضح المسؤول التركي في تصريحاته لرويترز، اليوم الثلاثاء 15 أكتوبر/تشرين الأول 2019، ما إذا كانت الطائرات الأمريكية قد نفّذت ضربات تحذيرية للقوات المدعومة من تركيا، أم أنها اكتفت فقط بمجرد التحليق فوقها.

وتأتي تصريحات المسؤول الأمريكي في وقت قالت فيه وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، مساء الثلاثاء، إنه يتم حالياً إعادة انتشار للقوات الأمريكية في شمالي سوريا، وشمالها الشرقي، وذلك بعدما أمر الرئيس ترامب بسحب ألف جندي من هذه المنطقة. 

وكان ترامب قد قال إنَّ القوات الأمريكية ستبقى بأعداد صغيرة في التنف، في جنوبي سوريا "لمواصلة القضاء على فلول الدولة الإسلامية"، لكن قاعدة التنف لن تفعل شيئاً يذكر لدعم العمليات في أماكن أخرى من البلاد.

أمريكا تضغط لوقف العملية العسكرية 

وكثَّفت أمريكا، اليوم الثلاثاء، من ضغوطها من أجل إيقاف العملية العسكرية التركية، وأعلن ترامب أنه سيرسل نائبه مايك بنس، ووزير خارجيته مايك بومبيو، غداً الأربعاء، إلى تركيا، لبحث العملية التي أطلقت عليها أنقرة اسم "نبع السلام".

وجاء ذلك في كلمة لـ "ترامب"، نقلتها صحيفة Washington Post، وأضاف: "نطالب بوقف لإطلاق النار، وعليه يتوجه نائبي (مايك) بنس ووزير الخارجية (مايك) بومبيو إلى تركيا الأربعاء، للعمل قدماً من أجل وقف إطلاق النار في سوريا، وإيجاد ظروف مناسبة للحل التفاوضي".

كما أوضح أن بنس، وبومبيو، يقودان وفداً يضم أيضاً كلاً من روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي، وجيمس جيفري المبعوث الأمريكي إلى سوريا، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز. 

من جانبه قال البيت الأبيض إنّ بنس سيلتقي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الخميس في أنقرة، حيث سيدعو تركيا للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا، والعمل نحو تسوية من خلال التفاوض، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.

وأضاف البيت الأبيض في بيان أنّ "نائب الرئيس بنس سيجدد التزام الرئيس (دونالد) ترامب بإبقاء العقوبات الاقتصادية على تركيا لحين التوصل إلى حل".

عقوبات وإصرار تركي على العملية

وفرض ترامب عقوبات على مسؤولين أتراك، أمس الإثنين، وطالب أنقرة بوقف عمليتها العسكرية، وأوضح بيانٌ صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية أنّ العقوبات شملت وزراء الدفاع خلوصي أكار، والداخلية سليمان صويلو، والطاقة والموارد الطبيعية فاتح دونماز على لائحة العقوبات.

وردَّت تركيا على العقوبات الأمريكية على لسان نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، الذي قال إن "أياً من التهديدات بالعقوبات ليس أكبر من التهديدات الإرهابية التي تتعرض لها تركيا من الجانب الآخر لحدودها الجنوبية"، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.

ولفت أوقطاي إلى التهديد الذي تشكله قوات وحدات "حماية الشعب" الكردية بالنسبة لتركيا، وأكد على أن "الدول لا تتحاور أو تدخل في مساومات مع منظمة إرهابية ما"، مضيفاً أن "تركيا تكافح الإرهاب، ولا يعقل أن يُطلب منها الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الإرهابيين".

وكان أردوغان قد قال في كلمة خلال زيارة لأذربيجان: "نحن عازمون على مواصلة العملية حتى نهايتها دون أن نعبأ بالتهديدات"، وأضاف "ستستمر معركتنا حتى يتحقق النصر النهائي".

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الدفاع التركية، فإنه جرى "تحييد" 560 مسلحاً منذ بدء العملية. وكان أردوغان أعلن في وقت سابق مقتل 500 مسلح واستسلام 26 وإصابة 24 آخرين حتى الآن.

وتقول تركيا إن العملية العسكرية التي تخوضها في شمالي سوريا تهدف إلى القضاء على "الممر الإرهابي الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، وإنشاء منطقة آمنة لإعادة لاجئين سوريين إليها".

تحميل المزيد